الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • مقالات و المقابلات
  • الریاضه و السیاحه
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وثلاثة وثلاثون - ١٩ سبتمبر ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وثلاثة وثلاثون - ١٩ سبتمبر ٢٠٢٣ - الصفحة ۷

سقط العديد منهن شهيدات للواجب الوطني

المرأة المصرية في مراحل النضال ضد المستعمرين

لقد برزت المرأة في البلدان العربية إلى جانب الرجل في حركة التحرر الوطني وقدمت التضحيات الكبيرة في مراحل النضال ضد المستعمرين والمحتلين الأجانب وساهمت في المعارك التي خاضتها الجماهير من أجل الاستقلال والحرية، ففي مسيرة الكفاح الوطني من أجل الاستقلال والنضال الإجتماعي من أجل الحرية والاستقلال الوطني والعدالة والمساواة، برزت مناضلات في كل أرجاء الوطن العربي من مصر والجزائر والعراق وسوريا وفلسطين  ولبنان وغيرها من البلدان العربية ممن خضن غمار الكفاح الوطنى ونلن قسطهن من عواقبه من سجن وتعذيب، وسقط العديد منهن شهيدات للواجب الوطني مثلهن مثل الرجال فظهرت قافلة من المناضلات والشهيدات من كل الأقطار العربية تُسجل بطولة المرأة العربية ومشاركتها للرجال في الدفاع عن الوطن والاستقلال.
عندما ثارت المرأة  المصرية ضد الاحتلال الأجنبي
أبرزت مشاركة النساء في الحروب الوطنية ضد الغزاة المستعمرين الفرنسيين ومن بعدهم الإنجليز، أهمية دور المرأة في القضايا المصيرية للأمة، وكانت النساء المصريات قد قمن بدور كبير في مساعدة الرجال في مقاومة حملة نابليون التي تعد الحملة العسكرية الأجنبية الأكثر دناءةً وانحطاطاً من الناحية الأخلاقية في التاريخ الحديث لمصر. فقد قتل الفرنسيون أدعياء التحضر آنذاك، نحو 300 ألف من المصريين في ثلاثة أعوام من التقتيل الهمجي والإجرامي ضد شعب ثبت من اللحظة الأولى أنه غير قابل لاحتلال بلاده من قبل هؤلاء المستعمرين الأوروبيين.
في زمن “الحملة الفرنسية” على مصر وتحديداً في سبتمبر عام 1798م في ذلك التاريخ أمر نابليون بونابرت قائد الحملة الفرنسية بهدم المقابر الموجودة بجوار بعض بيوت القاهرة القديمة، تمهيداً لإعادة تخطيط المنطقة من جديد، وعندما بدأت عمليات الهدم امتدت أيضاً إلى بعض البيوت في تلك المنطقة وطرد سكانها منها، عندها خرجت مظاهرة نسائية كبيرة لم تذكر كتب التاريخ للأسف أسماء من شاركت فيها لتتوجه بشجاعة إلى منطقة “الأزبكية” مقر حكم القائد الفرنسى "نابليون بونابرت"، الذي فوجئ بتلك المظاهرة التي دفعته للتراجع عن قراره السابق بهدم المقابر والبيوت ليسجل التاريخ أول انتصار مصري على الحملة الفرنسية وهو الانتصار الذي حمل الطابع النسائي.
ووقفت النساء المصريات في قرى محافظة المنوفية في قتالٍ شرس ضد الغزاة الفرنسيين في عام 1798، مما حدا بأحد ضباط الحملة الفرنسية إلى رصد تلك الواقعة بالقول بأن نساء القريتين كن يهاجمن الجيش الفرنسي بكل بسالة، لكن ذلك الجيش أَعمل بأسلحته الحديثة تقتيلاً في القريتين فسقط أكثر من 400 شهيد وشهيدة على أيدي الغزاة الفرنسيين المجرمين.
كما قامت النساء بدور كبير في الحرب الشعبية ضد الحملة الإنجليزية الإجرامية عام 1807 (حملة فريزر)، التي تم سحقها، وطردها من مصر تجر أذيال الهزيمة والخزي، بفضل تضافر الرجال والنساء من أبناء الشعب في مقاومتهم والتي صارت مضرباً للأمثال في المقاومة الشعبية ليس في مصر فقط ولكن في كل العالم.
وفي ثورة 1881 كانت مشاركتها عبر توقيعات نسائية لدعم عرابي وعن طريق جمع التبرعات في اليوم الثاني لضرب مدينة "الإسكندرية"، وتكوين فرق لتحضير الضمادات ولوازم الجرحى لإرسالها للأطباء.
نساء ثرن سنة 1919 ضد الاحتلال البريطاني وسقطن شهيدات في مصر
أمّا ثورة 1919، شهدت خروجاً عظيماً للنساء المصريات في المظاهرات المطالبة بالحرية والاستقلال حيث كانت أعلام مصر ترفرف بين أيدي مجموعات من النساء المتشحات بالسواد وهن يهتفن بالاستقلال التام، مما جعلهن في مرمى المستعمر وصوبت البنادق باتجاههن، أسفر ذلك عن سقوط العديد من الشهيدات أولهن كانت "شفيقة محمد عشماوي" التي خرجت في حشمة ووقار، ضمن ثلاثمائة من كرام سيدات العائلات، ليقدمن احتجاجا مكتوباً إلى معتمدي الدول يطلبن فيه الاستقلال ويدافعن عن قادة ثورة 1919.
