الشهيد محمود محمد فارس.. مهندس المسيرات القسامية
الوفاق /وكالات - ارتبط اسم الشهيد فارس بالطائرات المسيرة التي كرّس حياته الجهادية في تصنيعها وتطويرها، ويبرز دور الشهيد في تصنيع الهيكل الأول لطائرة "أبابيل" وتصميم نماذج طائرتي "الزواري" و"شهاب". وكان أيضاً ممن تتلمذ على يد الشهيد القائد محمد الطحلة (الذي استشهد معه في المعركة الأخيرة) وعمل معه على تطوير أسلحة "القسّام".
نشأة القائد
ولد القائد محمود محمد فارس بتاريخ 10/6/1983م، في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة لأسرة فلسطينية متواضعة ربت أبناءها على حب الله والوطن والتضحية وعلى طريق الحرية والتحرير. ارتبط قلب محمود بالمساجد منذ نعومة أظافره، فكان يصاحب والده في جميع الصلوات، ويحرص على أداء صلاة الجماعة، وخصوصا صلاة الفجر، وتميز منذ صغره بحبه للاستكشاف وكان يميل إلى الابتكار والاختراع.
في صفوف كتائب القسام
بدأ فارس طريق المقاومة منذ أن التحق بجامعة اللاذقية في سوريا لدراسة هندسة الميكانيك التي تخرج منها في المرتبة الأولى من بين جميع الطلاب. وفي العام 2005، أطلقت دائرة العمل العسكري لحركة "حماس" في الخارج (دائرة الإعمار) مشروع تصنيع الطائرة بدون طيار وباشرت بحشد الإمكانات الفنية والطاقات النوعية من كوادر ومهندسين، لإدارة المشروع وتولى الشهيد التونسي المهندس "محمد زواري" قيادة وحدة تطوير وتصنيع الطائرات بدون طيار. تزامن ذلك مع تخرج المهندس محمود من الجامعة، وعُرض عليه الانتساب إلى صفوف كتائب القسام في دائرة الإعمار عام 2007، والعمل في قسم التصنيع الحربي فيها، وقد وقع الاختيار عليه ليكون من المهندسين الرئيسيين في مشروع الطائرة من دون طيار. قبِل الشهيد المسؤولية، حيث تدرب وعمل مع الشهيد القائد الزواري وشارك معه في وضع نماذج التصنيع والتطوير.
عام 2010 عاد الشهيد فارس الى قطاع غزّة وتابع العمل في تصنيع المسيرات ونسخ بعض النماذج الى جانب تدريب مجاهدي القسّام. وقد رصد الاحتلال إحدى التجارب في الجو فاستهدف خلال معركة "حجارة السجيل" إحدى ورش التصنيع ووضع المهندس محمود على رأس قائمة المطلوبين. وأقدم في عدوانه في معركة "العصف المأكول" بقصف منزله ومنزل أهله في خانيونس. كذلك عمل مع الشهداء القادة في التصنيع العسكري سامي رضوان، حازم الخطيب، وظافر الشوا، والأخيران هما مهندسا طائرة "شهاب" المسيرة التي دخلت الخدمة الميدانية خلال "سيف القدس".
استشهاده
في اليوم الثالث من معركة سيف القدس ارتقى القائد شهيداً بتاريخ 12/مايو 2021م بعد استهدافه مع مجموعة من المجاهدين من قبل الطائرات الحربية الصهيونية، بعد أن أنهى العمل على عدد من المشاريع التي دخلت حيز الإنتاج بعد معركة سيف القدس، واليوم تحلّق بصمات المهندس الشهيد محمود فارس مع مسيرات كتائب القسّام مخترقةً منظومة الاحتلال الأمنية ومحدّدةً الأهداف في عمقه.