المؤتمر الإقليمي الأول للمستشارين الثقافيين يختتم أعماله
الدبلوماسية الثقافية الإيرانية نحو تعزيز العلاقات الدولية
الوفاق/ الدبلوماسية الثقافية تعتبر من أهم المجالات والنشاطات الثقافية الواسعة للمستشاريات الثقافية في الدول وتُعد حقلا واسعا وهاما، لسفراء الثقافة الإيرانية في خارج البلاد، وبما أن التعاون المشترك مع دول الجوار يحظى بأهمية كبرى، أقيم أخيراً المؤتمر الإقليمي الأول للمستشارين الثقافيين الإيرانيين في دول الجوار، وحضره المستشارون الثقافيون وأقيمت ندوات وجلسات كثيرة مع مسؤولي الحكومة لتطور ونشاط أكثر في مجال الدبلوماسية الثقافية الإيرانية في خارج البلاد، فاختتم المؤتمر يوم الخميس الماضي بعد ستة أيام حيث نوقش فيه مختلف المجالات الثقافية والفنية، وفي اليوم الأخير استضاف المهرجان النائب الأول لرئيس الجمهورية الدكتور محمد مخبر، رئيس رابطة الثقافة والعلاقات الإسلامية حجة الإسلام إيماني بور، ووزير الثقافة والإرشاد الإسلامي محمدمهدي إسماعيلي، والمستشارين الثقافيين الإيرانيين في دول الجوار.
مخبر: مجال الثقافة أهم وأقوى عناصر إقتدار ايران
في إشارة إلى السياسة الخارجية لتطوير العلاقات مع الدول المجاورة والمتحالفة والإقليمية في الحكومة الثالثة عشرة، قال النائب الأول للرئيس محمد مخبر: إن عضوية إيران في الاتحادات والمنظمات العالمية المهمة مثل شنغهاي وبريكس وغيرها ليست فرصة اقتصادية فحسب، بل هي أيضاً منصة ثقافية.
واعتبر مجال الثقافة أهم وأقوى عناصر إقتدار الجمهورية الإسلامية الإيرانية وقال: الجذر الرئيسي لقوة إيران في العالم وخاصة في دول محور المقاومة هو التأثير الثقافي للثورة الإسلامية.
واعتبر مخبر الحفاظ على اللغة الفارسية والسعي لتوسيعها وتطويرها بين الأمم المختلفة قضية مهمة وأوضح: اللغة الفارسية هي أهم أداة لتوسيع الثقافة والتاريخ والهوية الإيرانية، وفي هذا المجال، يجب أن نتعاون مع الجامعات والمؤسسات الثقافية المختلفة، وفي بلدان المقصد، نحاول إعادة اللغة الفارسية إلى مكانتها الحقيقية بين لغات العالم.
اسماعيلي: المستشارون الثقافيون هم حاملو الثقافة الايرانية
كما أعلن وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي في هذا اللقاء عن زيادة الميزانية الثقافية، وخاصة للمستشارين الثقافيين للجمهورية الإسلامية الإيرانية، لافتاً إلى الاهتمام الجاد من قبل الحكومة والنائب الأول للرئيس بالمجال الفني والثقافة والإعلام، وقال: المستشارون الثقافيون هم حاملو ثقافة الثورة الإسلامية وواجب جدي على عاتقهم، وقد وضعت الحكومة الإجراءات والاعتمادات المناسبة جداً لهذا الجزء من ثقافة البلاد.
ايماني بور: دراسة الفرص الإقليمية أهم شعار للمؤتمر
كما أشار رئيس رابطة الثقافة والعلاقات الإسلامية حجة الإسلام إيماني بور في هذا اللقاء إلى عقد اجتماع المستشارين الثقافيين للجمهورية الإسلامية الإيرانية في الدول المجاورة بطهران، وقال: إن دراسة الفرص الإقليمية وقدرات المحافظات كان أهم شعار لهذا المؤتمر، الذي تم فيه مناقشة قدرات المناطق والمحافظات الإيرانية بحضور المستشارين الثقافيين ومحافظي البلاد.
