ندوة «تدنيس المقدسات وتكريس المواجهات» في بيروت
ثقافة التلاقي والتبيين سلاح لمواجهة التدنيس
أقامت المستشارية الثقافية للجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان يوم الأربعاء الماضي ندوة تحت عنوان "تدنيس المقدسات وتكريس المواجهات" وافتتحت المعرض الفني الكاريكاتوري بعنوان "صراع النار والنور" وكان ذلك بحضور المستشار الثقافي الإيراني السيد كميل باقرزاده، ووزير الثقافة اللبناني القاضي محمد وسام مرتضى، وعميد المجلس الماروني العام الوزير السابق الشيخ وديع الخازن وعضو القيادة القطرية لحزب البعث الشيخ غسان نصار وممثل حركة أمل محمد عيسى وحشد من المهتمين.
باقرزاده: شمس القرآن الساطعة تزداد رفعة
وفي كلمة له خلال الندوة، أشار السيد باقرزاده إلى أنَّ إساءة أي مجرمٌ حقيرٌ إلى القرآن الکریم هي بسبب عجزه عن مواجهة منطق القرآن، لمعاداته للقيم التي يروّجها القرآن، ولحقده تجاه حاکمية القرآن، ولخوفه من عالمية القرآن واتساع نفوذه المعنوي.
ورأى أنَّه بالرغم من کلّ ذلك، فإنّ حادثة إهانة القرآن الكريم، على مرارتِها، تحمل في باطنها بشارةً كبری، وهي أنّ شمس القرآن الساطعة تزداد رفعة وتألقاً يوماً بعد يوم، ويجب أن نعلم جميعاً أنّ الحدث الأخير -کما الأحداث التي سبقته من الإساءة للقرآن وللرسول الأعظم (ص)- لا صلة له بالمسيحية والمسیحيين، فالنزاع بين المسلمين والمسيحيين هو ما يريده الأعداء والمخططون لهذه المسرحية الجنونية، أمّا درس القرآن لنا يقف في الجهة المعاكسة تماماً لمخطط الأعداء، ونحن المسلمين لن نبادر إطلاقاً إلی أعمال مماثلة ضد مقدسات الأديان الأخری.
وشدَّد المستشار الثقافي للجمهورية الإسلامية على ضرورة العمل على تبيان الحقیقة وفضح مخططات الأعداء، كلٌّ من موقعه وبلغته وأسلوبه، مبيناً أنَّ معرض الیوم تحت عنوان "صراع النار والنور" یُعدّ نموذجاً من ردّ الفنانین الإیرانيين على الهجمة الأخیرة علی القرآن، بلغة الفنّ دفاعاً عن القرآن والمقدسات وسعیاً لتبیان الحقیقة وفضح مخططات الصهاینة التي تبثّ الفتنة والتفرقة بین المسلمین والمسیحیین، آملاً الإفادة من سلاح الفنّ في معرکتنا الثقافیة والحضاریة هذه مع الثقافة والحضارة المنحطة الغربیة أکثر وأکثر.
وأشار إلى أنَّ الفنّ لیس مجرد أداة للتسلية والترفيه، وإنما هو سلاح فعّال وأسلوب ناجح في المواجهة، مستشهداً بکلام للأمين العام لحزب الله سماحة السید حسن نصر الله: "لا نطلب الفنّ للفنّ، الفنّ بالنسبة إلینا طریق حیاة، الفنّ بالنسبة إلينا طریق صنع حياة للأمة، الفنّ بالنسبة إلینا سلاح لا نقذفه في الهواء، وإنما نقذفه في صدر العدوّ".
المرتضى: المعركة التي تشنّ على القيم معركة حضارة
من جهته شدّد وزير الثقافة اللبناني على أنّ المعركة التي تشنّ؛ إنما تُشنّ على الله وعلى القيم التي وضعها لخلاص البشرية وهي معركة حضارة تريد تدمير كلّ ما هو مرتبط بالقيم في الحضارة الإنسانية القائمة على هذه الأديان، مستغرباً كيف يرفض عاقل لغة الحوار في هذا الزمن.
الأب أبو كسم: يجب علينا أن نتعلّم احترام التعددية
بدوره، قال مدير المركز الكاثوليكي للإعلام الأب عبدو أبو كسم: يشرّفني، اليوم، مشاركتكم في هذه الندوة النبيلة التي تندرج تحت رعاية الوزير المرتضى، لأتكلّم عن موضوع يتعلّق باحترام المقدّسات؛ لأنّ في احترامها احتراماً لمن يعتقدون بها، وفي احتقارها احتقاراً لهم. يجب علينا أن نتعلّم احترام الإختلافات بيننا، وعدّها غنى" وليس خطراً"، وليكن الدين عاملاً" من عوامل السلام والتعايش والأخوّة، وليس "عاملاً" من عوامل التصادم والكراهية والعنف إطلاقاً.
صليبا: الندوة خطوة رائدة في خدمة الحقيقة
المطران جورج صليبا اعتبر ان المستشارية الثقافية الايرانية في لبنان بهذه الندوة التي حملت عنوان تدنيس المقدسات بالتعاون مع وزير الثقافة اللبناني قامت بخطوة رائدة في خدمة الحقيقة والاخلاق لأنها تعلي شأن الذين خدموا باخلاص وتمسكوا بالمبادىء الدينية والاخلاقية ضد هؤلاء الذين يعيثون فسادا في العالم وفي مجتمعاتنا الخاصة والعامة.
مفتي بعلبك والهرمل: نظرتنا الى الكون والانسان تتآلف مع عقيدتنا
من جهته أكد مفتي بعلبك الهرمل سماحة الشيخ بكر الرفاعي وبعد أن شكر لوزير الثقافة محافظته على الثقافة في هذا البلد والتي لو فقدت لفقدنا البلد، أكد في كلمته أن "نظرتنا الى الكون والانسان تتآلف مع عقيدتنا وديننا الذي يقوم على أن هذا الكون ليس متروكاً إنما "ما تسقط من ورقة الا يعلمها" وانسان هذا الكون ربنا سبحانه وتعالى خلقه وهو أعلم به، وفي الختام شارك الحاضرون في افتتاح المعرض الفني الكاريكاتوري "صراع النار والنور".
موقع العهد