ناشطون فلسطينيون في حوار خاص مع «الوفاق»:
«طوفان الأقصى» ستتسع، ستكبر وستمتد
حميد مهدوي راد
التقت صحيفة الوفاق مع مصطفى يوسف اللداوي كاتب وباحث فلسطيني ومحمد البحيصي رئيس جمعية الصداقة الفلسطينية الإيرانية وغازي دبور عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وحاورتهم عن عملية "طوفان الأقصى" النوعية ونستعرض تفاصيلها فيما يلي:
أهمية العملية "طوفان الاقصى"
مصطفى يوسف اللداوي: الحمدلله رب العالمین هذا يوم مبارك ومجيد من أيام الأمة العربية والاسلامية، هذا يوم كنا نتوقعه نحن الفلسطينيين ونحن المقاوميين، كنا نعد له العدة ونتجهز له وكنا نعلم يقيناً انه سيأتي اليوم الذي نجتاح فيه أرضنا الفلسطينية ونعود الى ديارنا ونطهرها من العدو الإسرائيلي، اليوم الاسرائيليون خائفون ومرعوبون، لم يكونوا يتوقعون ابداً في يوم السبت في يوم الغفران في يوم كيبور في يوم عيدهم الكبير، لم يكونوا يتوقعون مثل هذا الزحف المفاجئ من البحر والجو والبر، من كل مكان، المقاومة اليوم استطاعت أن تتغلغل في عمق الأرض الفلسطينية تتغلغل براً على الأقدام أكثر من 20 كم، فاستولت على مراكز ومواقع عديدة كبيرة، اليوم هو يوم مبارك، الإسرائيلي حتى هذه اللحظة لم يستفق من صدمته. كل وسائل الاعلام الاسرائيلي تتحدث عن مئات القتلى والجرحى والمصابين، عن مراكز عسكرية، تم اسقاطها بالكامل.
المقاومة اليوم ادخلت العربات الاسرائيلية المصفحة الى قطاع غزة وسحبتها من أرضنا المحتلة في محيط غلاف غزة، هذا يوم مبارك، ويوم طوفان القدس. المقاومة قالت بصوت عال وحذرت العدو الصهيوني، ان القدس خط أحمر، والاعتداء عليها يعني الحرب، هذا كان اعلان المقاومة في كل مكان، الاسرائيلي لم يكن يصدق ان المقاومة جادة، اليوم المقاومة تقول للإسرائيليين اننّا جادّون في هذه المعركة، وانا أتوقع بإذن الله رب العالمين أن كل الفلسطينيين يتوقون ويتطلعون بحماس الى هذه المعركة ترفع الرأس، معركة تحي الكرامة فلا اعتقد ان عربيا أو فلسطينيا او مسلماً اليوم لن يقف الّا الى جانب المقاومة بإذن الله.
هذه عملية اطلقت عليها المقاومة غرفة العمليات المشتركة التي تضم كل القوى الفلسطينية، اطلقت عليها اسم طوفان القدس، هذه العملية بإذن الله رب العالمين ستتسع، ستكبر وستمتد اذا قدر الله سبحانه وتعالى للقوى المقاومة الأخرى، ان تتحالف معها وتتحد معها. نحن اليوم نتكلم عن وحدة الساحات، وحدة المعارك، نتوقع ونعتقد بأن جبهات أخرى بعد ساعات بعد أيام ستفتح فوهات بنادقها نحو العدو الاسرائيلي، العدو عندما يشعر ان كل الجبهات الشمالية والجنوبية، والوسط والقلب وفي كل مكان، مستهدف، فلا اعتقد انه سيصمد. هو اليوم يتحدث عن صدمة، لم يعشها منذ عقود من الزمن، منذ اكثر من اربعين عاماً، لم يعش مثل هذه الصدمة، نحن نتوقع ان شاءالله ان تكبر المعركة وان تتسع بإطار المقاومة وان تتحد جبهات الساحة.
رسائل المقاومة لمن يريد تطبيع العلاقات
هي رسالة لكل العالم، رسالة الى الفلسطينيين اولا، اننّا لن ننسى حقنا ولا ننسى أننا سنقاوم بدمائنا وبأرواحنا حتى نعود الى ديارنا، رسالة الى الدول العربية اننّا وإن كنا الأضعف فنحن الأقوى، من يحمل بندقية ومن يقاتل العدو هو الأقوى، انتم بجيوشكم، بدباباتكم، انتم ضعاف طالما لم تواجهوا العدو. إن القوة والكرامة تعني مواجهة العدو، فرسالة الى الدول العربية، خاصة المطبعة مع العدو، أنكم سلكتم طريقاً خاطئاً. وهي أيضا رسالة الى العدو الاسرائيلي، ان لا تغتر بقوتك ولا تظن أننا ضعاف، بل أننا سنواجهك.
أنا اعتقد ان هذه المعركة "طوفان القدس" كانت بمثابة لطمة بل لطمة قاسية بل ركلة جاءت على مؤخرات كل الذين يسعون الى التطبيع، فغداً لن تكون عمليات تطبيع ونتوقع أن الأمة العربية والإسلامية وكافة الشعوب، هي معنا، ستنطلق وهي تؤيد المقاومة وستقف الى جانبنا، فلن تستطيع الحكومات ان تواجه زحوف الأمة إذا خرجت الى الشوارع وهي تطالب بطرد الاسرائيليين من عواصمها ووقف كل عمليات التطبيع والاعتراف بالعدو.
يوم مجيد في تاريخ الشعب الفلسطيني
محمد البحيصي : طلعت شمس هذا اليوم ومقاومو الشعب الفلسطيني الشعب الصابر المظلوم ينتقلون من موقع الدفاع الى موقع الهجوم وها هم تشرق شمس عليهم وهم على أرض فلسطين التي عشقوها، التي سكنت في أرواحهم، اليوم يوم مجيد في تاريخ المقاومة، يوم مجيد في تاريخ الاسلام، يوم مجيد في تاريخ الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة، هذا اليوم كنا ننتظره على أحر من الجمر، سمته المقاومة طوفان الأقصى وهذا صحيح، لأنّ الأقصى كلمة سرّ الثورة، في فلسطين منذ ثورة البراق، العام 1929 منذ 100 سنة، والأقصى هو موحد الأمة، جامع الأمة، وباعث الحياة فيها، باعث العزة، باعث القوة، وباعث الشهادة بالدم الزكي، اليوم نعيش لحظات مصيرية في تاريخ شعبنا وأمتنا، لأن هذه العملية النوعية التي لا سابق لها ولا مثيل لها في تاريخ الصراع، مع هذا الكيان منذ اكثر من 75 سنة، هذه العملية هي محطة سيكون لها ما بعدها وهذا يحمل محور المقاومة، مسؤولية كبيرة في هذا الوقت بالذات، لمزيد من التنسيق والتعاون وتعزيز صمود المقاومة الفلسطينية في الضفة وغزة و48، ولعله من لطف الله عزوجل ان تأتي هذه المناسبة، وفي ذكرى ولادة رسول الله (ص) هذه الولادة العظيمة التي أحيت الأمة وبالتالي احيت شعبنا. لا شك اننّا نتوقع رداً قاسياً، رداً كبيراً لأنّ هذا الكيان ان لم يفعل فإنه آيل للسقوط والهزيمة الكبرى ولهذا فانه سيقوم بأفعال اجرامية كبيرة تستدعي منا الانتباه ومن قوى المقاومة، ان تتوحد اكثر وأن تزج بقوتها في
هذه المعركة الكبيرة.
