غرافيتي الأمل في غزة.. لوحات فنية بالخط العربي على الجدران
لا يبدو مشهد الدمار والمنازل المهدمة غريبا في قطاع غزة الذي يعاني العديد من أبنيته الدمار بسبب الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على المنطقة التي تعاني أيضاً حصاراً إسرائيلياً يمنع دخول مواد البناء لإعادة إعمار ما تحطم.
ويتعايش سكان غزة مع الركام الذي يتخلل حياتهم اليومية، ويناورون حول أكوام الجدران المهدمة وحديد التسليح المكشوف الذي يطل من الأبنية.
الفنان الفلسطيني أيمن الحصري (35 عاما) تأثر بقبح أكوام الركام والمعاناة التي تمثلها الأطلال المهدمة، فقرر في أحد الأيام أن يغيّر ما يراه، ويستخدم أدواته الفنية مثل الفرش والألوان ويتجه إلى أقرب كومة من الأنقاض.
يتنقل أيمن من نقطة إلى أخرى، ليجد نقطة البدء التي ينطلق منها ويبدأ في الرسم، ويسكب رسائل ومعاني ملهمة بفرشاته، موثقا مشاعر الإحباط والأمل.
يقول الحصري إن "مجرد رؤية الدمار كل يوم يضع الناس في حالة من الذعر الشديد، مما يضر بصحتهم النفسية. أردت أن أغير ذلك المنظر الذي يرونه كل يوم -الحجارة المكسرة والجدران المتهدمة- لأجعلها شيئا آخر".
ولا يعمل أيمن فوق الأكوام التي خلفتها المنازل المنهارة فحسب، بل يعمل أيضاً داخل المنازل التي لا تزال جدرانها قائمة، حيث يترك حروفا وردية زاهية في مكان غرفة طعام مثلا، ويتسلق أكواما صغيرة من الأنقاض لإضافة لمسة فنية فوق نافذة مدمرة.
يعرف أيمن أن العمل داخل مبنى مدمر ليس آمناً، حتى لو كانت الجدران لا تزال قائمة، فهي دائماً على وشك الانهيار.
لكنه يقول: "سأستمر في رسم الأمل على أطلال الدمار، لأقول للعالم إن غزة لن تبقى غارقة في الدمار والموت، وإن شعبها سيبحث عن الحياة وسط الأنقاض".
الفنان الفلسطيني الشاب أيمن الحصري يضع لمسته الفنية بالخط العربي على الجدران والأسقف المحطمة في المنازل المهدمة، ويسمح بتجميع العناصر المختلفة لإنجاز اللوحة، في بعض الأحيان لا يستطيع أيمن الوصول إلى مكان معين، لذلك يتسلق كومة الحطام المتهدم ليقوم بعمله.
أيمن يحول جدران مطبخ سابق في منزل مهدم للوحة فنية، ويعرف أن عمله خطير، لكن الرغبة في الطلاء على الضرر تحفّزه للإستمرار.