تكلفة العبور عبر ممر «الشمال-الجنوب» أقل 30% من قناة السويس
الوفاق/ وكالات
أعلن مساعد شؤون سكك الحديد لشركة بناء وتنمية البنى التحتية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية بأن دراسات منظمة التنمية الإقتصادية تشير إلى أن زمن وتكلفة عبور ممر الشمال - الجنوب للدول الواقعة على طول هذا الممر أقل بحوالي 30% من قناة السويس.ووفقاً لتقرير وزارة الطرق والتنمية الحضرية، صرح عباس خطيبي: إنه بالإضافة إلى الأهداف والفوائد الاقتصادية، فان إنشاء خط سكة حديد رشت - آستارا له منافع استراتيجية وطنية على مستوى العلاقات الدولية وتسهيل التبادل والتعامل والتضامن بين الدول وتعزيز الأمن القومي وتآزر سلاسل القيمة الداخلية وتنمية المناطق الحدودية.
واعتبر خطيبي خط سكة حديد رشت – آستارا مشروعاً استراتيجياً ووطنياً ودولياً، موضحاً بأن هذا الخط هو أحد مشاريع سكك الحديد المهمة على المستوى الوطني والدولي باعتباره إستكمالاً لممر الشمال – الجنوب، كما أن تشغيله يعد تحولاً وتطوراً للبلاد والمنطقة.
حركة دولية للبضائع والركّاب
وفي إشارة إلى تركيز خط سكة حديد رشت - آستارا على الحركة الدولية للبضائع والركاب، اعتبر مساعد شؤون سكك الحديد لشركة بناء وتنمية البنى التحتية في إيران بأن الخطط التي لها أهمية كبيرة في مجال النقل الدولي مهمة أيضاً من حيث المصالح الإستراتيجية الوطنية والعلاقات الدولية وتسهيل التبادل والتضامن بين الدول، وهي تسعى الى تعزيز الأمن القومي وتعزيز مصالح دول المنطقة وتعزيز العلم والتكنولوجيا.
وقيّم خطيبي إنشاء خط سكة حديد رشت-آستارا بأنه مهم للغاية بسبب مزايا الفرع الغربي لهذا المشروع، مضيفاً: انه على الرغم من وجود خطوط سكك الحديد في الفروع الشرقية والوسطى لممر سكك الحديد بين الشمال والجنوب، إلا أن خط سكة حديد رشت – آستارا في الفرع الغربي يعد أمراً في غاية الأهمية نظراً لضرورة التواصل مع دول منطقة القوقاز واشتراكه مع الممر الجنوبي - الغربي الذي يربط الخليج الفارسي بجورجيا والبحر الأسود، وارتفاع حجم الطلب على وسائل النقل في المناطق الغربية من روسيا والمسافة القصيرة الى أوروبا.
وتابع خطيبي بأن المسار الأقصر في الدول الوسيطة وتقليص عدد الدول الوسيطة من تركمانستان وكازاخستان الى جمهورية أذربيجان يعد جزءاً آخر من مزايا الفرع الغربي لسكة حديد رشت-آستارا.
إستخدام قدرات حدود آستارا
كما أعلن مساعد شؤون سكك الحديد لشركة بناء وتنمية البنى التحتية في إيران عن إستخدام قدرات حدود آستارا في التبادلات الدولية كأحد الأهداف الأخرى لهذا الطريق السككي، موضحاً بأن التوقعات بنقل مليونين و600 ألف طن من البضائع في العام الأول، و6 ملايين و800 ألف طن في العام الـ20 من التشغيل، ونقل 530 ألف مسافر في العام الأول، ومليون مسافر في العام الـ20 من التشغيل هي واحدة من أسباب التي بررت بناء خط سكة الحديد هذا.
وفي إشارة الى أن السعر ومدة النقل وموثوقية وقت تسليم البضائع هي عوامل تؤثر على جذب البضائع العابرة، صرح خطيبي بأن منظمة الأمم المتحدة للتنمية الاقتصادية قد أجرت ونشرت دراسات تتعلق بممر الشمال - الجنوب وأحوال سكك الحديد في البلدان الواقعة على طول هذا الممر، معلنة أن مقدار زمن العبور والتكلفة أرخص بحوالي 30% مقارنة بقناة السويس، مما يعد هذا الأمر حافزاً قوياً لمرور البضائع عبر هذا المسار.