المسجد الأقصى والقدس خط أحمر لنا
غازي دبور: إن صراعنا مع العدو الصهيوني بدأ منذ عام 1948 وحتى الآن هو صراع وجود وصراع تحرير الأرض وليس صراعاً عن حدود، هذه المعادلة الاستراتيجية ثابتة لدى الفصائل الفلسطينية والثورة الفلسطينية منذ عام 1948 وحتى الآن، وأما أن تأتي هذه العملية فجر يوم السبت ضد العدو الصهيوني، فجأة، فهي حقيقة فيها معطيات ثلاث، تتمثل في ايغال العدو الصهيوني في حصار الضفة الغربية تحت حجة انهم يحتفلون بشعائر دينية، وبالتالي دخولهم باحات المسجد الأقصى ومنع الشعب الفلسطيني من الصلاة في المسجد ومحاولة اعتقال أي فلسطيني. وهذا بالنسبة لنا خط أحمر خاصة المسجد الأقصى والقدس، وبالتالي كل هذه العوامل أدت الى أن يقوم المقاومين في حماس وغيرها داخل قطاع غزة لاغتنام الفرصة المناسبة وهو صباح يوم السبت، ذلك انهم يقيمون شعائر دينية معينة، ليقوم بهذا العمل الفدائي البطولي الشجاع ضد هذا الكيان الصهيوني وكأنه عمل مباغت او مفاجئ استطاع ان يتجاوز ما يسمى بالخط الفاصل ما بين غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، بل وتجاوز معابر أخرى سواء بالجيبات العسكرية او حتى مشياً احيانا من خلال الحاجز الفاصل، المعلومات حتى الآن تقول هنالك حوالي أكثر من 200 من جنود العدو الصهيوني وهنالك أسرى كثيرون من الصهاينة لدى المقاومة، وهذا يفيدنا كأسرى في المستقبل من أجل تحرير أسرانا والمعتقلين الفلسطينيين داخل السجون الاسرائيلية من خلال عمليات صفقات او تبادل مع هذا الكيان، طبعا عبر أطراف أخرى، ولا ننسى ان هنالك حوالي 5000 اسير فلسطيني داخل السجون الصهيونية، هؤلاء لطالما الفصائل عملت عمليات مقاومة وأسرى جنود واستطاعت ان تبادل بهم وتخرج هؤلاء الأسرى من سجون وظلمات العدو الصهيوني، هذه العملية كما قلت جاءت كرد حقيقي على العدو الصهيوني ولكن انا أوكد بأن هذه العملية لن تكون الأخيرة، وانمّا هي جزء من عمليات قادمة حتى تحرير كل فلسطين
بإذن الله تعالى.
الدول العربية هي الخاسرة اذا تطبع مع الكيان الصهيوني
هي بمثابة رسائل لتقول للدول العربية والاسلامية والعالم كله وفي المقدمة أمريكا بأنّنا نحن أصحاب حق، هذه فلسطين لنا، وليس للعدو، وهذا العدو الصهيوني هو عدو دخيل، أتى من كافة أنحاء العالم ليستوطن في فلسطين، فهذا يهودي مصري وهذا يهودي أمريكي وهذا يهودي ألماني، هؤلاء لهم اوطان حقيقية وليعودوا اليها. بما انّ فلسطين هي أرض الشعب العربي الفلسطيني، أرض الأمة العربية والاسلامية وهذه المقدسات هي مقدسات اسلامية لا يمكن ان نتخلى عن ذرة تراب من هذه الأرض مادمنا نقاتل ومادام فينا طفل صغير، يرمي بالحجارة ويواجه دبابة ويواجه الصهيوني ويواجه حتى زنازين الاحتلال من خلال الاعتقالات لهؤلاء الأطفال، ونساء وشباب وشيوخ. وأي تطبيع وأية مفاوضات لهؤلاء، سيكونون في النهاية دول خاسرة يعني الدول العربية التي طبعت هي التي تخسر في المستقبل لأنّنا دائماً نعول عن الشعوب ولا نعول على الانظمة العربية التي تطبع مع الكيان الصهيوني.