الشهيدة فوزية شيردل:
الفتاة التي بكى عند رؤيتها الشهيد القائد مصطفى شمران
الوفاق / وكالات - ولدت الشهيدة فوزية شير دل في عام 1959م، في مدينة كرمانشاه، من عائلة متدينة مؤلفة من ستة أبناء، كان الوالد يسعى دائماً لتأمين الخبز الحلال لأولاده لإعتقاده أن الخبز الحرام ستكون عاقبته وخيمة وسيكون له تأثير سلبي على تربية الأولاد، كان يهتم جداً بالصلاة ويراعي وبمساعدة الوالدة الآداب الإسلامية والشرعية داخل المنزل.
كان الوالد يقيم كل ليلة جمعة جلسة قرآنيّة، كان دائماً بعد قراءته وترتيله للآيات القرآنية يترجمها ويفسّرها لأولاده، وقد اختارت الشهيدة طريقها من آيات القرآن الكريم.في ذلك الوقت أحضر الوالد صورة للإمام الخميني(قدس) إلى المنزل مُعرفاً أولاده على خط الإمام من تلك الصورة مُعلناً: "هذا الرجل هو عزيزنا وقائدنا".
كانت الشهيدة تحضر جلسات القرآن وكانت مع الثورة.. كانت دائماً تحب أن تقدم لإخوتها المساعدة، وكانت لا تؤخر الصلاة عن وقتها أبداً، ولا تترك صوم الأيام المستحبة، وكان والدها يشجعها للغاية، لم يكن يرى غيرها، ويردد دائماً: "فوزية شيء آخر".
الذهاب إلى باوه: "الممرضون هم خدّام الله"
كانت الشهيدة مجتهدةً في دراستها، وكان والدها يشجعها دائماً وأراد لها أن تستمر في الدراسة. فكانت تقول: "أريد أن أصبح ممرضة حتى أخدم الناس"، في عمرالسادسة عشر وبعد الانتهاء من دراستها للتمريض توجهت للعمل في المناطق المحرومة وخاصةً في منطقة "باوه"، لم يقبل الوالد في البداية لأنها منطقة حدودية وبعيدة جداً، ولكنها أقنعته كما الجميع بقولها: "لأنها منطقة محرومة ستكون مكاناً أفضل كي أخدم الناس، لا يوجد هناك ممرضات أو مساعدات تمريض، الممرضون هم خدام الله، عمل الممرض يعني مد اليد إلى كل المحرومين، و...."
الشهيدة والإمام الخميني (قدس)
كانت الشهيدة فوزية شير دل على علاقة خاصة مع الإمام الخميني(قدس) وقد قامت بوضع صورته وتثبيتها على جدار غرفتها. في أحد الأيام أتت إحدى صديقاتها وقالت لها بأن الدكتور عارفي رئيس المستشفى والذي كان مؤيداً للشاه يبحث عنك بسبب الصورة التي تضعينها للإمام الخميني(قدس) في غرفتك؛ رأى الدكتور عارفي فوزية وسألها: لماذا وضعتِ الصورة في الغرفة؟ فأجابته: "إنها غرفتي وأنا أتحمل المسؤولية وكل شخص أحبه سأضع صورته في غرفتي".عندها غضب الدكتور عارفي وهددها وقام بتوبيخها وقال لها: "إما أن تنزعي الصورة عن الجدار وإما سأقطع عنك راتبك لمدة شهر". فردت عليه الشهيدة قائلة: "حتى وإن فصلتني عن العمل لن أنزع الصورة".فأمر المدير بقطع راتبها ولم تهتم لذلك.
الاستشهاد
استشهدت أثناءعملها في مستشفى مدينة "باوه" في محافظة كرمانشاه، في الهجوم على مدينة باوه ومحاصرتها، وذلك في تاريخ 16 اب 1979م، ودفنت في روضة كرمانشاه.