الإعتبارات البيئية
كما لفت خطيبي الى الإعتبارات البيئية، معتبراً إياها إحدى القضايا المهمة في هذا الخط الحديدي، موضحاً انه وبالنظر الى البيئة القيمة لمنطقة كيلان والكثافة السكانية والإمكانات الزراعية والسياحية للمنطقة، تمت دراسة الآثار البيئية والاجتماعية للمشروع والتحقيق فيها على نطاق واسع بالتفاعل مع المنظمة البيئية ودراسة المزايا والعيوب من الطرق المعمول بها، مضيفاً بأنه تم التوصل الى أن هذا المسار هو أكثر ملاءمة من غيره.
وفي هذا السياق، أضاف خطيبي بأن المسار المختار اعتمد على نهج الحد الأدنى من الأضرار التي لحقت بالمزارع والشركات والمزيد من استخدام الأراضي الزراعية، ولهذا السبب تم بناء حوالي 40 كيلومتراً من الجسور على طول الطريق بهدف الاهتمام بغاية استخدام هذا الطريق بما أدى الى تقليل حجم مواد السدود وإلغاء مرور الشاحنات من المناجم إلى موقع المشروع.وأشار خطيبي الى بيان باكو والإتفاق الثلاثي الإيراني - الروسي - الأذربيجاني في أيلول/ سبتمبر 2022، موضحاً بأنه تم في هذا البيان الإتفاق على أهمية وضرورة تطوير ممرات العبور بين الشمال والجنوب وتحديث خطوط سكك الحديد لهذه الدول من أجل نقل 15 مليون طن من البضائع في عام 2030.
على الصعيد الداخلي
وأما على الصعيد الداخلي في هذا الخصوص، لفت خطيبي الى أن حكومة آية الله رئيسي تولي إهتماماً كبيراً لهذا المشروع من خلال سياساتها المعلنة لخطة التنمية ووجود خط إئتماني للخطة في الملحق رقم واحد لقوانين الموازنة السنوية لإيران، مضيفاً بأن مجلس الوزراء أعطى أيضاً أولوية عالية لهذا المشروع في قرار بشأن التمويل في طريقة تخليص النفط وقرار الهيئة بترك إجراءات المناقصة للتنفيذ كلها أسباب مهمة وجوهرية لتنفيذ هذه الخطة الوطنية لسكك الحديد مع مراعاة كافة الإعتبارات الوطنية والدولية.
أرخص الطرق بين آسيا وأوروبا
ويعتبر ممر الشمال - الجنوب أحد أرخص الطرق الرابطة بين قارتي آسيا وأوروبا، وبذلك ينافس قناة السويس، حيث تتقلص تكاليف النقل عبره بمقدار 2500 دولار مقابل كل 15 طناً، هذا فضلاً عن أن ذلك يستغرق 14 يوماً فقط، مقابل 40 يوماً عبر طريق قناة السويس.
وتقع إيران في قلب هذا الممر، ويمكّنها هذا المشروع من التحكم في حلقة وصل حيوية بين آسيا وأوروبا، وعليه توليه طهران أهمية كبيرة، علماً أن أربعة ممرات دولية تتقاطع في إيران، هي: ممر الشمال - الجنوب، الشرق – الغرب، جنوب آسيا، وممر نقل تراسيكا (أوروبا - القوقاز وآسيا).
ويتفرع الممر بعد وصوله إلى داخل إيران إلى الفرعين الغربي والشرقي، يصلان جنوب إيران وبحر عمان بشرقها وشمالها على بحر قزوين، فضلاً عن أن شبكة كبيرة من الخطوط الحديدية والبرية الداخلية من المقرر أن تربط تقريباً جميع الحدود والمحافظات الإيرانية بشبكة مواصلات على طريق ممر الشمال - الجنوب داخل إيران، ما يعني أن هذه الشبكة الداخلية الإيرانية تشكل حلقة وصل بين الدول الـ15 الجارة لإيران على حدودها الأربعة: شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً.