الشهيد السيد نواب صفوي
الوفاق / وكالات - ولد الشهيد السيّد "مجتبى ميرلوحي" المعروف بالسيد نواب صفوي في حيّ "خاني آباد" في طهران، وكان والده من رجال العلم والدين، ثمّ أصبح حقوقياً يدافع عن مظالم الناس ضد نظام الطاغوت، ولكن مشادّة حصلت بينه وبين وزير العدل آنذاك، أدّت إلى سجنه وانتقاله إلى جوار ربّه.
جهاده السياسي
أثناء وجود الشهيد في النجف الأشرف لمتابعة دراسته، سمع الشهيد بأخبار ظهور رجل في إيران يدعى "أحمد كسروي" سنة 1941م كان يهاجم الإسلام ويتعرض لمقام النبي (ص) ويتقوّل عليه الأكاذيب في كتاباته ترك الدراسة وتوجّه إلى إيران ليقوم بواجب الدفاع عن الإسلام ضد تحريفات وأكاذيب هذا العميل.
تأسيس "فدائيو الإسلام"
في ايران جمع الشهيد نواب حوله المؤمنين من رجال الدين المناضلين والشباب الواعين المتدينين، وأسّس سنة 1945م منظمة ثورية إسلامية أسماها "فدائيو الإسلام"، ووضعت على رأس قائمة أعمالها تصفية الحساب مع الزنديق "كسروي". وفي البداية حاول السيّد شخصياً مع كسروي بالحسنى والحوار ليكفّ عن الإساءة إلى الإسلام وحرق المصاحف، ولكن العميل المأجور لم تفده الطريقة الحسنى، فهدرت منظمة "فدائيو الإسلام" دمه، وتمّ اغتياله سنة 1945م. إثر ذلك اعتقل السيد نواب وأودع السجن، ولكن بضغط من الجماهير أفرج عنه. وفي هذه المرحلة اشتهرت منظمة "فدائيو الإسلام" بعملياتها العسكرية. في سنة 1948م اتّخذت السلطة قراراً بملاحقته مع كل أعضاء منظمة "فدائيو الإسلام"، ممّا أدّى إلى اختفاء الشهيد وانتقال المنظمة إلى طور العمل السرّي.
السعي لإقامة الحكومة الإسلامية
كان أوّل من كتب برنامجاً مفصّلاً ومتكاملاً عن الحكومة الإسلامية وكان عمره آنذاك ستة وعشرون عاماً. ويعتبر كتابه حول "الحكومة الإسلامية" نبراساً لمن يسعى لإقامة حكومة الحق والعدل والإيمان في الأمّة الإسلامية.
زيارة الدول العربية
زار الشهيد بعض الأقطار العربية سنة 1954م، والتقى بياسر عرفات حين كان يومها طالباً في القاهرة، إذ يقول عرفات عن لقائه هذا: لقد شدّني الشهيد نواب إلى العمل الثوري الحقيقي من أجل القضية الفلسطينية حينما قال لي: إنّ مكانك هو في فلسطين وليس في القاهرة. ثمّ يضيف عرفات: وحينها بدأت أفكاري تختمر لوضع البداية المطلوبة في انطلاقة المقاومة الفلسطينية، وفعلاً جاءت بعدها حركة فتح.
استشهاده
وفي عام 1955م قام أحد أفراد المنظمة وبتوجيه من السيد الشهيد بمحاولة لاغتيال رئيس الوزراء المدعو حسين علاء، ولكن المحاولة فشلت ممّا أدّى إلى مضايقة السلطة للشهيد نواب إلى أن استطاعت القبض عليه في يوم 18 تشرين الثاني مع بعض رفاقه في المنظمة. واستمرت محاكمته مع أخوته المجاهدين لمدّة شهرين، وفي العام 1956 وبينما كان الشهيد يتلو آيات من القرآن الكريم، أطلقت اليد الآثمة عليه بضع رصاصات ليرتقي شهيداً.