الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • مقالات و المقابلات
  • الریاضه و السیاحه
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وسبعة وثلاثون - ٢٦ سبتمبر ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وسبعة وثلاثون - ٢٦ سبتمبر ٢٠٢٣ - الصفحة ٤

في إطار سعيه للتمدد

ماهي استراتيجية حلف الناتو في آسيا الوسطى؟

الوفاق/وفقاً لوزارة خارجية كازاخستان، فقد نصح مبعوثون خاصون من الاتحاد الأوروبي وبريطانيا والولايات المتحدة في مجال العقوبات هذه الجمهورية باتباع القيود المعادية لروسيا. حيث يرى الغرب روسيا بمثابة التهديد الرئيسي لأمنها، ولا يتردد في ممارسة الضغط على جيران روسيا من أجل إضعافها. وفي الوقت الحالي، دول آسيا الوسطى معرّضة للخطر. وقد راجع يوغيني كورنييف، وهو خبير في معهد الشؤون الدولية المعاصرة التابع لأكاديمية وزارة الخارجية الروسية، في هذه المقالة لمؤسسة الدراسات الإستراتيجية شرق، خطوات حلف الناتو في المنطقة وتداعياتها.
تصاعد الضغوط الغربية
اتخذت قرارات في قمة حلف الناتو في فيلنيوس تشير إلى تنشيط هذا التحالف في المساحة ما بعد السوفيتية. وبالنظر إلى الأهمية الاستراتيجية لمنطقة آسيا الوسطى، يمكن توقع زيادة تفاعل حلف شمال الأطلسي مع شركائه الإقليميين في آسيا الوسطى. وعلى الرغم من عدم مشاركة آسيا الوسطى بشكل مباشر في المناقشات على هامش اجتماعات حلف الناتو لفترة طويلة، إلا أن هذه المنطقة لم تُشطب بعد من جدول أعمال الناتو. وعلاوة على ذلك، قد تؤثر بعض القرارات المتخذة في قمة فيلنيوس بشكل مباشر أو غير مباشر على أمن دول آسيا الوسطى.
في الواقع، أوضح حلف الناتو للجميع أن روسيا هي عدو منهجي للدول الغربية ستُخوض معها معركة لا هوادة فيها. وفي الوقت نفسه، سيمارس حلف الناتو ضغوطاً على الدول التي تتفاعل بطريقة أو بأخرى مع روسيا، ليس لدى دول آسيا الوسطى إمكانية حقيقية أو رغبة فعلية في مقاومة الضغوط المناهضة لروسيا من جانب حلف الناتو. ونتيجة لذلك، تولى هذه الدول اهتمامًا خاصًا من حلف الناتو في المنطقة، وفي أواخر يونيو 2023، ذكر نيكولاي باتروشيف، أمين مجلس الأمن الروسي، أثناء خطابه في اجتماع أمناء مجالس الأمن في الدول ضمن إطار "آسيا الوسطى + روسيا" أن "آسيا الوسطى أصبحت واحدة من أولويات التغلغل المعلوماتي للولايات المتحدة وحلفائها في حلف الناتو. إن هدف واشنطن ولندن من التغلغل المعلوماتي والتأثير على الرأي العام هو خلق اضطراب في الأوضاع السياسية المحلية؛ وممارسة ضغوط على المسؤولين؛ وتشكيل طبقة من الناس تتبنى قيمًا غريبة عن التقاليد الأصلية لشعوب آسيا الوسطى". في الواقع، إنهم يفرضون قيم المجتمعات الغربية على شعوب دول آسيا الوسطى، ويحاولون فصلهم عن روسيا من خلال تغيير شكل المشهد الثقافي والاجتماعي. ويتم ذلك من قبل منظمات غير حكومية مختلفة وهياكل حكومية لدول غربية نشطت مؤخرًا في كازاخستان وغيرها من دول المنطقة.
