رئيس الجمهورية في المؤتمر الدولي الـ37 للوحدة الإسلامية:
تطبيع العلاقات مع الصهاينة مؤشر للتقهقر.. خيار المقاومة أثبت نجاحه
الوفاق- إنطلقت يوم أمس، بزخم كبير أعمال الدورة الـ37 للمؤتمر الدولي للوحدة الاسلامية في قاعة قمة الدول الإسلامية بطهران، وذلك بحضور رئيس الجمهورية السيد ابراهيم رئيسي، والأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية حجة الإسلام حميد شهرياري، و110 مفكرين ضيوف من 41 دولة على أعلى مستوى، و110 نخب ومسؤولين محليين، من قبيل أئمة الجمعة والجماعات والمنظمات الثقافية والنساء العالمات.
حضور بارز ومشاركة كبيرة
يعقد المؤتمر الذي إفتُتح برعاية رئيس الجمهورية اجتماعين مُهمّين، يحضر أحدهما 110 من المثقفين المحليين وبحضور أئمة الجمعة والجماعة ونخب المحافظات وعلماء من 60 مدينة لمناقشة القواسم المشتركة والأعراق المختلفة للبلاد، فيما يجري عقد اجتماع حواري آخر مع الضيوف الأجانب، وسيتم قراءة البيان الختامي للمؤتمر في هذا الاجتماع. وقد تم هذا العام إرسال أكثر من 200 مقال من 20 دولة مثل مصر والجزائر وتونس والعراق بلغات مختلفة إلى أمانة المؤتمر، منها 15 مقالاً باللغة الإنجليزية وأربع مقالات باللغة التركية والباقي بلغات أخرى.
ونظراً للإساءة المخزية التي يتعرض لها البعض في الدول الغربية، وموافقة أو صمت زعماء الدول الأوروبية، سيقام هذا العام على هامش المؤتمر معرض قرآني بهدف التعريف بالوجه الرحيم للإسلام إلى العالم.
نظام فكري يتمحور حول الحقيقة
وفي بداية كلمته في المؤتمر كرّم الرئيس رئيسي ذكرى كل من يتابع فكر تقريب الأديان في العالم الإسلامي، مشيدا بجهود الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب حجة الاسلام شهرياري في مجال تعزيز الوحدة الاسلامية. مُوضحاً ان الوحدة ليست وجهة نظر عابرة للقطاعات بل هي نظام فكري يتمحور حول الحقيقة، مؤكداً أن الوحدة اليوم لا تعني وحدة الأديان أو الجغرافيا، بل تعني التآزر والتضامن لحماية مصالح الأمة الإسلامية. وتابع آية الله رئيسي، بأن قضية الوحدة مهمة للغاية، وتتزايد يوما بعد يوم في العالم الإسلامي، ويجري التأكيد عليها، ولفت رئيس الجمهورية الى ان الهدف من عقد المؤتمر العالمي للوحدة الإسلامية هو خلق الوحدة والتضامن بين المسلمين، وتقريب وجهات نظر العلماء العلمية والثقافية، وكذلك دراسة وتقديم الحلول العملية من أجل تحقيق الوحدة الإسلامية. وتكوين أمة واحدة في العالم الإسلامي، وحل مشاكل المسلمين وتقديم الحلول المناسبة في هذا الشأن.
سر انتصار المسلمين وحدتهم
وأوضح آية الله رئيسي بأن سر انتصار المسلمين عبر التاريخ هو وحدتهم، وتآزرهم المرتكز على القرآن والرسول الاعظم (ص)، وعدم تحقيق رغبات الاعداء، مشيرا الى ان نظام الحكم اليوم يدرك ان أهم عائق أمامه هو الأمة الإسلامية التي تؤمن بالديناميكية في حياتها، وتعتبر الركود موتها. ولفت آية الله رئيسي الى ان المؤشر المهم لمعرفة ما يبحث عنه العدو هو أن تدرك بأنه لا يريد للأمة الإسلامية أن تكون موحدة، معتبرا من يتحرك في اتجاه الوحدة فهو يتحرك ضمن استراتيجية الإسلام، ومن يحاول القسمة والتفرقة فقد تحرك في اتجاه استراتيجية العدو. واكد أن الاهتمام بتحرير القدس الشريف وفلسطين هو أهم دليل على وحدة الأمة الإسلامية، موضحا، بأن السعي الى تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني هو مؤشر على مسار الرجعية والتقهقر لأي حكومة كانت لأنه امتثال لإرادة أجنبية معارضة.
خيار المقاومة
واشار رئيس الجمهورية الى ان اعتماد خيار المقاومة في مواجهة العدو اثبت نجاحه بإمتياز، وحذفه لخيار الاستسلام والتسوية واجبار العدو على التراجع والانهزام . وفي اشارة الى ان اجتماع اليوم هو اجتماع مناهض للصهيونية ومناهض للهيمنة والاستكبار العالمي، أكد رئيس الجمهورية بأن استراتيجية الوحدة اليوم يمكن أن تقوي الأمة الإسلامية في مواجهة العدو في حروبه المشتركة. كما اكد آية الله رئيسي على ضرورة أن يكون شغلنا الشاغل صون وتعزيز مصالح الأمة الإسلامية التي تتمثل بمجموعة تؤمن بالله وبرسوله (ص)، وبيوم القيامة ذات هدف واحد ووجهة واحدة، ألا وهي السير نحو الحقيقة، وعبادة الله والعمل بشرعه بأسمى المظاهر الانسانية في جميع مستويات وأبعاد الحياة.
