الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • مقالات و المقابلات
  • الریاضه و السیاحه
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وأربعة وأربعون - ٠٥ أكتوبر ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وأربعة وأربعون - ٠٥ أكتوبر ٢٠٢٣ - الصفحة ٥

ثقافة تجول الأقطاب وتنشر أفكارها

المهرجانات السينمائية العربية.. كيف تؤثر على صناعة الأفلام؟

 

المهرجانات السينمائية من المهرجانات التي لها صدى كبير في المجتمع وكل يوم نشهد إقامة مهرجان في بلد ما، وهناك مهرجانات سينمائية عربية كثيرة تُقام بين فترة واخرى، وتركت آثارها على المجتمع والأجيال القادمة، فبما أن الفن السابع يحظى بأهمية كبرى، تُقام مهرجانات كثيرة على طوال العام، وهذا ما نشهده اليوم من خلال إقامة مهرجانات سينمائية مختلفة، منها مهرجان القدس السينمائي الدولي الذي يقام في غزة، ومهرجان أيام قرطاج السينمائية، والمهرجان الدولي للشريط المرسوم في الجزائر الذي ينطلق قريباً تحت شعار "طبعة الشباب"، ويشمل ورشات ومعارض فنية وفرصة للتعرّف على تجارب عدد من الرسامين من الدول المشاركة، وغيرها.
خمسة عقود أنبتت خلالها السينما العربية سلسلة من المهرجانات الدولية، امتدت من مهرجانات أيام قرطاج ومراكش والصحراء في دول المغرب العربي، مرورا بمهرجانات في العراق والأردن، ومصر، والسودان والسعودية وغيرها.
المنظومة الثقافية العربية
بلا شك أن السينما أصبحت ضمن المنظومة الثقافية العربية بشكل عام، وفي المنطقة العربية تقام العديد من المهرجانات السينمائية، ولمعرفة تأثيرها، يجب علينا بداية أن نستكشف مدى اهتمام الدول التي تقام فيها هذه المهرجانات بالثقافة السينمائية، علماً بأن الكثير من المهرجانات لم تعطَ المساحة المطلوبة لها، بسبب طبيعة الثقافة التي تحكم بعض الدول العربية بشكل عام، إلى جانب ذلك فقد لعبت التقلبات السياسية والإقتصادية، وحتى الإجتماعية، دوراً مهماً في التأثير على مدى انتشار المهرجانات السينمائية العربية.
 وهناك سبب آخر، علينا الإنتباه له، أن صناعة السينما عربياً مقارنة مع الفنون الأخرى مثل الموسيقى والمسرح والأدب، لا تزال جديدة، وبالتالي نحتاج إلى فترة زمنية أطول لتأصيل هذه الثقافة
في المجتمع.
الثقافة السينمائية
من جهة أخرى على الرغم من هذا الإنتشار الكبير تعاني بعض المهرجانات العربية ضعفاً في الإمكانات ينعكس على قدرتها التنافسية في استقطاب الأفلام العالمية وكبار النجوم في صناعة السينما ويضيف الخبراء عوامل أخرى تكمن في محدودية انتشار وتأصل الثقافة السينمائية في المجتمعات العربية وغياب الخطة الثقافية الشاملة في العديد من الدول العربية.
الإقبال على السينما
الثقافة السينمائية متجذرة في عدد من البلدان العربية، وهناك إقبالاً كبيراً على الصناعة السينمائية ودور العرض خاصة بين الشباب، ونظراً لما ذكرناه فساحة السينما وصناعة الأفلام تُعد حقلا خصبا لعرض ثقافة الشعوب التي تتخذ القيم الأخلاقية والسنن التقليدية على رأسها.
سوق صناعة الأفلام
المهرجانات السينمائية تحتاج إلى الدعم المادي، سواء الحكومي أو الخاص، حتى تتمكن من التوسّع والإنتشار، وبالتالي امتلاك قدرة التأثير على صناعة السينما، فضلاً عن ذلك، تحتاج المهرجانات إلى التسويق والدعم الإعلامي وغيرها، من أجل ضمان توسّعها سواء في الدول التي تقام فيها أو خارج الحدود.
من جهة أخرى ان آليات سوق صناعة الأفلام التي وقعت فريسة للعوامل التجارية على حساب الفن، تتدخل في هذا الموضوع وتترك أثرها على صناعة الأفلام، فكيف تؤثر هذه المهرجانات على صناعة السينما في العالم العربي؟  وهل تنجح بالتأثير على ذوق المشاهد؟
