كيف تكون إيران موجودة وليست موجودة؟!
تتمة المنشور في الصفحة 1
وأمر الإمام الخميني(رض)، الذي لم يكن على علم بهذا القرار، بعودة جميع مقاتلي حرس الثورة الاسلامية ولم يسمح لحرس الثورة إلا بالتواجد لأجل تدريب الشباب اللبناني. لقد كانت رؤية الإمام الخميني(رض)، ومن بعده الإمام الخامنئي، في كل هذه الأعوام أنه إذا فتح الله للإسلام مجالاً أن يحكم في بلد ما بعد قرون من الحركة الإسلامية في العالم من السيد جمال الدين إلى حسن البنّا والإمام الخميني(رض) و...، مهمة هذه الحكومة الإسلامية كمربية تربي أصدقاءها وتسعى لنمو وإرتقاء الشعوب والحركات الإسلامية مادياً ومعنوياً، وفي الوقت نفسه تريد لهم العيش بعزة وكرامة واستقلال.
ويمكننا النظر إلى هذه التعليمات الصادرة عن إمامي الثورة في سياق دعم الجمهورية الإسلامية الإيرانية لحزب الله لبنان التي أدت إلى تحرير الجنوب والانتصار بحرب تموز عام 2006.. لقد كانت مساعدات إيران لحزب الله لبنان بطريقة تؤدي إلى نمو وإتكاء الشعب اللبناني ومقاومته على مقدّراته وموارده البشرية و...
نفس الشيء يحدث في فلسطين هذه الأيام. من الجدير أن نذكر أن عملية "طوفان الأقصى" اندلعت في ذكرى حرب أكتوبر 1973.. في ذلك الوقت، كان الشعب الفلسطيني ينتظر مساعدة الحكومات العربية من أنورالسادات وحافظ الأسد، لكنه اليوم، بالإتكاء على إنجازاته وقدراته الذاتية، قام بهذه العملية الشجاعة.
الشعب الذي استغاث بعبدالناصر والسادات قبل عقود وكان ينظر إلى خارج فلسطين، يصرخ الآن "حسبنا الله ونعم الوكيل"، وينظر إلى قدراته الذاتية وأبنائه مثل محمد الضيف.