الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • مقالات و المقابلات
  • الریاضه و السیاحه
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وأربعون - ٣٠ سبتمبر ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وأربعون - ٣٠ سبتمبر ٢٠٢٣ - الصفحة ٥

ديوان المثنوي المعنوي إشتهر بمضامین فریدة

«شمس» و «مولوي».. العالم مبهور بأشعارهم العرفانية

الشعر والأدب الإيراني اجتاز العالم وقد ترك أثراً كبيراً عند كثير من شعراء وأدباء العالم بأجمعه وخاصة العالم العربي، وهناك شعراء إيرانيون كثيرون ذاع صيتهم بشكل كبير، من الفردوسي إلى حافظ وسعدي الشيرازي وشمس الدين التبريزي وجلال الدين الرومي الذي أشعاره العرفانية في ديوان مثنوي المعنوي، أصبح أثرا خالدا في الأدب وقد تمّ تأليف كتب كثيرة عن قصة الرومي وشمس التبريزي وانبهر العالم بقصتهما وأشعارهما، وبما أن أمس الجمعة كان ذكرى تكريم شمس التبريزي واليوم يصادف ذكرى تكريم مولوي، فنتطرق في مقالنا بصورة مختصرة عن هؤلاء الشاعرين الشهيرين وبعض الكتب التي تم تأليفها عنهما.
أسرار انبهار العالم
 أثّر جلال الدين الرومي بشكلٍ كبير في الثقافة والأدب العالميين، وأبهرت قصّته مع شمس الدين التبريزي العالم كله.
استمع إلى صوت الناي كيف يقصّ حكايته
إنه يشكو آلام الفراق
يقول منذ قطعت من منبت الغاب والناس
رجالاً ونساءً يبكون لبكائي
إنني أنشد صدراً مزّقه الفراق
حتى أشرح له ألم الإشتياق
فكل إنسان أقام بعيداً عن أصله
يظل يبحث عن زمان وصله
بهذه الكلمات يبدأ جلال الدين الرومي ديوانه الشهير "المثنوي"، أحد أهم وأشهر أعمال الأدب الصوفي وأكثرها تأثيراً وانتشاراً في العالم، وقال عنه أدباء الغرب إنه من أعظم أشعار العالم، في عُمْقَ الفكرِ، وابتكار الصور.
لقاء "شمس" و "مولوي"
لا يمكن تناول حياة جلال الدين الرومي وتأثيره في العالم دون التطرق إلى شمس الدين التبريزي، الشخصية الأكثر تأثيراً في حياة الرومي التي كانت سبباً في تحوُّله من العالم الفقيه إلى الصوفي العارف بالله الذي ينتشر مُريدوه في كل بقاع العالم منذ عدة قرون حتى اليوم.
والتبريزي كما يذكر الأفلاكي في "مناقب العارفين" هو محمد بن علي بن مالك داد، ولد في تبريز ولا يعرف بالتحديد تاريخ ميلاده ووفاته، خرج من مدينته تبريز، وجاب أرجاء العالم الإسلامي لعله يجد رفيقاً ومصاحباً تواقاً إلى المعرفة فينقل إليه ما يفيض به من معارف وأسرار.
واستمر في التنقل حتى وصل إلى قونية والتقى الرومي، وبعد هذا اللقاء أصبح شمس صاحباً ومصاحباً ومرشداً لجلال الدين، واعتزل الرومي مدرسته وتلاميذه وألقى كتبه التي كان يطالعها جانباً واعتزل العالم واكتفى بمجالسة مرشده الروحي.
وكما كان للقاء شمس وجلال الدين أثر بالغ في رحلة تحوله الفكري، كان لفراقهما أيضاً أثر أكبر في إنتاجه الأدبي. فلولا اللقاء ما تَحوَّل جلال الدين الرومي من العالم الفقيه إلى الصوفي العارف بالله. ولولا الفراق ما احترق جلال الدين بنار الشوق التي أنضجته وما نظم أشعاره التي جابت ربوع الأرض.
تأثير "مولوي" في الثقافة العربية
رغم أن آثار جلال الدين هي أعمال أدبية لفقيه ومتصوف مسلم، كُتبت بلغة فارسية، فإنها تجاوزت حواجز اللغة والدين والثقافة لتصل إلى شعوب مختلفة ينتمون إلى حضارات وثقافات متباينة.
في كتابه "ترجمة وشرح مثنوي جلال الدين الرومي شاعر الصوفية الأكبر" (جـ1) يرجع الدكتور محمد عبد السلام كفافي، وهو من أوائل من نقلوا أعمال الرومي للعربية في العصر الحديث، تميُّز أشعار الرومي وانتشارها في العالم دون غيره من كبار شعراء الصوفية، إلى كون الرومي شاعراً صوفيّاً، اختار التصوف سبيلاً في حياته العملية، وامتزجت حياته الفكرية بحياته العملية بصورة جعلت تصوفه مزيجاً من الفلسفة والحكمة العملية.