تعزيز التفاعل العسكري والتقني
وتجري محاولات لتغيير اتجاه دول آسيا الوسطى في مجالات أخرى تحتل روسيا مكانة رائدة فيها تقليديًا (مثل مجال التعاون العسكري والتقني). ويركّز حلف الناتو بشكل أكبر على كازاخستان، حيث اشتعلت مناقشات شراء الأسلحة بسبب العملية العسكرية الخاصة لروسيا في أوكرانيا. وتتمحور القضية حول إمكانية حصول هذا البلد على معدات عسكرية غربية وإرسالها لروسيا. على سبيل المثال، نصح اللواء المتقاعد محمود تيلغوسيف، نائب القائد السابق للقوات الجوية في القوات المسلحة لجمهورية كازاخستان، الحكومة بالتخلي عن نظام الصواريخ المضادة للطائرات إس-300 المتقادم (من وجهة نظره). ووفقًا لتيلغوسيف، كانت قطع الغيار لهذا النظام تُشترى من روسيا، التي قد توقف توريدها في أي لحظة. واقترح بدلاً من هذا النظام الدفاعي الجوي، شراء أنظمة مصنعة في دول حلف الناتو مثل الباتريوت الأمريكي أو MEADS المصنع من قبل الولايات المتحدة وألمانيا وإيطاليا. ووفقًا لتيلغوسيف، أثبتت هذه الأنظمة فعاليتها خلال المواجهات العسكرية الأخيرة. وهناك أدلة حاليًا تشير إلى أن حكومة كازاخستان ستعزز تعاونها العسكري والتقني مع دول حلف الناتو في المستقبل القريب. و على سبيل المثال أيضاً، تناقلت وسائل الإعلام مؤخرًا أنباء عن أن حكومة كازاخستان تستعد لاتفاقية لشراء 834 مركبة مدرعة من شركة المركبات التركية أوتوكار بقيمة إجمالية تبلغ حوالي 4.4 مليار دولار (أو 2 تريليون تينغه). على الرغم من أن وزارة الدفاع الكازاخستانية نفت هذا الخبر. وعلى أي حال، من الواضح أن روسيا يمكنها تقديم معدات أكثر ربحية لكازاخستان في المدى المتوسط.
ومن الأحداث البارزة الأخرى أن كازاخستان وقيرغيزستان وطاجيكستان، الأعضاء في منظمة معاهدة الأمن الجماعي، شاركوا في المناورات العسكرية "التعاون الإقليمي 2022" التي نظمتها القيادة المركزية الأمريكية على أراضي طاجيكستان في أغسطس 2022.
وهي أكبر مناورة سنوية يعقدها الأمريكيون مع شركائهم من آسيا الوسطى والجنوبية لتعزيز العمليات متعددة الجنسيات من أجل تحقيق الاستقرار ومكافحة "الإرهاب". وتخطط واشنطن لإجراء هذه المناورات مرات أخرى، ويبدو أن حلفاء روسيا في منظمة معاهدة الأمن الجماعي يرغبون في التعاون مع الولايات المتحدة بعيدًا عن أعين روسيا خلال هذه المناورات.
