الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • خوزستان
  • مقالات و المقابلات
  • الریاضه و السیاحه
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وثلاثمائة واثنان وثلاثون - ١٨ سبتمبر ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وثلاثمائة واثنان وثلاثون - ١٨ سبتمبر ٢٠٢٣ - الصفحة ٤

وسط عودة التوترات مع ارمينيا

كيف يهدد عدم استقرار باكو مصالح بكين؟

الوفاق/ منذ بدء الحرب في أوكرانيا، تم تقليص طريق التجارة الشمالية لبكين إلى أوروبا بشدة، مما جعل طريق "الممر الأوسط" الذي يمر عبر جنوب القوقاز بديلاً طبيعيًا للتجارة الصينية الأوروبية. ومع ذلك، قد يسعى الخصوم إلى تعطيل تلك الطريق الرئيسية في المحفظة الجيواقتصادية للصين،و ذلك بحسب مقال نشره موقع “the cradle”.كان من المتوقع أن يصبح الممر الأوسط، المعروف أيضًا باسم الطريق الدولي للنقل عبر بحر قزوين (TITR)، أسرع طريق تجاري بين آسيا الوسطى وأوروبا. يمر مساره من الصين وكازاخستان وبحر قزوين وأذربيجان وجورجيا وتركيا، وتم توجيه استثمار كبير إلى أذربيجان لتطوير البنية التحتية اللازمة للعب دورها. يعود تاريخ العلاقة الأذربيجانية الصينية إلى 31 عامًا، و توسعت الروابط الاقتصادية بسرعة منذ بدء مبادرة الحزام والطريق الطموحة والتي تبلغ تكلفتها تريليونات الدولارات من قبل بكين في عام 2013، وكانت أذربيجان واحدة من أولى الدول التي دعمتها.
سعت الصين لفترة طويلة إلى تنويع شراكاتها الجيواقتصادية، وخاصة في طرق التجارة الآسيوية الأوروبية، مما يضع جمهورية أذربيجان في مركز أكثر طرق اليوم جدوى، وهو الممر الأوسط.
استراتيجيات مشتركة
 بحلول عام 2034، الخطة هي نقل الطريق ل3 ملايين راكب و 17 مليون طن من البضائع سنويًا. سكة حديد باكو-تبليسي-قارص هي إحدى مشاريع البنية التحتية المختلفة التي يجري توسيعها لتحقيق هذه الغاية. علاوة على ذلك، نما حجم التجارة الثنائية بين باكو وبكين من 760 مليون دولار في عام 2014 إلى 2.2 مليار دولار في عام 2019،و في عام 2021، أصبحت الصين أكبر شريك تجاري رابع لجمهورية  أذربيجان، مما يرسخ مكانتها كشريك تجاري رئيسي لبكين في منطقة جنوب القوقاز،و منذ بداية العام الحالي، ناقش القطاعان التجاريان الصيني والأذربيجاني التعاون بشأن الاستثمار في صناعات الطاقة والبنية التحتية والإنشاءات،و على الصعيد الدبلوماسي، التقى الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف في مارس/آذار مع الممثل الخاص للصين للشؤون الأوروبية، وو هونغبو، لمناقشة المزيد من التعاون.
في عام 2016، طرح باي ليانليه، من معهد الصين للدراسات الدولية (CIIS)، الحجة القائلة بأن "الصين وأذربيجان تتشاركان في استراتيجيات تنمية مماثلة": "كلاهما يولي أهمية كبيرة للترابط، ولديهما سياسات خارجية وتجارية منفتحة نحو الخارج. توازن أذربيجان علاقاتها مع الغرب والشرق. الصين تنتقل من التركيز على الانفتاح البحري إلى الانفتاح الشامل البري البحري. تخلق هذه الاستراتيجيات المتوازية المتطورة فرصًا تاريخية للتعاون الثنائي". و يؤكد ليانليه أن باكو وبكين شريكان طبيعيان، حيث تقوم العلاقة على دعامة الاستقرار وسعي أذربيجان لإيجاد توازن بين الشرق والغرب.
أهمية الممر الأوسط للصين