الوحدة ضد التيار التكفيري
وفي اشارة الى إقامة مؤتمر الوحدة الاسلامية كل عام، قال السيد رئيسي انه يحمل في كل عام رسالة وخطابا يبحث في القضايا المستجدة في العالم الإسلامي، مؤكدا على ضرورة ان تتوحد الأمة الإسلامية ضد التيار التكفيري المتمثل بجرائمه المروعة التي ترتكب في المساجد والمراكز الدينية في باكستان وأفغانستان، وقتل الناس، وجرائم عملاء أمريكا والكيان الصهيوني في كل مكان من الدول الإسلامية.
كما أشار رئيس الجمهورية الى ان عقد اجتماعات مثل المؤتمر الدولي للوحدة الإسلامية قد خلقت فهما مشتركا لاحتياجات العالم الإسلامي بين المعنيين، موضحا بأن النظرة المشتركة للعلماء والحاضرين في هذا المؤتمر هو التقريب ومواجهة التكفير، مؤكدا على أن "الرؤية المشتركة اليوم هي الصمود والمقاومة أمام الأعداء وليس التطبيع والاستسلام".
وتابع بأن العدو قد بذل قصارى جهده في كل المجالات، وعلى حد تعبير قائد الثورة الإسلامية الحكيم إن "العدو أراد ولم يستطع لكن نحن أردنا واستطعنا ونجحنا". واردف بأن الذين جلسوا على الطاولة ووقعوا اتفاقيات كامب ديفيد وشرم والشيخ وأوسلو مع العدو الذي لم يلتزم بأي من هذه الاتفاقيات لم يحققوا شيئا بينما المقاومة في كل المناطق سواء فلسطين واليمن وسوريا وافغانستان والعراق، جعلت العدو مكتوف الايدي امام انجازاتها وتفوقها.
وحدة الفصائل الفلسطينية
وعلى الساحة الفلسطينية اضاف بأن المبادرة اليوم بيد المجاهدين الفلسطينيين التي تقوى وتزداد في ظل وحدة الأمة الإسلامية، ووحدة وتماسك الفصائل الفلسطينية وهي استراتيجية قادرة على تقوية الأمة الإسلامية اليوم للوقوف في وجه العدو. وأكد آية الله رئيسي بأن الطريق لمواجهة الحرب الثقافية والإعلامية والاقتصادية هي الوحدة الإسلامية، ومسؤوليتها في التنوير الاعلامي وجهاد التبيين الذي يحافظ على الشباب من التضليل. وتابع آية الله رئيسي، موجّهاً خطابه للعلماء والمفكرين المشاركين في هذا المؤتمر، بأن يجهزوا أنفسهم للعب دور مهم في النظام العالمي الجديد بنظرة شمولية متماسكة وموحدة، لافتا الى انه من المهم تعطيل النظام الحالي وخلق نظام عادل في العالم.
وفي اشارة الى ان العالم الإسلامي عالم قوي، فمن ناحية لديه رافعة اقتصادية وموقع جغرافي مهم للغاية، ومن ناحية أخرى لديه تاريخ غني وتاريخي ومستعد للعب دورعالمي بارز، اكد اية الله رئيسي بأنه اليوم وبفضل دماء شهداء الأمة الإسلامية تم اكتشاف الذات التاريخية في العالم الإسلامي، ويؤمن الجميع دائما بأمن وسلام وراحة ورفاهية العالم الإسلامي وبأن الأمة الإسلامية بوحدتها تسعى إلى تحقيق التقدم على كافة المستويات وفي كافة المجالات.
وفي اشارة الی دور الشهداء العظماء مثل سليماني والمهندس وغيرهما من الشهداء في مختلف البلدان الإسلامية، اکد اية الله رئيسي بأن هذا الدور جعلنا جمیعا أمام مهمة ثقيلة الا وهي الوحدة والتآزر والصمود والمقاومة في طريق الهدف والأمل في المستقبل. وأكد على الحفاظ على وحدة وتآزر الامة الاسلامية وعلى العلاقات الجيدة مع الجيران والدول الاسلامية وذلك عملا بتوصيات مفجر الثورة الاسلامية و صاحب فکرة اسبوع الوحدة الاسلامية الامام الخميني (رض). وعلیه رأی رئيس الجمهورية بان الدبلوماسية الثقافية والسياسية مهمة جدا في كافة المجالات، سواء على المستوى الفردي او السياسي والاجتماعي والثقافي، لافتا الى ان دور تجمع العلماء والمثقفين في مجال الدبلوماسية الثقافية يمكن أن يكون فعالا جدا لربط آسيا بإفريقيا وإفريقيا بأوروبا والبلدان المختلفة.
الامة الاسلامية زعزعت حسابات العدو
واضاف آية الله رئيسي بأن الامة الاسلامية اثبتت بأن العدو قد اخطأ في حساباته، واكدت انها ماضية في نهج رسول الله محمد (ص) وفي نهج الشهداء لأنه طريق اهل الحق والعدل. كما اشار الى السلوك الغربي الممنهج في معاداة الاسلام عبر إهانة المقدسات والقرآن الكريم والتطبيع مع الكيان الصهيوني واستخدام وسائل الاعلام المغرض لتحقيق هدفهم . من جانبه اعتبر الأمين العام لمجمع التقريب بين المذاهب الاسلامية حميد شهرياري، خلال كلمته في المؤتمر، العلاقات بين إيران والسعودية تطوراً مهماً للعالم الإسلامي، وأنها أيقظت الأمل في نفوس الصحويين في العالم الإسلامي بأن مدرستين سياسيتين أيديولوجيتين اتخذتا إجراءات فعالة نحو التعاون، وأضاف: لقد خلقت هذه الخطوة انطباعا بأن الحكومات الأجنبية لا يمكنها أبدا توفير أهداف التنمية المستدامة في المنطقة.