وأشار رئيس منظمة الدبلوماسية الثقافية للبلاد كذلك إلى إعداد الوثيقة الشاملة للحوكمة الثقافية الدولية للجمهورية الإسلامية في المجلس الأعلى للثورة الثقافية وأعلن حجة الإسلام إيماني بور أن إنشاء مركز لهيئة الترجمة والنشر قد تم النظر فيه بما يتماشى مع حركة ترجمة العلوم الإنسانية والإسلامية إلى اللغات الأخرى، وقال: لكن موقف الأمانة وهيكلها والاعتمادات اللازمة لها لم يتم أخذ النشاط في الاعتبار، وتتطلب هذه المسألة أيضاً دعماً خاصاً.
كما صرح حجة الإسلام إيماني بور: أثيرت في مجلس الثقافة هذا العام مسألة تسجيل اليوم الأول من يوليو في التقويم الرسمي كيوم للدبلوماسية عامة وتفاعل ثقافي مع العالم، والذي يتزامن مع إنشاء المنظمة بأمر من قائد الثورة الإسلامية وقد تم تقديم العمل التمهيدي في هذا المجال وننتظر موافقة المجلس الأعلى للثورة الثقافية عليه.
خسروبناه: ضرورة تفعيل القدرات البشرية لتعزيز أهداف الدبلوماسية الثقافية
من جهته قال أمين المجلس الأعلى للثورة الثقافية حجة الإسلام عبدالحسين خسروبناه: إذا كانت لدينا رؤية حاكمة للثقافة، فيمكننا أن ننجح.
وقال: ان أُسس حكمة الثقافة الإسلامية ترتكز على المحاور الثلاثة وهي: التوحيد لله، والعقل والوحي، والدنيا والآخرة، وعلينا أن نجعل القدرات البشرية أكثر نشاطا في مجال الثقافة الدولية.
روزبه: عقد 60 اجتماعاً في 6 أيام لتعزيز أهداف الدبلوماسية الثقافية
اختتم المؤتمر الإقليمي الأول للمستشارين الثقافيين للجمهورية الإسلامية الإيرانية في الدول المجاورة محققاً رقماً قياسياً مثيراً للإعجاب، هذا ما يعتقده حسين روزبه مساعد رئيس رابطة الثقافة والعلاقات الإسلامية في الشؤون الدولية، ويقول: خلال 6 أيام من هذا الاجتماع، تم عقد ما يقرب من 60 اجتماعاً بحضور كبار المسؤولين السياسيين والثقافيين والاجتماعيين في البلاد، والتي يمكن أن تقدم صورة جديدة للديناميكيات الفريدة لنظام الدبلوماسية الثقافية في البلاد.
وتابع: كانت مهمة صعبة للغاية تنسيق حضور كبار قادة النظام للحضور في المؤتمر، نظراً لحساسية المنطقة ومتابعة انتصارات محور المقاومة في فلسطين المحتلة، لكن التخطيط الذي تم لهذا الحدث تم على مدار الساعة والتزم وتحقق وسيكون نتاج هذه الأفكار والتضافر ملموساً في المستقبل القريب وفي أداء المستشارين الثقافيين.
آذربندار: مهرجان طهران للأفلام القصيرة حدث سينمائي هام
من جهته اعتبر أمين مهرجان طهران الدولي للأفلام القصيرة مهدي أذربندار الإنتاج السنوي لـ 400 فيلم قصير بمثابة قدرة مناسبة للتبادل الثقافي مع الدول المجاورة، وقال: جمعية السينما الشبابية الإيرانية، مركز البحث عن المواهب، هي أكبر مدرسة سينما في إيران وواحدة من أكبر دور السينما في العالم، والتي لديها مكاتب في 58 مكاناً في الدولة وتوفر التدريب على صناعة الأفلام ودعم صانعي الأفلام من خلال إنتاج أفلام قصيرة وهي الوصي الرئيسي على السينما الأساسية في البلاد.