في أواخر العام الماضي، استضاف معهد شانغهاي للدراسات الدولية (SIIS) الاجتماع العاشر لمنتدى الفكر لمنظمة تعاون شنغهاي. تمت دعوة باحثين من 15 دولة، بما في ذلك أذربيجان، لمناقشة سبل ضمان الأمن الغذائي والطاقة في آسيا، خاصة خلال الحقبة الجديدة من النظام العالمي متعدد الأقطاب الناشئ. كجزء من استراتيجية الحزام والطريق الخاصة بها، تستثمر بكين بكثافة في الممر الأوسط وتطوير البنية التحتية ليس فقط في أذربيجان بل أيضًا في كازاخستان المجاورة، حيث كان هناك تركيز كبير على السكك الحديدية.
خلال الحرب الأوكرانية تم تقليص طريق الاتحاد الأوروبي-الصين الشمالي عبر روسيا بشدة ، وأصبح مكلفًا بسبب الضغوط الغربية على موسكو، مما يترك الممر الأوسط كالطريق البرية الوحيدة حقًا القابلة للحياة بين الصين و أوروبا في الوقت الراهن. تأمل بكين في استبدال ممرها البحري بخيار نقل بري أكثر كفاءة، وإن كان أكثر تكلفة.
على الرغم من طموحات أذربيجان لتصبح محور طاقة أوراسي، إلا أن طموحاتها الضخمة لا تأتي بدون تكلفة، إحداها هو هدفها في إرضاء حليفيها الإقليميين الرئيسيين، "إسرائيل" وتركيا.
 ضرورة استقرار القوقاز
هناك العديد من التساؤلات حول المخاطر الأمنية المحتملة في القوقاز لاسيما مع عودة الصراع بين باكو ويريفان، حيث اشتعلت الحدود بين أذربيجان وأرمينيا بالنيران مجددًا، بعد أشهر من اتفاق لوقف إطلاق النار توسطت فيه روسيا لإنهاء حرب استمرت ستة أسابيع في إقليم ناغورني قره باغ المتنازع عليه. اتهمت أرمينيا أذربيجان بحشد قواتها على طول خط التماس والحدود، ودعت المجتمع الدولي لمنع انفجار جديد في المنطقة،و ردت أذربيجان بالقول إنها ترد على إطلاق نار من الجانب الأرميني. ومع وجود هذه المعطيات و الموقع الاستراتيجي لأذربيجان كجزء من طريق التجارة الروسي إلى الهند و الممر الأوسط، هناك ما قد يثير الشك من أنه قد تكون هناك محاولات لتخريب العلاقات الودية التي تربط باكو بجميع الأطراف في "الحرب الباردة الجديدة" المستمرة. بالإضافة إلى ذلك، فإن إطلاق إدارة بايدن الأمريكية لمشروع الشراكة العالمية للبنية التحتية والاستثمار (PGII) و كذلك مشروع الممر الإقتصادي الذي تم الحديث عنه خلال قمة العشرين الأخيرة، كمضاد لمبادرة الحزام والطريق الصينية قد يؤدي أيضًا إلى مساعي أمريكية لتخريب الممر الأوسط، و هنا تجدر الإشارة إلى أن ارمينيا و الولايات المتحدة أعلنتا عن إجراء تدريبات عسكرية مشتركة بينهما، في خطوة غير مسبوقة!.و بالعودة إلى الوراء قليلاً في كازاخستان، كانت هناك اتهامات بتورط الولايات المتحدة في إثارة ثورة ملونة في يناير/كانون الثاني 2022. وفي بلد أكثر عرضة للصراع، يرى البعض بأنه من مصلحة واشنطن أن ترى اضطرابات في باكو أيضًا.
إن الاستقرار عماد أساسي من أعمدة العلاقة بين الصين وأذربيجان، وأي اضطراب في ذلك يمكن أن يكون له آثار كبيرة على البلدين، اقتصاديًا ودبلوماسيًا. في المشهد الجيوسياسي الحالي، سيظل من الضروري بالنسبة لبكين مراقبة الوضع في أذربيجان وجوارها عن كثب. و نظرًا للدور العالمي المشهود للصين في التوسط للمصالحة بين إيران والسعودية في مارس/آذار، قد تزداد دوافع بكين للمساعدة في حل النزاعات الإقليمية المزمنة الأخرى، وخاصة تلك التي تعطل مشروعها الاستراتيجي "الحزام والطريق".

البحث
الأرشيف التاريخي