في ظل التوترات المتصاعدة على الحدود مع فلسطين المحتلة
هوكشتاين في بيروت.. ومحادثات حول ترسيم الحدود البحرية
وصل الموفد الأميركي آموس هوكشتاين، الأربعاء، إلى العاصمة اللبنانية بيروت، في زيارة تهدف لإجراء محادثات مع كبار المسؤولين اللبنانيين.
وكانت سفارة الولايات المتحدة الأميركية أعلنت، في بيان، أنّ "كبير مستشاري الرئيس بايدن لشؤون الطاقة والبنية التحتية آموس هوكشتاين يزور لبنان من 30 إلى 31 آب/أغسطس، لمتابعة اتفاق الحدود البحرية التاريخي الذي جرى التوصل إليه في تشرين الأول/أكتوبر 2022".
وأضافت السفارة أنّ هوكشتاين سوف يبحث في لبنان أيضاً "في المجالات ذات الاهتمام المشترك والإقليمي".
إجراءات عدائية للعدو الصهيوني في المنطقة
وتشهد الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة توترات متصاعدة في الآونة الأخيرة، وذلك مع اتخاذ قوات الاحتلال إجراءات عدائية في المنطقة، بحيث حاولت، في حزيران/يونيو الفائت، القيام بأعمال تجريف خارج ما يُعرف بـ"خط الانسحاب"، في منطقة كفرشوبا المحتلة جنوبي البلاد، لكنّ أهالي كفرشوبا والعرقوب نجحوا في وقف عملية الجرف.
وفي وقتٍ لاحق تمكّن أهالي البلدة أيضاً من دخول أراضٍ لبنانية خلف "خط الانسحاب" واقعة تحت سيطرة الاحتلال، ورفعوا العلم اللبناني على تلّة مقابِلة لموقع السماقة، في ظلّ استنفار لجنود الاحتلال الذين استقدموا تعزيزات وآليات إلى المكان.
كما أقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي في الآونة الأخيرة على اتخاذ إجراءات في القسم الشمالي من بلدة الغجر الحدودية، وهو القسم اللبناني الذي تعترف به الأمم المتحدة باعتباره جزءاً من الأراضي اللبنانية لا نقاش فيه ولا نزاع حوله.
مسؤول إسرائيلي: يبدو أن الادّعاء اللبناني بشأن الغجر مُحقّ
وتمثّلت إجراءات قوات الاحتلال بإنشاء سياج شائك وبناء جدار إسمنتي حول كامل البلدة شبيه بما تقوم به على الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة.
وعليه، نصبت المقاومة الإسلامية في لبنان، في حزيران/يونيو الماضي، خيمتين عند المناطق الحدودية جنوبي لبنان، وحذّر الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، الاحتلال الإسرائيلي، من القيام بأي حماقة لإزالة الخيمتين، قائلاً إنّ "المقاومة لن تتهاون ولن تتخلى عن مسؤولياتها في الحماية أو الردع، وستكون جاهزة لأي خيار، ولمواجهة أي خطأ أو حماقة".
في هذا السياق، قال رئيس الأركان الإسرائيلي الأسبق، دان حالوتس، في وقتٍ سابق، إنّ "الادعاء اللبناني بشأن الغجر محق".
وتعليقاً على الخيمة التي نصبها حزب الله في مزارع شبعا، ورداً على سؤال ماذا كان سيفعل لو أنه اليوم رئيس الأركان، قال حالوتس: "الآن مرّت 3 أشهر على هذا الحدث، هناك أمور إذا لم تجرِ في الوقت نفسه، فإن فعلها في وقت متأخر جداً كما لو أنك تستدعي شيئاً يمكن أن يخرج عن السيطرة".
وأضاف حالوتس أنه "لا توجد خيمة في العالم تستحق البدء في حرب"، موضحاً: "لذلك يجب حل ذلك بواسطة المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين، الذي عالج موضوع حقول الغاز".
