مشاورات أمنية مُكثّفة في طهران
كانت العاصمة طهران يوم أمس وجهة زيارات مهمة لمسؤولين أمنيين إقليميين، زيارات خيّمت عليها تبادل وجهات النظر حول القضايا الدولية والإقليمية، إجتمعت خلالها الوفود الأمنية مع أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني.
حيث إلتقى صباح أمس الأحد، قاسم الأعرجي، مستشار الأمن الوطني العراقي، مع علي أكبر أحمديان، ممثل قائد الثورة الإسلامية أمين المجلس الأعلى للأمن القومي، وتباحثوا وتبادلوا الآراء معه بشأن القضايا الثنائية وسبل التنفيذ الكامل للإتفاقية الأمنية بين البلدين.
بالتوازي مع ذلك؛ استضافت طهران أمس أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الأرميني، حيث ناقش كبار المسؤولين الأمنيين في البلدين التطورات المهمة في منطقة القوقاز.
حيث بحث أرمين كريغوريان أمين مجلس الأمن القومي الأرميني، الذي وصل إلى طهران ظهر أمس، مع الدكتور علي أكبر أحمديان الشؤون الثنائية والتطورات في منطقة القوقاز وآخر المستجدات الدولية.
من جانب، تكشف هاتان الزيارتان والمواضيع التي أثيرت خلال اللقاءات أهمية منطقتين استراتيجيتين متمثّلتين بكل من العراق خاصة المنطقة الشمالية من هذا البلد، وأيضا منطقة القوقاز في عقيدة الأمن القومي للجمهورية الإسلامية، ومن ناحية أخرى فإنه يدل على الدور الفعال لإيران في تعزيز الأمن في المنطقة.
من ناحية الجانب الأمني والمشاكل المُستجدة في شمال العراق في السنوات الأخيرة، والتي استهدفت الأمن القومي الإيراني بتركيز الجماعات الإرهابية والانفصالية وعدم تعامل أربيل بجدية مع هذه القضية، حيث جرى في شهر مارس الماضي خلال زيارة الأدميرال شمخاني أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني آنذاك إلى بغداد، توقيع الاتفاقية الأمنية بين طهران وبغداد من قبل الطرفين. وبموجب هذا الاتفاق تم تحديد مهلة ستة أشهر حتى نهاية سبتمبر من العام الجاري لتتخذ حكومة العراق الاتحادية الإجراءات اللازمة بشأن نزع سلاح الفصائل الإرهابية المتمركزة في المنطقة ونقلها إلى عمق الأراضي العراقية.
اليوم، وبالنظر إلى انتهاء هذه المهلة والوفاء بجزء كبير من التزامات الجانب العراقي، بالإضافة إلى تأمين حدود إيران، ستساهم أيضا بشكل كبير في تعزيز الأمن داخل العراق، حيث يمكن تقييم زيارة الأعرجي باعتبارها حدثا هاما في هذا الصدد، سيما أنه قام باستعراض التقدم المحرز حتى الآن.