ثائرون وعلماء يلبون نداء القدس.. من كربلاء المقدسة
إلهامي المليجي
كاتب ومحلل سياسي
بعد نجاح مؤتمر "نداء القدس" في دورته الأولى العام الفائت، افتتحت أعمال الدورة الثانية في مدينة كربلاء المقدسة، تحت عنوان " الإمام الحسين (ع) والقدس"، توازياً مع فعاليات ذكرى أربعينية الإمام الحسين (ع)، وجاءت أعمال المؤتمر والتي استمرت على مدى يومين في إطار تعزيز التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، وبمشاركة نحو 230 شخصية من رجال الدين بتنويعاتهم الدينية والمذهبية. وفي ختام أعمال المؤتمر، صدر عنه بيان دعا فيه إلى مواجهة التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، داعين علماء الأمة وأحرار العالم للعمل على مواجهة أشكاله كافة. وأكد البيان دور العلماء والإعلام ومؤسسات المجتمع المدني في توضيح أبعاد القضية الفلسطينية والنهضة الحسينية. وحث على ضرورة نشر صوت الجرحى وعوائل الشهداء والأسرى، وتعريف العالم بما يتعرضون له من انتهاكات إسرائيلية.
وشدد البيان، على أن القضية الفلسطينية هي ساحة الصراع الأولى بين أحرار العالم والقوى الاستعمارية، ووجّه المؤتمر التحية إلى أبناء الشعب الفلسطيني، مقدّراً "ثباتهم وتضحياتهم العظيمة أمام الجبروت الصهيوني". ولفت البيان الختامي، إلى أن الإساءة إلى الكتب السماوية ومن بينها المصحف الشريف، تستند إلى دعم واضح من الجهات نفسها التي تساند الاحتلال الإسرائيلي.
وكانت أعمال المؤتمر قد انطلقت من صحن مرقد الإمام الحسين عليه السلام في مدينة كربلاء المقدسة، تحت شعار "فلسطين والإمام الحسين: الأبعاد العالمية للشخصية الرسالية والقضية الإنسانية. وفي اليوم الثاني من المؤتمر، ناقش المشاركون التجليات العالمية في القضية الفلسطينية والنهضة الحسينية، بالإضافة إلى التهديدات المستجدة على المسجد الأقصى، ومحاولات تهويد القدس الشريف، إلى جانب مسؤولية الإعلام في تسليط الضوء على التحديات التي يواجهها الشعب الفلسطيني.
وحظيت قضية الأسرى باهتمام المشاركين حيث كانت ضمن المشاركين أم الأسيرين ضياء ومحمد الأغا، والتي طالبت الضمائر الحية في العالم بالوقوف إلى جانب الأسرى، مستحلفة أحرار العالم بأن يعملوا على إنقاذ الأسرى، رأفة بأمهاتهم وأسرهم، لافتةً إلى أنّ أحد أبنائها معتقل منذ 32 عاماً. وكذلك شارك بعض من المحررين من الأسر، ولفت المتحدثون في هذا الشأن إلى وجود ما يقرب من خمسة آلاف أسير في سجون الاحتلال الصهيوني، يتعرضون لأبشع أشكال التعذيب الجسدي والنفسي من آلة القمع الصهيونية، لكن الأسرى صامدون ويواجهون تلك الآلة الصهيونية الفاشية بالثبات والصمود والأمعاء الخاوية.
انتهت أعمال المؤتمر وبقيت روح الإمام الحسين عليه السلام تستحث الحضور على الثبات على الحق ومواجهة الطاغوت الصهيوني وتحرير كامل التراب الفلسطيني. فلم تكن إرادة الإمام الحسين ع التي اختارت أن تنحاز إلى مبدأ الشهادة دفاعاً عن الحق والعدل، سوى رمز حي لإرادة عربية وإنسانية، ممتدة، وباقية، هي أكبر وأوسع بكثير، من واقعة في عمق التاريخ العربي والإسلامي.