ويقول كفافي: "ليس تصوُّف شاعرنا من ذلك النوع السلبي الذي يدع الحياة وما فيها ويدعو إلى هجرها والفناء عنها فناءً كاملاً، ويعدّها شرّاً تورطت فيه البشرية، بل هو تصوف بنَّاء، يستمد عناصره من الإنسان، ويتعمق في بحث مشكلاته الروحية والعملية، ويحاول أن يرسم له المثل العليا في الفكر والعمل".
وكانت ذروة الإهتمام العربي بالرومي في القرن العشرين بفضل جهود طه حسين واهتمامه بنقل آداب الأمم الإسلامية بخاصة الأدب الفارسي، إلى العربية.
وبعد ذلك كتب الدكتور عبد الوهاب عزام عدة مقالات يعرض فيها للرومي وشعره في مجلتي الرسالة والثقافة. ثم أصدر كتابه "فصول من المثنوي" عام 1935 ترجم فيه عدة فصول من المثنوي بهدف التعريف بالرومي وأدبه.
المثنوي المعنوي
"ديوان المثنوي المعنوي" هو أشهر کتب الشاعر والصوفي الايراني الكبير "مولانا جلال الدین الرومي"(1207 ـ 1273 للمیلاد) والذي إشتهر بمضامینه الفریدة في مناجاة البارئ عز وجل وبروایته قصص ذات أوجه تربویة.
المثنوي المعنوي أثر فريد ومميز للشاعر الكبير جلال الدين محمد بلخي الرومي أي "مولوي"، تمّت كتابة هذا المثنوي في ستة كتب وحوالي 26000 بيت شعر في بحر الرمل (أسلوب شعر يستخدم للنصيحة)، بناءً على طلب تلميذه حسام الدين الجلبي، قام بتأليف المثنوي وقام بتأليفها أولاً في 18 بيتاً. توقف عمل كتابة هذه القصيدة بوفاة زوجة حسام الدين ووفاة علاء الدين محمد نجل الرومي، وبعد عامين أعيد ترتيبها.
إذا كانت الشاهنامه هي ملحمة الشعب الإيراني القديم، فيمكن تسمية المثنوي للرومي بملحمة إيران بعد الإسلام. أسلوب الرومي في سرد القصص في هذه القصيدة هو في الواقع قريب من أسلوب كليلة والدمنة وهو يقارب الألف ليلة وليلة. تمت ترجمة هذا الكتاب إلى معظم لغات العالم.
قام نيكولسون رينولد بترجمة ونشر المثنوي بالكامل باللغة الإنجليزية. تمت كتابة العديد من التعليقات على المثنوي ، بما في ذلك نثر وتعليق المثنوي لعبد الباقي غولبينارلي باللغة التركية وشرحها بالفارسية من قبل بديع الزمان فروزانفر.
"شرح المثنوي المعنوي" موسوعة زاخرة بالعلوم التربویة
أصدر الفيسلوف وعالم الدين الإيراني "العلامة الشیخ محمد تقي جعفري" کتاب "شرح المثنوي المعنوي" حیث تطرق إلی أساس قصصه وتعالیمه التربویة، بالإضافة إلى التعبير عن الجذور القرآنية لقصص المثنوي.
وکتب عن هذا الشرح رئیس أکادیمیة الدراسات الإیرانیة في لندن "السید سلمان صفوي":"إن ديوان المثنوي لمولانا جلال الدین الرومي حصل علی مکانة عالمیة لدوره في العرفان الإسلامي ولحمله تعالیم عرفانیة إسلامیة نظریة وعملیة کما إنه یمثّل في الشرق والغرب الإسلام الرحماني.
وهناك تفاسیر عدیدة صدرت علی هذا الکتاب الإسلامي الزاخر على مدى القرون السبعة الماضية منها شرح العلامة الجعفري الذی تمیز بأسلوبه المقارن حیث قارن العلامة بین المثنوي وبین کتب "تولستوي" و"شکسبیر".
العلّامة تميّز في إعادة تعریف أفكار "مولانا جلال الدین الرومي" عبر الروایات والآیات القرآنیة حیث تطرق في کتابه إلی الجذور القرآنیة لما سرد ونظم مولانا في شعره.
وقد ترك لنا العلامة الجعفري كتاباً بحثياً مهماً في مجال المثنوي المعنوي، وهو موسوعة للعلوم التربوية قد عبّر فيها عن قضايا مهمة في مجال الأنثروبولوجيا والعرفان النظري والعملي بلغة حديثة وطلقة.
أيام مولانا وقواعد العشق الأربعون
أصدر الشاعر والروائي اللبناني، محمد حسين بَزّي، روايةً جديدة بعنوان "أيام مولانا وقواعد العشق الأربعون" بعد 7 سنوات من البحث والتنقيب في تراث جلال الدين الرومي وشمس التبريزي، وقد التزم بزّي فيه بخط الأدب العرفاني وقدّم لنا في روايته حبكة ذهنية عرفانية تعيدنا إلى الجوهر، ويقول المؤلف: أريد للقارئ أن يعرف حقيقة مولانا الرومي من قواعد الحب إلى قواعد العشق.

 

البحث
الأرشيف التاريخي