«حافظ الشيرازي».. الشاعر العالمي
شمس الدين محمد حافظ الشيرازي الملقب بـ "خواجه حافظ الشيرازي" والشهير بـ "لسان الغيب" من أشهر الشعراء الإيرانيين ونجم ساطع في سماء العلم والأدب بإيران، ويصادف اليوم الخميس ذكرى تكريم هذا الشاعر العالمي.
حافظ الشيرازي شاعر الغزل الذي أشعاره تجاوزت الحدود، حَفَظ القرآن وفاضت قريحته من منهل كتاب الله العزيز.
غزليات حافظ تدور حول "العشق" وارتباطه بتكامل الإنسان، ويرى حافظ أن العشق هو الحياة ويفتي حافظ بأداء صلاة الميت على من خلا قلبه من العشق، والعلاقات بين الكائنات هي علاقات بين العاشق والمعشوق، ولحافظ وأمثاله دور هام في توحيد الأمة.
حافظ الشيرازي أعظم شعراء الغزل في إيران على الإطلاق، ومن كبار شعراء القرن الثامن الهجري، ولد في شيراز، وجمع في ديوانه فني سعدي ومولانا جلال الدين.
ولابدّ من الإشارة إلى أنّ الغزل هو التغنّي بالجمال، وإظهار الشوق إليه، والشكوى من فراقه. والجميل المطلق هو "الله" سبحانه، والغَزَليّ الحقيقي هو العاشق. والعشق هو التخلّص من قيود الذاتية والأنانية، والسموّ في مدارج الكمال الإنساني من هنا فإن لحافظ وأمثاله دوراً تاريخياً كبيراً في إيقاظ الشعور، وتحرير الأمة من النظرات الضيقة، ومن ثم فإن لهم دوراً في توحيد الأمة واستنهاضها.
سُمّي حافظاً لأنه حفظ القرآن واستوعبه وتمثله في وجوده وفاضت قريحته من منهله، فهو ابن الحضارة الإسلامية، وثمرة من ثمارها، وخير من يعبرون عن معنى "العشق" في الأدب الفارسي.
القسم الأعظم من ديوانه حديث عن "العشق" ضمن مقطوعات تسمى "الغزليات" وكل غزلية تتكون من عدد من الأبيات (في حدود 7 أبيات عادة) ذات قواف وأوزان متحدة، والبيت الأول مصرّع حتماً، وكل بيت له معنى يكاد يكون مستقلاً عن غيره.
أول غزلياته يبدأها بشطر بيت عربي يدعو فيه الساقي أن يناوله كأساً كي يخفّف عنه أثقال هموم العشق الذي بدا في أوله سهلاً، لكنّ ثقل أعبائه بدت على مرّ الأيام: "ألا يا أيها الساقي أدر كأساً وناولها/ فالعشق بدا في أوله سهلاً ثم وقعت المشاكل".
وقد وصل حافظ بالشعر الفارسي درجة لم يصلها أحد قبله ولا بعده. شعره يوصف بأنه أرضي وسماوي معاً. أرضي لأنه يتطرق للمسائل الإنسانية المحسوسة.
سماوي لأنه يبينها بطريقة تخرج المرء من حالته الأرضية، شعره ترجمة للحالة الثنائية للإنسان الأرضي الحالم بالسماء. كان حافظ عالماً بفنون الموسيقى بلا شك، بل إنه ببراعة كبيرة يدمج المعنى والموسيقى معاً.
وصف الشاعر الألماني "جوته" حافظ الشيرازي وقال: "حافظ هو قمة إعجاز الأدب الشرقي، قراءة أشعاره غيّرت حالي تماماً، الشخص الذي يتعرّف على هذا الصديق السماوي مرة، لا يستطيع تركه أبداً".
ومن أشعاره:
طارَ دیني و فُؤادي، وحَبیبي في مَلامَهْ
قائلاً اِذْهبْ ودَعْنا قد تجاوَزْتَ السَّلامَهْ
هل جَرَى أن ذاقَ طیْبَ العیشِ شخصٌ في ٱحْتِفانا
دونَ أن یشکوَ هَمَّاً من حدیثي ونَدامَهْ