احسان عطايا في حوار خاص لـ«الوفاق»:
التطبيع وبالاً على المطبعين وسيكون خسارة لهم
حميد مهدوي راد
بعد مرور خمسون عاماً على حرب أكتوبر، تفاجأ الصهاينة مرة أخرى حين تمكنت المقاومة الفلسطينية من إظهار قدرتها الحقيقية للعالم بعملية "طوفان الأقصى" من البر والبحر والجو. وقد غيرت المقاومة المعادلات بأخذ زمام المبادرة في ساحة المعركة من خلال اختراق سياج غزة، وتمكنت قوات المقاومة الخروج من قطاع غزة، ودخولها إلى المستوطنات الصهيونية، فاستولت على كميات كبيرة من المعدات والمركبات كما تمكنوا من أسر مئات الجنود الصهاينة. وهذا يعني أن الإيمان بالمقاومة أثبت أنه الطريق لتحرير فلسطين. في هذا السياق أجرت صحيفة الوفاق مقابلة مع عضو المكتب السياسي في حركة الجهاد الاسلامي، السيد إحسان عطايا، وحاورته عن هذه العملية النوعية "طوفان الأقصى" ونستعرض تفاصيلها فيما يلي:
كيف تقيمون أهمية العملية "طوفان الاقصى" ؟
هي عملية بطولية وهي مواجهة تنطلق اليوم من غزة ضد العدو الاسرائيلي، ستكون لها نتائج مهمة جداً، وعلى صعيد المقاومة ليس فقط في فلسطين بل في المنطقة كلها، ما قامت به المقاومة يؤكد على هشاشة هذا العدو وعلى قوة المقاومة، ويؤكد على اصرار المقاومة، على الاستمرار بمقاومة الاحتلال حتى تحرير الأسرى وتحرير المقدسات وتحرير الأقصى وتحرير الأرض، هذه العملية اليوم هي بشرى لأسرانا في فلسطين المحتلة في سجون الإحتلال، بشرى لهؤلاء الأسرى بأن تحريركم بات قريبا بإذن الله تبارك وتعالى، من خلال عمليات تبادل كبرى ستقوم بها قيادة المقاومة وستحقق انجازاً مهماً جداً بتحرير الأسرى وتقدم المقاومة خطوات عملية الى الأمام بحيث باتت المقاومة هي التي تبادر، هي التي تتخذ الخطوة الاولى، هي التي توجه الضربة الاولى وهذا ما أكدته المقاومة في معركة سيف القدس، وها هي تؤكده مجدداً في هذه المعركة "طوفان الأقصى" الذي سيكون اعصاراً يهدم عرش الكيان باذان الله تعالى.
برأيكم كم سيستغرق الأمر؟
ليس هناك وقت محدّد، المعركة بدأت ولايستطيع احد ايقافها حتى تحقيق اهدافها الكاملة بإذن الله تعالى، هذه المعركة انطلقت لتحقق أهدافاً محددة وبرأيي ستستمر حتى تحقيق الأهداف بإذن الله تعالى.
ماذا تتوقعون ان يكون رد الكيان على هذه العملية؟
أقصى رد هو ما يمكن أن يقوم به الكيان هو قصف المدنيين وقصف المباني وقصف الآمنين، هو القصف والتدمير، فماذا يستطيع ان يقوم به كيان الاحتلال، هل يجرؤ ان يتقدم خطوة الى غزة؟ والمقاومة أصبحت اليوم هي التي تتقدم في اتجاه مستوطناته ومعسكراته؟ هل يجرؤ أن يخطو خطوات يعيد فيها هيبته؟ هيبته كُسرت وشوهت واليوم لن يستطيع احد من اعادة ترميم هذه الصورة بإذن الله تعالى، بعد اليوم لن تقوم قائمة لهذا الكيان، وسيكون النصر حليفاً للمقاومين بإذن الله تعالى، وسيكون النصر في هذه المعركة، مرتكزاً اساسياً للانتصار الكبير وهزيمة هذا المشروع في فلسطين وفي كل المنطقة بإذن الله تعالى، ما يقوم به المشروع الصهيوني والأمريكي من محاولات لكسر إيران، قد فشلت، وما يقوم به محاولات لكسر اليمن، فشلت، وما يقوم به من محاولات لكسر سوريا فشلت أيضا.
وهنا نؤكد على ان الشهداء الذين ارتقوا مؤخراً في سوريا أننا سنوجه الى أرواحهم التحية والإكبار وانّ هؤلاء الشهداء لن تذهب دماءهم سدى، وانّ مشروع أمريكا أيضاً سقط على الرغم من هذا الاجرام ويؤكد أمام كل العالم أنّ هذا المشهد الاجرامي والدموي هو مشهد بشع جداً وهو صورة حقيقية لأمريكا ولحلفائها، وصورة حقيقية للكيان الصهيوني ولحلفائه لذلك فشلوا في لبنان. إن المعركة التي تخوضها الإدارة الأمريكية ضد المنطقة وضد قوانا بكل مستوياتها، ولاسيما المعركة الاقتصادية التي تشن ضدنا، ستفشل بإذن الله تعالى، و سيفشلون كما فشلوا في مخيم جنين من خلال تصدي المقاومين في المخيم الذي لا يتجاوز نصف كيلومتر، فشلوا واستطاع المقاومون في جنين ان يُفشلوا أهداف العدو بالتأكيد سيفشل هذا العدو في تحقيق أهدافه في غزة وهنا لابد من أن نوجه تحية خاصة لأسرانا ولا سيما للأسرى الأبطال البواسل الذين قادوا عملية نفق الحرية ونقول لهم انّ حريتكم باتت على مرمى حجرٍ باذن الله تعالى باتت قاب قوسين او أدنى وأنّ هذه الحرية التي أضأتم شعلتها انتم بحفركم النفق، نفقاً في اعتى سجن صهيوني لتتنسموا عبير الحرية غداً ستشرق شمس الحرية وسيتحرر الأسرى بإذن الله تعالى وستتحرر القدس وفلسطين وكل المنطقة من هذا الكيان، الذي يعتبر مرتكزاً للهيمنة والاستعمار الأمريكي والغربي وسينكسر أيضاً ويفشل المشروع الأمريكي بإذن الله تعالى.
بما انّ اسرائيل تحاول في السنوات الأخيرة تطبيع علاقاتها مع بعض الدول العربية، ما هي رسالة هذه العملية الى هذه الدول؟
هذه العملية رسالة واضحة، بأنّ هذا التطبيع لن يحمي الكيان ولن يحمي بقاءه ولن يساعد على اطالة أمد وجوده. هذا التطبيع سيكون وبالاً على المطبعين وعلى أصحابه ولن يعود بأي انجازٍ لمصلحة شعوب الدول ولمصلحة بلادهم بل هي ستكون خسارة لهم ولعروشهم ولدولهم ولبلدانهم، ولذلك رسالة المقاومة اليوم واضحة، بأن كيان الاحتلال الى زوال، وماذا تفعلون مع هذا الكيان الزائل، مع هذا الكيان الذي سينهار وسينهار عرشه قريباً بإذن الله تعالى.