وأشار إلى انطلاق الدورة الأربعين لمهرجان طهران للفيلم القصير اعتباراً من الخميس المقبل، وقال: يعد هذا المهرجان الحدث السينمائي الأكثر عالمية في إيران. وفي إشارة إلى الرقم القياسي الذي حققه مهرجان طهران للأفلام القصيرة في هذه الفترة باستقبال 7216 عملاً من 131 دولة، ووصف أذربندر هذا الرقم القياسي بأنه مهم وأضاف: التشاور الثقافي يعزز القدرات الثقافية لكل بلد، وهي إحدى القدرات الثقافية. التي تستخدم في المناسبات، العام الماضي كان مهماً أيضاً وقد عمل الاعداء على تشويهه واستثمروا في عدم إقامته، وكانت المهرجانات السينمائية، مثل مهرجاني الفجر والحقيقة ومهرجان طهران للأفلام القصيرة،أن أظهرت أهميتها وحيويتها عن الجو الثقافي في البلاد.
وقال أذربندر: مهرجان طهران للأفلام القصيرة يعتبر "أسكار كواليفاي"، وفي مجال الأفلام الروائية، ترشح الدول الأعمال لأكاديمية الأوسكار، أما في مجال الأفلام القصيرة فإن المهرجانات ترشح الأفلام.
وقد منحت أكاديمية الأوسكار هذا الفضل لـ 150 مهرجاناً في العالم، ويعد مهرجان طهران للأفلام القصيرة أحد هذه المهرجانات.كما حصلت إسبانيا العام الماضي وفي السنوات السابقة إيران على هذه الجائزة.
وقال أمين سر مهرجان طهران للفيلم القصير الأربعين: تمكنا هذا العام من نشر الدعوة للمهرجان بـ 12 لغة، وهو ما كان لمزيد من الاعتراف بهذه القدرة وكان له أثر في تحطيم الأرقام القياسية، وأولويتنا هي التعريف بالمهرجان في الدول المجاورة، وبالنسبة لنا هناك نهج لتوفير المجال لهذا الغرض واستقبال ضيوف من الدول المجاورة.
حدادي اصل: التركيز على اللغة الفارسية هام
من جهته قال نائب وزير العلوم في الشؤون الدولية الدكتور "وحید حدادي اصل": يعتبر نشر اللغة الفارسية إحدى السياسات الرئيسية لوزارة العلوم في الخارج، ويثمّن عمل المستشارية الثقافية الإيرانية في إقامة حفل افتتاح الحدث العلمي الدولي بمناسبة أسبوع العلوم بحضور أكثر من 60 جامعة من إيران والعراق باستضافة جامعة فردوسي مشهد، والذي أدى إلى اختتام أكثر من 200 مؤتمر مذكرات التفاهم وأشار إلى الإنجازات العظيمة للجمهورية الإسلامية الإيرانية في المجال العلمي ويضيف: مثل هذا العمل الإبداعي لم يسبق له مثيل في تاريخ إيران.
ويشير حدادي أصل إلى نشر اللغة الفارسية ويقول: ان نشر اللغة الفارسية هو إحدى هذه المهام التي يطالب بها قائد الثورة الإسلامية ويصر عليها، فالتركيز على اللغة الفارسية هو أحد النقاط المهمة لدينا، ويمكن أيضاً بدء نشاط كراسي اللغة الفارسية والغرف الفارسية.
وأضاف: تحدثنا أيضاً عن افتتاح فرع لجامعة شريف الصناعية في عمان، كما أعلنوا عن استعدادهم لفتح مكتب إرشادي للغة الفارسية هناك، ومناقشة دراسة إيران مهمة أيضاً باعتباره مهمة رئيسية أخرى لوزارة العلوم في المجال الدولي.