الشهيد محمد بجيجي أستاذ المقاومة
الوفاق / وكالات - لقبٌ أطلقه عليه سماحة أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله (حفظه الله)، "أُستاذ المقاومة"، وأضاف "كان أستاذًا مُعلّمًا يقف أمام طلابه بأمانة ومسؤولية، استطاع أن يكون قائدًا في العمل التربوي وفي كسر حواجز الخوف ورفع المعنويات، واستنهاض هِمم الناس وبعث الأمل في قلوبهم والنفوس وصولًا الى مرحلة المُجاهد الذي يحضر في الصفوف الأمامية، ويُلبّي نداء الواجب في الدفاع عن أهله وشعبه دون أيّ تردّد". في عام النكبة عام 1948م وُلد محمد بجيجي في مشغرة. تفوق علميًا فانصرف إلى التدريس إثر التحاقه بدار المعلّمين، وبعد أن أنهى دراسته عاد إلى بلدته مشغرة ومدرسته الرسمية ليكون معلماً فيها. انطلق الشهيد في عمله الإسلامي ضمن النادي الإسلامي عبر اللجنة الثقافية في مشغرة، وأخذ يعمل على إنشاء نواة العمل الإسلامي، وكان دائم السعي لفعل ما يرضي اللّه (تبارك وتعالى)، فقد شارك في دورة عسكرية في عين التينة عام 1974، ولمّا انتقل إلى بيروت لمتابعة دراسته في كلية الحقوق هذه المرة، تابع نشاطاته عبر اللجنة الثقافية الإسلامية في الشياح وأسس مع إخوة له آخرين مكتبة الشهيد مطهري.
إعلان الولاء والانتماء للثورة الإسلامية وقائدها
لم يكن شهر شباط من 1979 م عاديًا بالنسبة للشهيد أبو حسن، لم تكن الدنيا تسعه بما رحبت، يوم انتصرت الثورة الإسلامية المباركة في إيران، مباشرةً بادر الشهيد إلى تنظيم مسيرة في بلدته معلناً أمام أهله الولاء الكامل لهذه الثورة وقائدها الإمام الخميني (قدس). لم يمرّ الكثير، حتى اجتاحت قوات الاحتلال بيروت عام 1982، يومها خرج الحاج الشهيد ليحرّض الناس على ضرورة مواجهة هذا العدو مهما كانت الإمكانات ضعيفة، فانتقل إلى بلدة النبي شيت مع عائلته، وبدأ العمل والتنسيق مع إخوته من قادة ومجاهدي المقاومة الإسلامية، وحرس الثورة الإسلامية، والتحق بدورة عسكرية كانت نقطة البداية في عمله العسكري والجهادي، حيث تألق وتميّز بإخلاصه وإصراره، وبثّ الروح والمعنويات في نفوس المجاهدين، فتم اختياره لإلقاء الدروس العقائدية والسياسية في الدورات التدريبية. عمل على تشكيل وتسليح العديد من المجموعات التي كانت النواة الأساسية للعمل الجهادي في البقاع الغربي، مع إخوانه الشهداء نصّار نصّار، رضا الشاعر، علي مرعي وغيرهم.
أفول نجم مشغرة
دنت الساعة، نجمُ مشغرة يقترب من الأفول، 13 تموز 1988. استعدّ أبو حسن للمعركة الآتية، علم أن الصهاينة قرب تلّة الديدبة في أحراج بلدة زلايا، فاستبشر خيرًا، انطلق بسرعة مع مجموعة مجاهدين. توضّأ وصلّى ودعا دعاء الإمام زين العابدين(ع) راجيًا في نهايته الشهادة. بدأت خطّة الهجوم، تقدّمٌ للمقاومين على عدّة محاور باتجاه الصهاينة. دارت اشتباكات عنيفة بين الجانبيْن، ثمّ باغتت مجموعة القائد القوة المعادية مُحقّقة إصابات بليغة في صفوفها. تابع الشهيد مسيره راميًا قنابله الثلاثة ومُفرغًا مخازنه أيضًا، وبينما كان يُطلق عدّة طلقات أُصيب برأسه فقضى شهيدًا على الفور، مثلما تمنّى تمامًا، تاركًا قلوب المؤمنين في أسى.