تواصل ردود الأفعال الرسمية المنددة
إيران تدعو لتحرك فوري لمساعدة الشعب الفلسطيني
تواصلت ردود الأفعال الإيرانية الرسمية المنددة بالعدوان الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني لليوم الخامس على التوالي، وقد عبّر المسؤولون الإيرانيون عن تنديدهم بالمجازر التي تُرتكب في قطاع غزة والإنتهاكات بحق المقدسات الإسلامية.
وفي هذا السياق، أدان رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، آية الله إبراهيم رئيسي، خلال إجتماع الحكومة أمس الأربعاء، الجرائم التي يرتكبها الصهاينة في غزة، وقال: إن الصهاينة يرتكبون جرائم ضدّ الإنسانية أمام أعين العالم، ويجب على كافة المنظمات والمؤسسات الدولية القيام بواجباتها في هذا المجال دون أي إستثناء أو تمييز.
الأمة الإسلامية ضدّ التطبيع
من جانبه، صرح رئيس مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان)، محمد باقر قاليباف، أن الكيان الصهيوني كان يسعى في سياسته الخارجية الى تطبيع العلاقات مع الدول العربية، وقد أثارت هذه الإجراءات قلق العالم الإسلامي، واليوم جميع الدول الإسلامية والعربية ضد إقامة أي علاقة مع هذا الكيان.
وبالإشارة الى تصريحات سماحة قائد الثورة الإسلامية بشأن عملية "طوفان الأقصى"، أكد قاليباف على أنه لا شك أن هذه المعركة هي نقطة تحول في تاريخ فلسطين، وهذه النقطة ذكرها قائد الثورة الاسلامية في قوله إن "الكيان الصهيوني تلقى هزيمة لا يمكن ترميمها".
وشدد رئيس مجلس الشورى الإسلامي على أن الحكومات التي أخطأت وأقامت علاقات تطبيع سياسية واقتصادية مع الكيان الصهيوني، تراهن على حصان خاسر ويجب أن تفهم اليوم ألا تتعارض سياساتها مع رغبات أمّتها والإسلام، وهذه هزيمة لا يمكن ترميمها.
الكيان الصهيوني يُبيد الشعب الفلسطيني
من جهته، أشار وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، في اتصال هاتفي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، إلى الأعمال الهمجية واللاإنسانية التي يقوم بها الكيان الصهيوني بقطع المياه والكهرباء ومنع إيصال الغذاء والدواء إلى سكان غزة، مؤكداً بأن كيان الإحتلال ينوي بهذه الممارسات إبادة الشعب الفلسطيني المقاوم في غزة.
وفي هذا الاتصال الهاتفي الذي جرى مساء الثلاثاء، تباحث وزير الخارجية الإيراني مع وزير الخارجية الروسي بشأن أهم القضايا التي تهم البلدين، لاسيما التطورات في فلسطين.
وفي إشارة إلى الجرائم التي ارتكبها الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني خلال الأشهر الأخيرة، قال أمير عبداللهيان: إن ما يحدث في الأراضي الفلسطينية هو رد على تطرف نتنياهو والظلم الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني.
بدوره، أدان وزير الخارجية الروسي ممارسات إسرائيل، وشدد على ضرورة وقف القتال على وجه السرعة وإعلان وقف إطلاق النار بين الجانبين.
وقال سيرغي لافروف: شهدنا في السنوات الأخيرة الكثير من النجاحات في المنطقة؛ بما في ذلك تطبيع العلاقات بين إيران والمملكة العربية السعودية، وتطبيع العلاقات بين سوريا والدول العربية، وكذلك استئناف العلاقات بين سوريا وتركيا، وكل ذلك تم دون تدخل الولايات المتحدة، مؤكداً أن الأميركيين يسعون من أجل أن يجعلوا كل قضايا المنطقة تحت سيطرتهم، في حين أن دول المنطقة نفسها هي التي تملك زمام المبادرة.
ضرورة ردّ الفعل الجاد
وفي إتصال هاتفي مع نظيره الكويتي الشيخ سالم عبدالله الجابر الصباح، أكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، ضرورة تضامن الدول الإسلامية لدعم الشعب الفلسطيني أمام جرائم الكيان الصهيوني، وقال: على الحكومات الإسلامية إبداء رد فعل جاد لكسر الحصار عن غزة وإنهاء جريمة الحرب هذه.
وفي هذا الاتصال الهاتفي الذي جرى مساء الثلاثاء، أبلغ وزير الخارجية الايراني نظيره الكويتي تحيات رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى أمير وولي العهد ورئيس وزراء الكويت، وتباحث معه حول تطورات الأوضاع في فلسطين والقضايا الثنائية.
وأكد وزير الخارجية على المقاومة الذاتية ضد الإحتلال الصهيوني وضرورة تضامن الدول الإسلامية مع الشعب الفلسطيني، وقال: على الحكومات الإسلامية أن تبدي رد فعل جاد لكسر الحصار ووقف جرائم الحرب هذه.