المهرجانات وسوق الإنتاج
بصورة عامة المهرجانات كلّها توفر فرصة لأسواق الإنتاج المشترك حيث تمثّل فرصة للقاء المنتجين مع المخرجين والموزعين ومدراء المؤسسات الدولية وتكون هناك أيضاً فرصة لتقديم الدعم المادي للمشاريع المشاركة في المهرجانات.
كل المهرجانات واعية لدورها في المساهمة في الإنتاج السينمائي لكنها تبقى مساهمة بسيطة لما تحتاجة المنطقة العربية، وأهم قضية هي تنمية الذوق السينمائي للجمهور خاصة لكي لا يتجه إلى هوليوود والإنتاج الضخم، وبالتالي إلقاء الثقافة الغربية عن طريق إنتاج الأفلام السينمائية.  
الإنتاج العربي المشترك
عندما ننظر إلى إنتاج الأفلام العربية بالنسبة للمحيط العربي نرى محدودية الإنتاج العربي والتي تؤثر على التنافسية، لكن نشهد أنه قد شجعت أهمية بعض الموضوعات بعض الدول على الإنتاج المشترك كما ان تفرد المخرجين بموضوعاتهم أوصلهم للعرض في مهرجانات عالمية، مثل الأفلام التي تتعلق بالمقاومة ومواجهة العدو، بما أن موضوع الدفاع عن الوطن وثقافة المقاومة والشهادة وقضية فلسطين ودعم شعبها المظلوم من القضايا المشتركة التي يُمكن التطرق إليها وإنتاج أفلام مشتركة.
المهرجانات السينمائية وورش العمل
يعد المهرجان واحدا من التجارب القليلة في العالم العربي الذي تتصالح فيها المدن التاريخية، من غير العواصم العربية، مع فن السينما، وتعقد شراكة بين النخبة والجمهور بحضور البعدين التاريخي والسياحي للمكان.
كما أن للسينما دورا هاما في عملية إصلاح وتطوير التعليم، وذلك من خلال الالتزام بعملية شراكة وعروض خاصة للأطفال والمراهقين وورش العمل وغيرها من الأنشطة، فإن أنشطة المهرجان تَبسِط أثرها على كافة أنحاء البلد، ويعتبر حدثا مركزيا هاما.
أهمية المهرجانات السينمائية
لا تنبع أهمية المهرجان السينمائي من كونه وسيلة لحصد الجوائز فقط، بل هو أشبه ما يكون بسوق عكاظ للفيلم. تتم فيه أحيانا مباريات سينمائية بين الأفلام وتعقد على هامشه ندوات وورش عمل وأيضا فرصة لعقد الاتفاقات بين المخرجين والمنتجين والممثلين.
كما أنه فرصة لتعريف الجمهور بنمط من السينما مختلف عن النمط التجاري حيث يفتح نافذة لمشاهدة أفلام ذات رابط واحد، وأيضا لقاء الجمهور بالقائمين على الفيلم أحيانا ومناقشتهم. إنه أشبه ما يكون بموسم للفن والجمال تتضافر فيه جهود المبدعين والمشاهدين تحت سقف واحد.
ربما ارتبط المهرجان عند البعض بفكرة عروض الأزياء واستعراضات النجوم والممثلين، رغم أنه جانب هامشي دعائي لفكرة المهرجان السينمائي. الأمر الذي حرم الجمهور العربي من الدخول في أية مبادرات لخوض تجربة تأسيس مهرجان سينمائي تحت أي مظلة من المظلات.
المهرجان السينمائي هو فضاء ومساحة للتعارف المهني والشخصي والحوار والنقاش. وهو تجربة مهنية ثرية للمتخصصين وتجربة تذوق مهمة لغير المتخصصين. ولهذا فإن العالم العربي بحاجة لتعزيز تجربة المهرجان السينمائي على المستوى المحلي بعيدا عن فكرة المهرجانات السينمائية الدولية لكل بلد والتي تتخذ طابعاً وطنياً رسمياً أكثر منها فعل ثقافي محلي يقدم للجمهور مساحة ثقافية
وإبداعية جديدة.
تأثير المهرجانات السينمائية على صناعة الأفلام
وأخيراً عند دراسة تأثير المهرجانات على صناعة الأفلام نشهد بأن لها دورا كبيرا، بما أن المهرجان يفسح مساحة واسعة للتنافس وتبادل الخبرات، وما يخرج من نتائج كل مهرجان سيكون دليل طريق لإنتاج الأفلام القادمة، ويترك أثره على المشاهد، فعلينا الوعي في هذا المجال وإختيار صحيح للأفلام التي يتم عرضها في
المهرجانات.

 

البحث
الأرشيف التاريخي