تعكس الحضارة العريقة للبلاد
الموسيقى الإيرانية صوت الروح تصدح في العالم
الموسيقى بوصفها علاجاً ومضاداً للتوتر، يعتمد العلاج بالموسيقى على التحفيز الحسي لإثارة الاستجابة الإيجابية لمواقف معينة. يشمل العلاج بالموسيقى عزف الموسيقى، وليس فقط الاستماع إليها. أحد الأسباب الرئيسية لنجاح العلاج بالموسيقى هو أنها تساعد في الحفاظ على تناغم نظام القلب والأوعية الدموية، ويُشير الخبراء إلى أنّ للموسيقى تأثيرا قويا على العقل؛ فهي تُحفّز العقل للعمل، وتقلل التوتر والقلق، وتحسن الذاكرة والأداء المعرفي والإدراكي وغيرها.
كما أن للموسيقى دورا هاما في الأفلام والمسلسلات، بما فيها الأفلام التي تُعرض حالياً في مهرجان الأطفال والناشئين في مدينة اصفهان، وغيرها من المهرجانات، إضافة إلى أن الموسيقى الإيرانية تجوب العالم ويُفتن بها مَن يسمعها، وأخيراً أقيم حفل اختتام فعاليات مهرجان الفولكلور الشعبي والذي جرى بحضور عدد كبير من الفنانين من مختلف القوميات الإيرانية في مدينة سنندج، فتُعتبر سنندج عاصمة الفلوكلور الموسيقي نظراً لعراقتها وأصالتها في مجال الموسيقى الشعبية.
من جهة أخرى نشهد أنه خلال العام تُقام مهرجانات مختلفة حول الموسيقى الإيرانية، منها مهرجان فجر الدولي للموسيقى وكذلك مهرجانات للموسيقى الشعبية الإيرانية في ايران وخارجها، ومهرجان الأوركسترا الإيرانية التي تواجه إقبالا كبيرا في جميع دول العالم، وفي أجواء إقامة المهرجانات المختلفة التي يرافقها الموسيقى وتُعتبر جزءاً لا يتجزأ منها، وهنا نتطرق إلى الموسيقى الإيرانية التي لازالت خالدة في الأذهان منها في فيلم "من كرخة إلى راين" و موسيقى المسلسلات التاريخية مثل مسلسل الإمام علي(ع) وغيرها.
الموسيقى الإيرانية تعكس الخصائص الاخلاقية
تعتبر الموسيقى الإيرانية مجموعة من النغمات والإيقاعات التي ظهرت منذ قرون وشهدت تطورات وتكاملت على مر العصور وهي تعكس الخصائص الاخلاقية والأحداث السياسية والاجتماعية والجغرافية لشعب يتمتع بتاريخ قديم جدا.
وخطفت السينما الإيرانية بريق الشهرة من الموسيقى وجعلتها تابعة لها، بل إن النماذج والأغاني التي يعرفها العالم العربي عن هذا البلد لم يتعرفوا إليها إلا من خلال الأفلام، وأسهمت الأفلام ضمناً في تعميق التجربة الموسيقية. فالناس تسعى جاهدة إلى مشاهدة كل فيلم إيراني جديد.
تتهادى الموسيقى الإيرانية بين الكثير من الثقافات التي تجمعها حضارة واحدة، وكل منها تستخدم هذه الآلات في الأغاني الفلكلورية الخاصة، ولدى الجميع إيقاعه الخاص في الاستخدام للتعبير عن مشاعره وتاريخه وثقافته العريقة.
وعرفت الموسيقى الفارسية الضاربة في جذور التاريخ بروح الشرق الساحرة وما المنحوتات والرسومات القديمة المتعلقة بحضارات متعددة إلا دليل دامغ على ذلك ومنها: موسيقى جيلان وتالش في الشمال، والكردية في الغرب، والعربية في الجنوب الغربي، والبندرية عند الساحل الجنوبي، واللورية والبختيارية في الوسط، والبلوشية في الجنوب الشرقي، والخراسانية والتركمانية في الشمال الشرقي، والأذرية في الشمال الغربي.
ويتيح هذا التنوع الموسيقي في إيران لغالبية الشعب أن يستمتع أو يقرأ من الأبيات الشعرية ما يلبي حاجاته للوصول إلى مقصوده الروحي والمادي، والتعبير عما يعجز اللسان عن التعبير عنه.
نغمات الموسيقى الإيرانية
للموسيقى الإيرانية خمس نغمات أصلية أيضا وهي: "أبو عطا"، "بيات ترك"، "بيات إصفهان"، "أفشاري" و "دشتي". وتم ذكر 280 زاوية لكل هذه المقامات والنغمات في الكتب القديمة، إلا أنه لا يستخدم حاليا منها إلا القليل. كل هذه التقسيمات والقواعد المعاصرة نشأت في عهد القاجاريين (1794- 1925). تطلبت الموسيقى الفارسية آلات مختلفة ومتنوعة، من أشهرها: نِي، تار، دَف، دو تار، سه تار، كمانجه، تمبك، قانون، سنتور، رباب، طنبور، عود، سرنا، نِي إنبان، دهل، نقارة، طبل، كرنا، وتشنك، التي تستخدم حتى يومنا هذا.
العلاقة التاريخية للموسيقى الإيرانية بثقافة الدول الأخرى
توجد علاقات ثقافية وحضارية قوية بين إيران والدول المجاورة لها، بالتأكيد هذه الصلات الثقافيَّة بالمقام الأول تؤثر في الموسيقى الإيرانية كما تتأثر بها الموسيقى الإيرانية كذلك. ناهيك عن ذلك فإن الموقع الجغرافيّ لإيران يجعلها ملتقى المشرق والمغرب معًا فمن ناحية تأثرت الموسيقى الإيرانية بدايات القرن الماضي عندما كانت تربطها علاقات قوية بروسيا بالموسيقى العسكرية الروسية، وتتداخل في الموسيقى الإيرانية التقليدية الكثير من الروافد لثقافات وحضارات أخرى.
رديف.. جوهر الثقافة الموسيقية الإيرانية التقليدية
إن موسيقى "رديف" الإيرانية هي خيرة الموسيقى التقليدية الكلاسيكية الايرانية التي تشكل جوهر الثقافة الموسيقية الفارسية. ونشرت في 2009 في قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي للبشرية.
اوركسترا إيران والدول العربية
من جهة أخرى شهدنا حضور الأوركسترا الوطنية الإيرانية في حفلات الجمعية اللبنانية للفنون – رسالات، وقصر اليونيسكو في بيروت بحضور وزيري الثقافة في البلدين ضمن فعاليات أيام فجر الثقافية وغيرها، كما أننا نشهد عرض فيديو كليبات وغيرها بأنغام إيرانية، فالموسيقى الإيرانية تعبر الحدود، وتجذب الأسماع حيثما دخلت.