وأكد رئيس الجهاز الدبلوماسي الايراني ضرورة عقد اجتماع وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي في أقرب فرصة ممكن، معلناً استعداد الجمهورية الإسلامية الإيرانية لاستضافة الاجتماع والذي سبق أن تم إبلاغ ذلك به للأمين العام لهذه المنظمة. وشدد أمير عبداللهيان على ضرورة إرسال مياه الشرب والمواد الغذائية إلى قطاع غزة في أسرع وقت ممكن.
بدوره، أكد الشيخ سالم عبدالله الجابر الصباح على الدفاع الدائم عن الشعب الفلسطيني المظلوم، وقال: بعد أحداث السبت، أصدرت وزارة الخارجية الكويتية بياناً في هذا الصدد وأن المهم الآن هو أن تحاول جميع الأطراف منع إتساع دائرة الحرب مع خفض التوترات وإنقاذ حياة المدنيين.
وصرح وزير خارجية الكويت: إنه في اجتماع يوم الثلاثاء بين دول مجلس التعاون والإتحاد الأوروبي في مسقط، تم التأكيد على ضرورة تخفيف حدة التوتر في الوضع الحالي، مشدداً على ضرورة بذل قصارى الجهود من قبل جميع الذين يحملون هم الشعب الفلسطيني وحقوقه لتخفيف التوتر.
وزير الخارجية يُثمّن جهود مصر
وخلال إتصال هاتفي مع نظيره المصري سامح شكري، ثمّن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، جهود مصر ومواقفها الداعمة للشعب الفلسطيني.
وفي هذا الاتصال الهاتفي الذي جرى مساء الثلاثاء، جرى التباحث بين الوزيرين أمير عبداللهيان وشكري حول أهم القضايا التي تهم البلدين، خاصة آخر التطورات في فلسطين وجرائم الحرب التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني.
وثمّن وزير الخارجية الإيراني مواقف مصر الداعمة للشعب الفلسطيني، وقال: إن ما يحدث في الأراضي الفلسطينية هو نتيجة القمع الذي تعرض له الشعب الفلسطيني المظلوم من قبل الكيان الصهيوني وحكومة نتنياهو المتطرفة والإجرامية خلال الأشهر الأخيرة.
وفي إشارة إلى الحصار المفروض على غزة وقطع إمدادات المياه والكهرباء والدواء والغذاء عنها، دعا أمير عبداللهيان الدول الإسلامية إلى تحرك فوري لمساعدة الشعب الفلسطيني في غزة. وأكد رئيس السلك الدبلوماسي الايراني إن الهلال الأحمر الإيراني على استعداد لتقديم المساعدات الإنسانية اللازمة من مياه وغذاء ودواء لسكان غزة بمساعدة مصر والدول الإسلامية وبالتعاون من قبل الهلال الأحمر والصليب الأحمر الدولي.
من جانبه، أدان وزير الخارجية المصري ممارسات تل أبيب في قصف غزة وقتل المدنيين، وطرح تقييمه للتطورات في المنطقة. وشدد سامح شكري على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار ووقف الهجمات من الجانبين. وأضاف: فيما يتعلق بإرسال مساعدات إنسانية من الدول الإسلامية إلى غزة، سيكون هناك تنسيق من خلال الأمم المتحدة.
حق الشعب الفلسطيني في صدّ الإحتلال
وفي رسالة إلى الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أعرب وزير الخارجية الإيراني عن بالغ قلقه حيال العدوان والجرائم الوحشية المستمرة من قبل الكيان الصهيوني المحتل ضد الشعب الفلسطيني المظلوم، وأكد على الحق القانوني لهذا الشعب في مواجهة كافة أنواع الاحتلال والعدوان.
واستعرض أمير عبداللهيان، عبر هذه الرسالة، الجرائم التي يمارسها كيان الاحتلال في حق الشعب الفلسطيني بدعم الولايات المتحدة الأمريكية والغرب، مع تأكيده على حق الفلسطينيين في الدفاع عن أنفسهم ضد الاحتلال والانتهاكات. كما نوه وزير الخارجية الى المسؤولية الملقاة على الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، والمنظمة الأممية ذاتها، قبال الكارثة الإنسانية الحالية في قطاع غزة؛ محذراً بشأن تداعيات الإنتقام الغاشم الذي يمارسه الكيان الصهيوني هناك.
الکیان الصهيوني يظلم ويدّعي المظلومية
إلى ذلك، قال وزير الأمن حجة الإسلام إسماعيل خطيب: إن عملیة "طوفان الأقصى" شكلت نصراً منقطع النظیر، وأكد أن العدو الصهيوني المذل بعد هذه الهزيمة، اتبع سياسة المظلومیة، كما سارعت وسائل الإعلام المستكبرة إلى مساعدته؛ لکن دول الدول الإسلامية وشعوب العالم الحرة لا تنخدع بنشر الأكاذيب والتصورات الخاطئة وغير الحقيقية.
