الأربعينية خارج أسوار الاستكبار
الوفاق/ خاص
مازن الولائي
عدونا ذكي وماكر ويعرف نقاط قوتنا التي بها وصلنا إلى هذا المستوى من القوة وعرقلة الغطرسة العالمية وليس النظام العالمي! وهو منذ فقه تلك نقاط القوة صار يتدخل ويدخل لها الإرضة بغية إيقاف تأثيرها، نعم نجح في بعض الملفات وحقق إنتصارا مؤقتا ولكن بعض الملفات بقيت عصية عليه وإلى الآن وما أقصده زيارة «أربعينية الامام الحسين(ع)»، الزيارة التي كلما حاولوا النيل منها ومنع انتشارها أصيبوا بصدمة العالم الذي يلي تلك المخططات وكيف أن البركة وأسرار تلك الزيارة المعقدة في أغلب جوانبها والأسرار الروحية التي تحفها، زيارة طوفان الطافها ينال كل الشرائح الإجتماعية في عالم التشيع من الطفل الرضيع وحتى الشيخ الكبير والمسن، بل حتى من كان على كرسي العوق والمرض، قضية تجري في شرايين العشاق والسائرين، لم تبلغ خططهم النيل منها - زيارة الأربعين - لغياب أسرارها والطافها التي شكلت مشفى طوارئ العقيدة يدخلونه كل عام وموسم محرم وصفر، العام الذي ترمم به الأرواح على المستوى الثقافي والروحي والسياسي والاجتماعي والأمني وغير ذلك ما يسد الثغرات التي طالما تحاول فتحها على هذه الشعيرة التي أصبحت فعلا وواقعا خارج تأثيرهم وخارج دسائسهم، الأمر الذي ساهمت دولة الفقيه بتفعيل أغلب جوانبها مع مؤسسات كثيرة في العراق، كلها ساهمت في إنجاح ثباتها وديمومتها الى الحد الذي اكسبها منعة وقوة وسطوة ضاعت معها جهود الماكرين في تخفيف أثرها العظيم في خلق بيئة عقائدية عالمية مركزها كربلاء أرضا وقضية، وهذا ما يتطلب ثقافة خاصة ومركزة تقوم بها كل أطراف المهتمين في نجاح الأربعين وما بعدها من أهداف عميقة يخافها المستكبرون، الاربعينية تبقى سيدة الفرص وعلة العلل في انضاج أبناء الشيعة على وجه الخصوص، ومنع كل المحاولات المحلية والإقليمية والعالمية التي أصبحت تعي خطرها الداهم عليهم وهي مركز دوران ثقافة جهادية وتضحية ومركز تدريب يخلق قوافل الشهداء ويجهزهم بالهمم العالية، وبقناعتي أن هذا الدور يجب أن تقوم به وعليه دولة الفقيه إيران الإسلامية التي هي خير من يعي نوع هذه المعركة العقائدية في أبعادها الخفية، عليها مسؤولية تلك الثقافة العابرة للحدود لنصل بكل شيعة العالم الى مستوى من المسؤولية معه تسد الثغرات وتغلق أبواب الاستكبار وهذا هو التمهيد السياسي والبصيرة واليقظة التي يحاول
عدونا أن نصل إليها.
مشهد زيارة الأربعين هذا العام وتألق العلاقة الروحية والاجتماعية والثقافية والفكرية والعاطفية بين شعبي التمهيد «إيران والعراق» إنما هو حصاد ذلك الصمود وتحمل الصعاب في إحياء هذه الشعيرة الخطرة على الأعداء والتي فلتت للان من كل محاولاتهم، الأمر الذي يجب أن يدفع أهل البصيرة من ذوي الهمم أن يزيدوا في حصونها ويمنعوا بعثرة النتائج خاصة مع حكومة شبه مستقرة وواعية تدير العراق بعد أن عاثت أيادي الأمريكان والبعثية ومنافقي خلق والجهلة فساداً آن أن يوضع حد لنهايته وإنزال الستار على حقبة ليس فيها خير لشيعي قط!