التوجهات الإستراتيجية لحلف الناتو في آسيا الوسطى
آسيا الوسطى محاطة من جميع الجوانب بمنافسين استراتيجيين لحلف الناتو – روسيا والصين وأفغانستان وإيران. وبلا شك سيكون لهذا التشكيل القوى تأثير خاص على علاقات حلف الناتو مع دول المنطقة. ومن الواضح أن حلف الناتو سيواصل السعي للاستفادة من هذه الظروف لتحقيق أهدافه الجيوسياسية في آسيا الوسطى. وفي هذا الصدد، يمكن توقع أن ينشط حلف الناتو سياسته في آسيا الوسطى في المستقبل القريب في عدة أبعاد.أولاً، سيستفيد حلف الناتو إلى أقصى حد من عامل أفغانستان لتبرير نشاطاته في آسيا الوسطى. وسيقترح حلف الناتو على دول المنطقة، بذريعة الدفاع ضد التهديدات الناجمة عن أفغانستان وفي المقام الأول الإرهاب، تعزيز التعاون في المجالات الأمنية. وقد يشمل هذا التفاعل إجراء مناورات مشتركة سواءً في إطار ثنائي أو متعدد الأطراف؛ وإطلاق برامج تدريب عسكرية جديدة؛ وتنفيذ مشاريع فردية بهدف إصلاح القطاع الدفاعي لدول آسيا الوسطى؛ وكذلك توريد محدود للأسلحة والمعدات اللازمة لتعزيز الحدود مع أفغانستان. وسيظل الهدف الرئيسي لحلف الناتو هو الاستفادة من تهديد أفغانستان لإنشاء قاعدة عسكرية أمريكية في إقليم واحد على الأقل من دول آسيا الوسطى. على الرغم من أن بلوغ هذا الهدف لن يكون سهلاً على الولايات المتحدة وحلفائها في حلف الناتو في الظروف الراهنة.
ثانيًا، ستبذل دول حلف الناتو جهودًا كبيرة لتشويه سمعة روسيا في أعين حلفائها في منظمة معاهدة الأمن الجماعي. والهدف من هذه الإجراءات هو إضعاف الوحدة الداخلية لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي وتقليص نفوذ روسيا في العمليات الإقليمية في آسيا الوسطى. إضافة إلى ذلك، سيتم بذل جهود لممارسة ضغط اقتصادي على دول آسيا الوسطى من أجل إدارة ظهورها عن روسيا. إن إعداد الولايات المتحدة فرض عقوبات على قيرغيزستان بسبب ادعاءات غربية بمساعدتها روسيا على التحايل على العقوبات هو دليل على ذلك.
ثالثًا، ستتصدى الولايات المتحدة وكذلك بعض حلفائها في حلف الناتو بكل السبل لتعزيز الصين مكانتها في آسيا الوسطى، وخاصة في مجالات الطاقة والتعدين وكذلك قطاع النقل واللوجستيات. وسينصب الهدف الرئيسي لحلف الناتو على منع نمو النفوذ الصيني في كازاخستان. رابعًا، ستستخدم دول حلف الناتو أدواتها الدعائية والإعلامية لتقويض سلطة منظمة شنغهاي على الساحة العالمية. وبالتالي، ستستمر الشائعات من قبيل أن الدول الاستبدادية، باستثناء الهند، هي التي تنضوي تحت هذه المنظمة ولا تلتزم بـ "النظام القائم على القواعد". كما ستؤكد دول حلف الناتو أنه بعد انضمام إيران إلى منظمة شنغهاي، أصبحت هذه الهيكلية في الواقع ائتلافًا للدول الخاضعة للعقوبات. ونتيجة لذلك، سيُنظر إلى البقاء في هذه المنظمة والنشاط المتزايد فيها على أنه مساعدة للدول التي لا تلتزم بالنظام القائم على القواعد. وبالتالي، قد تنصح دول حلف الناتو شركاءها في آسيا الوسطى في المدى المتوسط بتقليل مستوى مشاركتهم في شؤون منظمة شنغهاي والابتعاد عنها إن أمكن.من الواضح أن إجراءات حلف الناتو ستخلق فقط بؤر توتر وخطوط انفصال جديدة لن تؤدي بالتأكيد إلا إلى عرقلة الاستقرار والازدهار في المنطقة. كما هو معلوم، يميل حلف الناتو إلى نسيان مصالح الآخرين عندما يتعلق الأمر بمصالحه الجيوسياسية. وبالتالي، سيستمر هجوم هذا التحالف على جميع الجبهات في آسيا الوسطى في المستقبل القريب.
البحث
الأرشيف التاريخي