ويحكي التاريخ أن "شفيقة" قد شاركت  في مظاهرة يوم 10 نيسان/ أبريل، وهي أول مظاهرة نسائية في الثورة، وهي من الأحداث الهامة في تاريخ الثورة وتاريخ مصر الحديث، وقالت شفيقة آنذاك لأحد الجنود: أطلق بندقيتك في هذا الصدر لتجعلوا في مصر ”مس كافل” أخرى، في إشارة للممرضة التي أسرها الألمان في الحرب العالمية الأولى وأعدموها رمياً بالرصاص، وكان لمقتلها صدى عالمي ضخم.
انطلقت المظاهرة بقيادة "شفيقة" في شوارع القاهرة حتى وصلت إلى مقر المعتمد البريطاني "ملن سيتهام" لتقديم احتجاج له وعند اقترابهن من المقر، حاصرهن العساكر الإنجليز بالبنادق لردعهن وإجبارهن على الابتعاد، في الوقت الذي وقف فيه المعتمد البريطاني يراقبهن مندهشاً من إصرارهن وجرأتهن أمام البنادق.
وبالرغم من رفض القائم بأعمال المندوب السامي البريطاني مقابلتها فقد استطاعت اختراق الحصار المفروض عليهن من جانب الجنود الإنكليز وهي تحمل العلم المصري في يد وبيان الاحتجاج في اليد الأخرى، واستطاعت مقابلة القائم بأعمال المندوب السامي البريطاني وتسليمه الاحتجاج على الأعمال الوحشية التي يقوم بها الإنكليز ونفي زعماء الوفد إلى مالطا، وبعد نقاش حاد معه غادرت شفيقة دار المعتمد البريطاني بعد تهديده لها بالاعتقال وما إن خرجت شفيقة من مكتب المعتمد البريطاني حتى تعقبها رجاله ليقتلوها برصاصات متعددة اخترقت الصدر والبطن وسط هتافات نساء مصر ”تحيا الحرية.. في ذمة الله يا شفيقة”. وتم تشييع جنازتها في جنازة مهيبة شاركت فيها كل طبقات الأمة.
استشهدت شفيقة، إلا أن شهادتها فتحت الباب لعشرات المظاهرات النسائية في أرجاء مصر، والتي راح ضحيتها مئات من الشهيدات ومنها ثورة 16 آذار التي قادتها “حميدة خليل” والتي انطلقت من حي الجمالية بمدينة القاهرة، خرجت تهتف بسقوط الاحتلال البريطاني، وتطالب بعودة الزعيم المنفي سعد زغلول، وكان سقوط واستشهاد "حميدة خليل" بالرصاص الانجليزي وهي تشارك في الصفوف الأولى أثناء تظاهرة أمام مسجد الحسين (ع)، هو المفجر الأساسي لثورة 1919، فبعد سقوطها خرجت أول تظاهرة نسائية مكونة من 300 سيدة وطفن بالقنصليات والسفارات الأجنبية ببيان احتجاج على بقاء الاحتلال البريطاني لمصر، وقد فاق تأثريهن عددهم بكثير؛ فلأول مرة تتواجد النساء في الشارع بشكلٍ علني وبهذه الكثافة، ودون تواجد الرجال، وواجهن الجنود بشجاعة منقطعة النظير،
بعد ذلك التاريخ وفى عام 1946 وفي انتفاضة الطلبة التي يتجاهلها التاريخ خرجت الطالبات في الكليات والمدارس الثانوية في مظاهرة كبيرة لدعم مظاهرات طلبة المرحلة الإعدادية ضد الاحتلال البريطانى، ليأتي عام 1951 وبعد أن قرر مصطفى النحاس باشا زعيم حزب “الوفد” إلغاء معاهدة 1936 لتقوم نساء مصر بالدعوة إلى مقاطعة المنتجات الأجنبية، بل وصل الأمر إلى تنظيم وقفات أمام المحلات والبنوك الأجنبية لمنع العملاء والزبائن من الدخول إليها.
وكذلك اشتهرت "درية شفيق"، التي قادت فرقة من النساء للانخراط في المقاومة ضد الاحتلال الإنجليزي بمنطقة قناة السويس عام 1951، وانضم إليها أكثر من ألفي فتاة.
نضال متعدد الأوجه
إنّ النضال السياسي والمقاوم للإحتلال  للمرأة المصرية بدأ من مشاركتها في الدفاع عن بلدها إبان الحملة الفرنسية؛ بإلقاء الماء والزيت المغلي من فوق أسطح البيوت على جنود الاحتلال، وهو الأمر الذي تكرر مع حملة فريزر البريطانية.
فهي شاركت في الجمعيات السرية التي كانت بمثابة التمهيد للثورة العرابية، كجمعية حلوان، وحركة مصر الفتاة، حيث قامت النساء بتوزيع ما يقارب من عشرين ألف منشور، وتولين عملية نقل الأنباء بطريقة سرية. لذا لا يمكن إنكار الدور الحيوي الذي قامت به المرأة المصرية إبان ثورة 1919، "والذي لم يكن حكراً على نساء الطبقة المخملية من زوجات الزعماء والباشوات، إذ أن أول شهيدة مصرية هي حميدة خليل، كانت امرأة من عامة الشعب، بل إنّ معظم شهيدات ثورة 1919 كن من الأقاليم". كذلك كان للنساء المصريات "السيناويات" - نسبةً لأهالي منطقة سيناء المصرية المحاذية للحدود مع فلسطين المحتلة-  دوراً بارزاً في حرب الاستنزاف ضد اسرائيل، حيث اشتركت الكثيرات في منظمة سيناء العربية، وشاركن في نسف القطارات وزرع الألغام وتفجير السيارات، بجانب دورهن في تهريب الديناميت والمتفجرات لأعضاء المنظمة.

 

البحث
الأرشيف التاريخي