وأشار حجة الإسلام خطيب إلى الآية الثانية من سورة الحشر: «وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ یُخْرِبُونَ بُیُوتَهُمْ بِأَیْدِیهِمْ وأَیْدِي الْمُؤْمِنِینَ فَاعْتَبِرُوا یَا أُولِي الأَبْصَارِ»، وكتب: إن عملية طوفان الأقصى المذهلة والمفاجئة التي قامت بها جبهة المقاومة، سجلت نصراً منقطع النظير بحيث يصاب خاف الکیان الصهیوني على حياته التي لا قيمة لها، ويمد يد العون للحكومات الأخرى .وأضاف: مما لا شك فيه أن ما يقرب من 80 عاماً من إحتلال أراضي الشعب الفلسطيني المظلوم في ظل الدعم المتواصل من المتشدقین بحقوق الإنسان، أدت إلى خلق مثل هذه الملحمة رداً على عدوان الصهاينة المتواصل، ووفقاً لما قال قائد الثورة الإسلامیة إن الزلزال المدمر الذي حدث يوم 7 أكتوبر یؤشر إلى فشل إستخباراتي وعسكري لا يمكن للكيان الصهيوني ترميمه.
إيران ملتزمة بوعدها
من جانبه، أكد القائد الأسبق للحرس الثوري، محسن رضائي، بأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ملتزمة بوعدها بدعم الأشقاء الفلسطينيين.
وكتب رضائي، في صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "إكس"، الأربعاء: إن إذلال الهيمنة الخاوية للكيان الصهيوني الغاصب للقدس هو بمثابة إتمام الحجة من قبل المقاومة الفلسطينية لهذا الكيان والمنظمات الدولية والحكومات الاسلامية. وأضاف: بدءاً من هذا التاريخ لا تنتظر فلسطين إلا الله عزوجل وشعبها، الجمهورية الإسلامية الإيرانية ملتزمة بوعدها الدائم بدعم الأشقاء الفلسطينيين.
"طوفان الأقصى" إستباقي ورادع
من جهته، قال رئيس مقر مجلس تنسيق الإعلام الإسلامي للإنتفاضة والقدس العميد رمضان شريف: إن عملية "طوفان الأقصى" کانت استباقية ورادعة لوقف الجرائم الإسرائيلية. وأضاف شریف: لم يكن أمام جبهة المقاومة خيار إلا أن تقرر وتنفذ هذه العملية لمنع استمرار الجرائم الإسرائيلية. وتابع: العدو يحاول من خلال الدعاية الإعلامية ربط هذه العملية بالخارج الفلسطيني وتحجيم إرادة شعبه.
وأکد العمید شریف على أن "طوفان الأقصى" عملية فلسطينية بامتياز، والشعب الإيراني كان ولا يزال يدعم الفلسطينيين.
وقف إستهداف المدنيين
هذا وبعث رئيس جمعية الهلال الأحمر الإيراني رسائل رسمية الى كل من رئيس لجنة الصليب الأحمر الدولية ونظرائه في مصر وسوريا ولبنان واللجنة الإسلامية للهلال الأحمر، داعياً إياهم الى بذل الجهود الإنسانية والحيادية لوقف عمليات استهداف المدنيين في فلسطين.
واستعرض بيرحسين كوليوند كمّاً هائلاً من المجازر التي مارسها الكيان الصهيوني ضد المدنيين الأبرياء في غزة خلال الأيام الأخيرة، والتي أسفرت عن سقوط مئات الضحايا؛ محذراً من استمرار التصعيد لكونه سيخلف المزيد من القتلى والمصابين بين صفوف المدنيين العزل هناك.
كما طالب رئيس جمعية الهلال الأحمر الإيراني، رئيس الصليب الأحمر الدولي -باعتباره أمين اللجان الدولية في جنيف وأعراف القانون الدولي المتعلقة بالشؤون الإنسانية- أن يبذل قصارى جهده لتجنب التداعيات السلبية الناجمة عن الوضع الراهن في قطاع غزة.
من جانبها، وصفت رئيسة الصليب الأحمر الدولي، ميريانا سبولياريك ايجر، الأوضاع الإنسانية في غزة بالكارثية، وقالت: نحن على إتصال مع الهلال الأحمر الإيراني، وفي حال تحسنت الأوضاع سنتلقى المساعدات الإيرانية.
يذكر أن المقاومة الفلسطينية أطلقت منذ فجر السبت عملية "طوفان الأقصى" والذي بدأته بإطلاق أكثر من 5 آلاف صاروخ وقذيفة على مواقع العدو الصهيوني ومطاراته وتحصيناته، ومن ثم قامت بعملية اقتحام لمستوطنات ما يسمى بـ"غلاف غزة"، واشتبكت مع الجنود الصهاينة وقتلت وأسرت الكثير منهم.