على أعتاب ميلاده وسبطه الأغر
نبي الرحمة محمد(ص) بريشة الفنانين
الوفاق/ حلّ بنا شهر ربيع الأول المبارك وأحداثه المباركة من ميلاد نبي الرحمة(ص) وميلاد حفيده الإمام جعفر الصادق(ع) الذي يصادف يوم الثلاثاء القادم، ونحن في أسبوع الوحدة، بما أن الشيعة يعتبرون ميلاد النبي(ص) يوم 17 ربيع الأول وأهل السنة يعتبرونه في يوم 12 ربيع الأول، فهذه الفترة سُميت بأسبوع الوحدة الإسلامية ونشهد فيها مشاهد جميلة جداً من الوحدة والسرور بين جميع أطياف المسلمين، فالكلام عن الوحدة كثير جداً ولا نريد تكراره في هذا المقال بما أنّكم في هذه الأيام في كل مكان ترون مشهد منه، أما الذي نتطرق اليوم إليه هو نبينا محمد(ص) التي تعتبر شخصيته رمزا للوحدة الإسلامية، فريشة الفنانين تقوم برسم لوحات فنية رائعة جداً حول النبي محمد(ص) في مختلف الاحداث منذ القدم حتى الآن، وفي كل العالم الإسلامي وتوجد هذه التحف الفنية في متاحف العالم.
إظهار المحبة للنبي(ص)
في تاريخ الفن الإيراني، فإن إظهار الإخلاص لنبي الإسلام والأئمة الأطهار له تاريخ طويل، ويرتبط فن الرسم الإسلامي بهذه المواضيع، وفي فترات تاريخية مختلفة، حاول الرسامون تصوير الأحداث المتعلقة بالنبي(ص) وأهل بيته الأطهار.
يعد نبي الإسلام (ص) من الشخصيات البارزة في الفن والأدب الإيراني، كما أن حضوره في الحروب والفتوحات ومولده ومعراجه من المواضيع التي حظيت باهتمام كبير وتم تصويرها بأقلام مختلفة.
لوحات فنية قديمة
تم رسم لوحات كثيرة عن المعراج، حيث قام أحد أعظم عباقرة الفن، السلطان محمد، وهو رئيس مدرسة هرات ورسام مشهور في فترة الشاه طهماسب، برسم لوحة "المعراج" ذات القيمة الكبيرة، وهي محفوظة الآن في المتحف البريطاني.
يعد سلطان محمد نقاش، الرسام الشهير من مدرسة الرسم الثانية في تبريز، أحد أبرز الفنانين في هذا المجال، الذي تحتل لوحته معراج النبي محمد(ص) مكانة عالية في فن الرسم في إيران.
ويحظى هذا العمل المحفوظ في متحف لندن بمكانة خاصة بين الأعمال المتعلقة بنبي الإسلام محمد(ص)، وفي النقطة المركزية في هذه اللوحة تظهر صورة النبي محمد (ص) وهو راكب على براق، وهو مركبة سماوية، ووجهه مغطى بالضوء الأبيض ويمكن رؤية وهج الضوء الذهبي
حول جسمه.
وحول هذه النقطة المركزية وعلى محور بيضاوي يمكن رؤية ملائكة مجنحة وهم يعبرون عن سعادتهم بوجود ذلك النبي في السماء وفوق السحاب بآلات موسيقية.
لوحات فنية إيرانية
لكن أحدث مثال على الأعمال المخصصة للنبي محمد(ص) هي لوحة "معراج" لمحمود فرشجيان الرسّام الإيراني القدير، والتي تم كشف النقاب عنها في عام 2013.
استمراراً للأعمال السابقة حول موضوع المعراج، يظهر في هذا العمل النبي محمد(ص) وهو راكب حصاناً أبيض في منتصف اللوحة، مع الفارق أننا هذه المرة نراه من الخلف.
تم إنجاز هذا العمل القيم بأبعاد 80 × 100 سم وبتقنية الأكريليك في غضون عام، وفي هذه اللوحة يمكن رؤية قوة تجذب النبي نحو الله، ويده المباركة مرفوعة على ذلك النور.
تختلف لوحة معراج الأستاذ فرشجيان عن الأعمال الأخرى. في هذه اللوحة، هناك نور وقوة، بالإضافة إلى نقل المفهوم للمشاهد، فإنها ترفع نبي الإسلام العظيم وتصل به إلى العِلويين في عملية الصعود.
تظهر اللوحة أجواء ليلة الإسراء والنبي(ص) فوق القمر وكلما ارتفعنا تختفي الملائكة في ألوهية الله.
حسن روح الأمين، فنان شاب وموهوب، أبدع أحدث أعماله الفنية في مدح النبي محمد المصطفى(ص)، تم إنشاء هذا العمل الفني المسمى "معراج" بتقنية الرسم الزيتي على القماش وبأبعاد 22 × 160 سم.
لوحات فنية غير ايرانية
إنشاء الصور ولوحات فنية حول النبي محمد(ص) ليس حكراً على الإيرانيين. وقد صور مسلمو البلدان الأخرى الروايات المتعلقة بنبي الإسلام في كتب مختلفة على مر القرون، وأنتجوا أعمالاً دينية ذات خصائص محددة لبلادهم.
- لوحة "ميلاد محمد(ص)" من كتاب سيرة النبي(ص)، ملحمة تركية عن حياة نبي الإسلام. بدأ إنشاء هذا الكتاب متعدد الأجزاء، والذي كان من المفترض أن يقدم الصورة الأكثر اكتمالا عن حياة النبي(ص) في القرن السادس عشر، في عهد السلطان مراد الثالث وانتهى في عهد خليفته. يتم الاحتفاظ بمجلدات مختلفة من هذا الكتاب في متحف توبكاب ومكتبة نيويورك العامة ومتحف اسطنبول للفنون التركية والإسلامية.
- لوحة "حوار بين موسى(ع) ومحمد(ص) وجبريل(ع)" موجودة في قسم الفن الإسلامي بمتحف بيرغامون في برلين، ألمانيا. يعود هذا العمل إلى أواخر القرن السادس عشر. من المحتمل أنها في عهد السلطان العثماني مراد الثالث وقد تم تحضيرها بالحبر والغواش على الورق والتذهيب. هذه الصفحة من المخطوطة تظهر الأنبياء موسى(ع) ومحمد (ص) والملاك جبريل(ع) وهم يتحدثون مع بعضهم البعض في السماء. وخلفهم سحب عليها الملائكة جالسون. يمثل نص هذه الصفحة، المكتوبة باللغة التركية العثمانية، مناقشة حول عدد الصلوات اليومية.
- لوحة "خطبة النبي الأكرم(ص)" هي من كتاب مخطوط مصور يعود إلى نهاية القرن السادس عشر وينسب إلى تركيا أو العراق. تم إنشاء هذا العمل بالحبر والألوان المائية غير اللامعة والذهب على الورق، وفي هذه الصورة يظهر النبي (ص) يخطب على المنبر، مع الإمام علي(ع) وولديه الحسن والحسين عليهما السلام على يسار المنبر.