الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • مقالات و المقابلات
  • الریاضه و السیاحه
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وتسعة وعشرون - ١٢ سبتمبر ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وتسعة وعشرون - ١٢ سبتمبر ٢٠٢٣ - الصفحة ۷

«تجارب استغرابية» الغرب في مرآة الرحّالة العرب والمسلمين

كتب الرحّالة من أهم فنون الكتابة التي صورت لحظة اللقاء العربي والإسلامي بالحضارة الغربية ورصدت حالة الصدمة والدهشة والانبهار التي أصابت النخبة الإسلامية عند لقائها الأول مع الغرب لحظة صعوده الحضاري خلال القرنين الثامن والتاسع عشر، كذلك رصدت ما طرحته النخبة من أسئلة كبرى حول التقدم والتخلف وأسبابهما، ومقارنة الذات بالآخر.
لم تكن الرحلة في تلك الفترة ترصد معالم السياحة والآثار، وجمال الطبيعة والأنهار، لكنها كانت تتلمس مكامن القوة الغربية ومحاولة تجلية أسبابها، وعوامل الوهن التي أصابت المسلمين، وأسباب غفلتهم الكبرى عن التقدم، وتطرح أسئلة النهوض وتبحث عن دوافع الاستنهاض للجسد الإسلامي الذي مازال يحلم بأمجاده الخالية، وفي هذا الإطار يأتي كتاب "تجارب استغرابية: الغرب في مرآة الرحالة العرب والمسلمين” تحرير: محمود حيدر، والصادر  عام 2019 عن المركز الإسلامي في بيروت  يحوي الكتاب الكثير من الرحلات التي قام بها رحالة عرب ومسلمون إلى بلاد الغرب في فترات مختلفة من التاريخ اختلفت فيها قوة المسلمين السياسية والحضارية وضعفهم، لذا فالكتاب يُحضر بين يدي القارىء كثير من الرؤى المتنوعة وكيفية تأثير السياقات المختلفة على الرحالة، حيث تعرف هؤلاء على المجتمع الغربي عن قرب ودونوا مشاهداتهم وانطبعاتهم في الميادين المختلفة، الكتاب مقسم إلى ثلاثة فصول، هي: الرحلات إلى الغرب صورة تاريخية، ومن الاغتراب إلى الاستغراب السلبي، واحتدام الذات والآخر في ثقافة الرحالة.
كتابات الرحالة الأوائل كانت تستبطن وعيا دينيا واضحا، واهتماما برصد التقنيات الغربية وعجائبها، وهي أوصاف ومعلومات ومعرفة لا تمتلك الوعي بشروط التحديث والحداثة الحقيقية، وهي الشروط التي يوفرها عالم الأفكار، فالكثير من الرحالة لم يسع إلى البحث عن التطور والترقي الذي أصبح فيه الإنسان الغربي قادرا عن إنتاج مثل هذه التقنيات، فوعي الحداثة بصفتها أمرا أوسع من التقنية لم يكن حاضرا لدى بعض الرحالة، إذ اهتموا بعالم الأشياء الذي بهرهم وصدمهم في ذات الوقت فغفلوا عن تراكم التجربة الغربية في عالم الأفكار، فلم يدرك كثير من الرحالة أن تطور وقوة النموذج المعرفي الغربي تأسس على تراكم معرفي تطبيقي في كافة المجالات، لذا تكاد تكون غالبية الرحلات المغربية أشبه بنص واحد كُتب بأقلام متعددة، فالهموم واحدة وكذلك الانبهار والدهشة، والإبقاء على المرجعية الإسلامية متينة الأواصر، والأخذ عن الغرب بشكل متوازن، والنظر إلى الغرب كتفوق مادي لا قيمي. وتعد تلك الرحلات مادة خصبة لرصد تحولات الأفكار في إدراك الذات والآخر وشروط النهوض والتفوق، فقد جاء بعضها في أزمنة ذات دلالة في الصراع  والإنكسار والهزيمة والتراجع.

 

البحث
الأرشيف التاريخي