عبر خط سكة حديد شلمجة - البصرة
ربط إيران بموانئ غرب آسيا والبحر الأبيض المتوسط
صرح وزير الطرق والتنمية العمرانية عن الجهود الإيرانية-العراقية المبذولة لاستكمال تنفيذ خط سكة حديد شلمجة-البصرة، مشیراً الى أهمية هذا الخط للبلدين بحيث يربط ايران بموانئ غرب آسیا والبحر الأبيض المتوسط.
وفي إشارة الى السبب الرئيسي الذي حال دون تنفيذ مشروع خط سكة حديد شلمجة - البصرة حتى الآن، أوضح مهرداد بذرباش بأن الخلاف الأساسي کان حول قضية الأرض بحیث تم زرع العديد من الألغام فيها خلال الحرب المفروضة (1980-1988)، لافتاً الى إتخاذ الإجراءات اللازمة لإزالة الألغام من هذا الطريق الذي يبلغ طوله حوالي 16 كيلومتراً.
وقال بذرباش: إنه ونظراً للاهتمام الذي أولاه رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني لهذا المشروع والذي يعد استراتيجياً ومهماً جداً للعراقيين، فقد وافقت الحكومة العراقية على إستثمار حوالي 200 مليون دولار فیه، علماً بأنه مسبقاً كانت ايران هي من ستقوم بتنفيذ هذا المشروع "سكة حديد-جسر متحرك" بإستثماراتها الخاصة.
بناء على ذلك، أعلن وزير الطرق والتنمية العمرانية بأنه تقرر أن یتعهد المستثمر العراقي ببناء سكة الحديد، بينما تتولى ايران مسؤولية إزالة الألغام بطول 16 كيلومتراً في إطار تنفيذ هذا المشروع .وتابع: في المقابل سيقوم الجانب الايراني بتنفيذ خطة بناء جسر قابل للسحب بطول 700 متر يسمح بمرور السفن.
وفي إشارة الى التعاون العراقي في هذا المشروع، أوضح بذرباش بأن معظم الإستثمارات التي كان من المفترض أن تقوم بها إيران في الماضي تم تسليمها الى الجانب العراقي. وأردف بأن الأنشطة الجادة والفعالة بدأت في منطقة الممرات بين الشمال والجنوب، وأنه تم وضع الممر بين الشرق والغرب على جدول الأعمال لجعله أكثر نشاطاً.
وذكر بأن الأعداء ليسوا مكتوفي الأيدي ويحاولون ثني شركاء ايران الاستراتيجيين عن العمل معها بمسارات متوازية، مصرحاً بأنه تم التوصل الى إتفاق مع العراق لاستكمال ممر "الشمال – الجنوب" بعد تم الإتفاق مع روسيا لتنفيذ سكك حديد "رشت – آستارا" باعتباره الحلقة المفقودة للجزء الغربي من ممر "الشمال – الجنوب".
وختم مؤكداً على أن الخطط التي ظلت لسنوات ستكتمل بجهود الحكومة الايرانية، معرباً عن أمله في أن يتم الانتهاء منها وتقديمها الى الشعب الإيراني العظيم في أقرب وقت ممكن.
يسند التنمية في إيران والعراق
من جانبه، أكد السفير الإيراني في بغداد، محمد كاظم آل صادق، على أن وضع حجر الأساس لمشروع الطريق السككي بين مدينة شلمجة بمحافظة خوزستان (غرب ايران) والبصرة العراقية يخدم مسار التنمية وحركة النقل في كل البلدين.
جاء ذلك في مدونة نشرها السفير آل صادق عبر منصة إيكس (تويتر سابقاً) يوم السبت، وذلك في معرض تعقيبه على مراسم تدشين مشروع الربط السككي "شلمجة - البصرة" التي جرت برعاية نائب رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية محمد مخبر، ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في منطقة الصفر الحدودية بمدينة شلمجة.
وكتب السفير الإيراني في مدونته: "وضع حجر الأساس لمشروع الربط السككي بين الشلمجة والبصرة بحضور دولة رئيس الوزراء العراقي ونائب رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية يمثل منجزاً اقتصادياً يخدم تنمية البلدين لنقل المسافرين والزائرين ويسند مشروع الفاو".
مشروع حیوي للعراق
من جهته، إعتبر رئيس إتحاد الإذاعات والتلفزيونات العراقية، حميد الحسيني، خط سكة حديد شلمجة – البصرة مشروعاً حیویاً بالنسبة للعراق، وقال: إن استكماله مفيد للعراق وإيران.
وأضاف الحسيني، السبت، في حدیث مع مراسل "إرنا" في بغداد: إن خط سكة حديد شلمجة - البصرة يوفر فرصة لربط العراق بطريق الحرير شرقاً. كما لفت إلى أن المتابعين الاقتصاديين والسياسيين يرون بأن الأشخاص الذين يعارضون إنجاز مثل هذا المشروع يعملون ضد المصالح الوطنية للعراق بهدف إبقاء البلاد في طريق مسدود.
وأضاف رئيس إتحاد الإذاعات والتلفزيونات العراقية بأن هذا المشروع يعد إنجازاً إقتصادياً مهماً وسيساعد بشكل فعال في نقل زوار العتبات المقدسة من إيران ودول أخرى.
يذكر أن مراسم بدء تنفيذ مشروع الربط السككي "شلمجة-البصرة" أقيمت صباح السبت بحضور النائب الأول لرئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية محمد مخبر، ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في محافظة خوزستان (جنوب غرب ايران).