الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • طوفان الأقصى
  • الریاضه و السیاحه
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وثمانية وأربعون - ١٠ أكتوبر ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وثمانية وأربعون - ١٠ أكتوبر ٢٠٢٣ - الصفحة ۳

هل يمكن تجنّب عواقب عدم إنضمام إيران إلى FATF؟

أعلنت وزارة الاقتصاد والمالية الإيرانية، أن البت في مشاريع القوانين المتعلقة بمكافحة غسيل الأموال والشفافية الاقتصادية في مجموعة العمل المالي الدولية (FATF) هو قرار سيادي، وقد انخرط في السنوات الأخيرة بالألعاب السياسية للدول الغربية وليس مسألة فنية، وإن إيران لديها آلياتها الخاصة لمكافحة غسیل الأموال وتمويل الإرهاب.
وكتب مهدي محمدي، رئيس مركز العلاقات العامة والإعلام بوزارة الاقتصاد، على منصة "إكس": "لم يطرأ أي تطور جديد بخصوص مجموعة العمل المالي، والقرارات المتعلقة بمشاريع قوانين مكافحة غسيل الأموال تتخذ من جهات عليا، مثل المجلس الأعلى للأمن القومي، ومجمع تشخيص مصلحة النظام".
لكن مسعود دانشمند، الخبير والناشط الاقتصادي وعضو مجلس إدارة الغرفة الإيرانية - الصينية يقول في هذا الصدد: إن هذا النموذج من الوعود الذي يجري تنفيذه حول قضايا مجموعة العمل المالي لن يساعد على الإطلاق في حل المشكلة التي نشأت الآن حول الشبكة المصرفية الإيرانية وعمليات التصدير والاستيراد.
 التنفيذ أو عدم التنفيذ
وفي مقابلة مع موقع "اقتصاد 24"، أشار هذا العضو في مجلس إدارة غرفة الصناعة والمناجم والتجارة الإيرانية إلى المعطيات حول تنفيذ أو عدم تنفيذ إلتزامات مجموعة العمل المالي وانضمام إيران إلى هذا الفريق المعني بالإجراءات المالية، وقال: سواء قمنا بتنفيذ مجموعة العمل المالي (FATF) أم لا، فان الأمر كله منوط على ما إذا كان مجلس مجموعة العمل المعنية بالإجراءات المالية أو مجموعة العمل المالي سيزيل إيران من القائمة السوداء ويدخلها إلى القائمة البيضاء، وإلا يمكننا القول أننا نقوم بتنفيذ المعايير المناسبة، أما عدم وجود ما يمكن تقديمه للمجلس ليس أمراً مهماً، بل الخروج من القائمة السوداء والإنتقال إلى القائمة البيضاء هو البديل الوحيد المتاح.
وأشار دانشمند إلى تكلفة الاستمرار في الاتجاه الحالي وعدم قبول مجموعة العمل المالي بشكل رسمي للاقتصاد الإيراني ومدى قدرة البلاد على تحمل السير في هذا الاتجاه، وأوضح: صحيح أن إيران تقوم بعمليات التصدير بشكل مكثف، إلا أن عائدات هذه الصادرات غير مستدامة اقتصادياً، وهو ما يمثل ضرراً جسيماً علينا. في الواقع، يبدو الأمر كما لو أننا نريد أن نبيع بضائعنا على أنها مهربة، ثم نستعيد أموالنا في النهاية بطرق غريبة وصعبة.
وواصل: تلحق هذه الإجراءات الكثير من الخسائر بإقتصادنا. فمثلاً، نبيع النفط الذي لا يقل سعره العالمي اليوم عن 84 دولاراً للبرميل الواحد بـ65 دولاراً فقط، وهي صفقة خاسرة بالطبع، لاسيما وأننا نتكبد عناء هائلاً للحصول على عائدات هذا النفط. من ناحية أخرى، لكي نشتري أي منتج من السوق، علينا أن نتوجه إلى الوسطاء ونشتري من بائعي السلع المستعملة، ما يعني أن الكاسب الأكبر هنا هو الوسيط وليس نحن.
 عدم قبول وزارة الاقتصاد الإلتزامات
وخلال إجابته عن سبب عدم قبول وزارة الاقتصاد الإلتزامات والإتفاقيات رغم اعترافها نفسها بأنها تطبق قواعد وقوانين مجموعة العمل المالي، قال دانشمند: يجب على مجلس الشورى الاسلامي قبول مشاريع القوانين الأربعة المقترحة معاً. وبعد هذا القبول، يجب على الحكومة تقديم موافقة البرلمان إلى مجلس المجموعة الخاصة للعمل المالي، وبهذه الطريقة سيتم حذفنا من القائمة السوداء.
وأكمل: يجب أن تتم هذه العملية بنفس الطريقة، فان نعلن أننا نقبل وننفذ، فهي أمور لا محل لها من الإعراب، وذلك لأنه يجب أن يكون قرار القبول يعتمد على انضمام إيران إلى مجموعة العمل المالي.
 أثر الحظر على الاقتصاد
وفي ختام حديثه، أشار الخبير الاقتصادي إلى مسألة العقوبات وثقل وأثر الحظر الأجنبي وعقوبات مجموعة العمل المالي على الاقتصاد الإيراني منذ سنوات إلى اليوم الحاضر، وذكر: من الصعب للغاية تقدير ثقل وأثر العقوبات الأكثر سوءاً، وقد يكون مستحيلاً في الاقتصاد الإيراني، إذ لا يمكن إجراء مثل هذا التقدير بدقة؛ لكن يمكننا القول إنه حتى مع افتراض أشد العقوبات، فان المواد الغذائية والأدوية التي لم يتم فرض عقوبات عليها، فالحظر عادة ما يكون على السلع الحكومية ومزدوجة الغرض، وهذا بالضبط ما يعاني منه القطاع الخاص في البلاد.
وأردف: ترتبط نفس المشكلة بالنسبة لاستيراد وتصدير السلع العادية بالعقوبات التي واجهناها بسبب عدم قبول مجموعة العمل المالي. بمعنى، يمكن القول إن ضرر عدم قبول إيران في مجموعة العمل المالي أكبر من ضرر العقوبات على إيران، ومن هذا المنطلق، فنحن نعاني من العقوبات الذاتية.

البحث
الأرشيف التاريخي