وصرّحت وسائل إعلام إسرائيلية نقلاً عن مسؤولين في "الجيش" الإسرائيلي، بأنّ "الجيش" لن يذهب إلى حربٍ مع لبنان من أجل خيمة عند الحدود، وهذا ما يشير إلى الخوف وعدم الجاهزية، وفقاً لهم.
معادلة جديدة
كذلك، ذكرت وسائل إعلام عبرية أنّ لبنان يحاول فرض معادلة جديدة على كيان الاحتلال، هي "إخلاء الخيمة في مزارع شبعا في مقابل إزالة السياج الحدودي عن القسم الشمالي لقرية الغجر"، مشيرةً إلى أنّ "ما يحدث أمر مقلق".
ويتزايد الخوف الإسرائيلي من تعاظم قدرات حزب الله العسكرية، والخشية من أي حرب قائمة، وعدم استعداد "إسرائيل" لها في ظل الأزمات الداخلية المتلاحقة، وهو ما يبرزه الإعلام الإسرائيلي، بصورة لافتة.
وتحدّثت وسائل إعلام إسرائيلية، عن مخاوف رؤساء المستوطنات الإسرائيلية شمالي فلسطين المحتلة، من حرب محتملة مع حزب الله "الذي يفعل ما يريده".
بايدن يعمل على منع "اندلاع الأعمال العدائية"
في غضون ذلك قال موقع "أكسيوس" الأميركي إنّ الولايات المتحدة تكثّف جهودها لتهدئة التوترات المتزايدة بين الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله.
وبحسب الموقع، تعمل إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، على منع "اندلاع الأعمال العدائية"، وفقاً لمصادر إسرائيلية وأميركية، مطّلعة على هذه القضية.
ونقل الموقع عن مصادر أميركية وإسرائيلية قولها إنّ آموس هوكشتاين، كبير مستشاري الرئيس بايدن لشؤون الطاقة والبنية التحتية، سيصل إلى العاصمة اللبنانية بيروت الأربعاء، لإجراء محادثات مع كبار المسؤولين اللبنانيين.
ونقل "أكسيوس" عن مصدر أميركي مطلع على القضية أيضاً إنّ هوكشتاين سيعمل على "تهدئة التوترات على الحدود".
وقال مسؤولون إسرائيليون إنّ بريت ماكجورك، كبير مستشاري بايدن لشؤون الشرق الأوسط، وباربرا ليف، كبيرة دبلوماسيي وزارة الخارجية لشؤون الشرق الأوسط، التقيا بوزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، في نيويورك يوم الثلاثاء، "وناقشا التوترات على الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة".
مشروع التمديد لقوات" يونيفيل"
من جانب آخر أعلنت مصادر دبلوماسية مطّلعة في الأمم المتحدة، أنّ مشروع القرار المتعلق بالتجديد لبعثة "يونيفيل" وضع بالحبر الأزرق وسط إجماع الدول الأعضاء عليه، وذلك بعد إدخال تعديلاتٍ طفيفة عليه.
وأوضحت المصادر أنّه سيتم التصويت على مشروع القرار الأربعاء، عند الساعة الخامسة مساءً بتوقيت العاصمة اللبنانية بيروت.
وكشفت المصادر الدبلوماسية بأنّ المشروع أبقى على الفقرات التي "تسمح للقوات الدولية بالتحرك والتفتيش بشكلٍ مستقل ومفاجئ، دون العودة إلى الجيش اللبناني أو بالتنسيق معه".
كما أشارت إلى أنّ المساعدة التي كانت تقدّم للجيش اللبناني على شكل وقودٍ وإسناد طبي وخلافه، حُذِفت مِن مشروع القرار. وأفادت المصادر أنّ التحسّن الوحيد للمشروع عن القرار الأممي السابق، هو أنّه يذكر "خراج الماري" وشمالي الغجر، كما يحثّ حكومة الاحتلال الإسرائيلي بشدّة على "الإنسحاب المعجّل من شمالي الغجر وخراج الماري، بدون إبطاء، وبالتنسيق مع يونيفيل"، والتي تواصلت بدورها بشكلٍ حثيث مع "إسرائيل" ولبنان للمساعدة في الإنسحاب.