الرواديد الإيرانيون باستضافة البلدان العربية
مراثٍ عاشورائية تُنشد التلاحم الإيراني العربي
الوفاق/ خاص أجواء أربعينية الإمام الحسين(ع) تسود بلدان العالم الإسلامي وكلّما نقترب من يوم الأربعين، تكتظ البرامج التي تتطرق إلى إقامة عزاء الإمام الحسين(ع) وكل شخص يؤديه بطريقته وبأسلوبه الخاص، أما النقطة المشتركة في جميع هذه البرامج والتي تتميّز عن الأخرى، هي الوحدة الجميلة التي نشهدها، والجماهير تتوافد إلى كربلاء المقدسة كالأنهار التي تلتقي في مرقد الإمام الحسين (ع)، من كل حدب وصوب نرى إقامة العزاء من المسارح والتعازي ومنها إقامة مجالس العزاء التي يجتمع فيها محبّو أهل البيت عليهم السلام ويقومون بالعزاء بحضور
الرواديد.
الرواديد الإيرانيون في العراق
نشهد كل عام حضور الرواديد الإيرانيين، كما شهدنا في شهر محرم الحرام حضور الرادودين الإيرانيين "ميثم مطيعي" و "مهدي رسولي" في حسينية "داود العاشور" في البصرة، وهي من أكبر وأشهر حسينيات هذه المدينة، والتي يدعو إليها أبرز الخطباء والرواديد في العالم على المنبر أو قراءة المراثي في المناسبات المختلفة.
كما جاء في المواقع الأخبارية، في العقد الثالث من محرم الحرام، يحضر الرواديد في هذه الحسينية ويقمون بقراءة المراثي في عزاء الإمام الحسين(ع)، كما أن الرادود الشاب الإيراني "حسين طاهري" أيضاً كان له برامج في العقد الثاني من شهر محرم الحرام، ليقيم مراسم العزاء في حسينية داود العاشور.
أما الرادود "مهدي رسولي" في البداية قام بقراءة رثاء عربي شهير، لاقى ترحيباً من قبل العراقيين، وفي وسطها، عندما أعطى الأنفاس للمشيعين، على نظام الموسيقى الإيراني الأصيل، هذه الشعر"من يتألم يطلب العلاج / عندما لا يوجد ألم، ما هو علاجك؟"، ثم قرأ أشعار رثاء للسيدة رقية(س)، وبعد ذلك تطرق إلى أشعار في رثاء الإمام الحسين(ع) والأربعين، حيث واجه إقبالاً كبيراً من قبل العراقيين وزوّار الإمام الحسين(ع)، وفي جزء آخر من هذه المراسم ألقى رسولي قصيدته الشهيرة عن الكيان الصهيوني باللغة العربية حيث يردد فيها: "الله اکبر نحن انصار حیدر/ الله اکبر جئنا من حرب خیبر".
الرواديد الإيرانيون في لبنان
من جهة أخرى شهدنا حضور الرواديد الإيرانيين "ميثم مطيعي" و "سيد مجيد بني فاطمة" و "حسين خيرالدين" حضروا أخيراً في هيئة الروضتين بلبنان، حيث كان المكان يكتظ بالجمهور اللبناني وغيرها، وقام الرواديد بقراءة المراثي وإقامة العزاء الحسيني والجمهور كان يردد معهم الكلمات، فنذكر بعضها حسب ما شهدناه على مواقع التواصل الإجتماعي والمواقع الأخبارية ومن خلال مشاهدة مقاطع الفيديو كليبات.
من الخربة
"من الخربة" كانت إحدى البرامج التي كانت عمل مشترك للرادودين "ميثم مطيعي" و "حسن عميص" وكلمات "نور آملي" ،ومن إحياء مجلس شهادة الإمام السجاد(ع) في محرم ١٤٤٥هـ ٢٠٢٣م، فقرأ الرادودين بالتناوب أبيات شعرية ومراث من لسان بنت الإمام الحسين(ع) السيدة رقية(س) حيث جاء فيها: "رقية تنادي من الخربة.. مع الليل.. مع الليل.. أريد أبي كّي يُغفّيني.. مع الليل مع الليل.. أبي لم يزل ساكناً سمعي.. صدى الخيل صدى الخيل.. وكسر الضلوع يغطيها.. صدى الخيل صدى الخيل.. ويا ويلي.. أبي ضمّني عن عيون العِدا.. ويا ويلي.. أخاف مع الليل أن أشرد.. يا ويلي.. من الخربة من الخربة.. رقية تخبر الليل عن الغربة.. تميل رقية من الخوف.. على زينب على زينب.. تشدّ بكفّ على الكفّ.. على زينب.. على زينب.. على خدّها يسقط ماء.. به حرّ.. به حرّ..دموع العقيلة على الملقى.. به حرّ.. به حرّ.. ويا عمة.. عليك تدور صنوف البلا.. ويا عمّة.. رأيت على الصدر شمراً علا.. ويا عمّة.. لقد شيّبتك هنا كربلاء.. من الخربة.. من الخربة.. رقية تخبر عن الغربة.."إلى آخرها.
وكان ميثم مطيعي قبل ذلك أجرى برامج تشبه هذه في هئية الروضتين بلبنان تحت عنوان "إبني الحسين" من كلمات "نور آملي" وهي لسان حال أم البنين(ع) حيث تناشد الإمام الحسين(ع).. "ما مرّت شهور.. عزمت أن تزور.. يوماً في الخفاء.. أم البنين (ع).. كربلاء.. من بعد مسير وصلتها وقيل لها.. قبر الحسين(ع).. وقفت والدمعة ناطقة.. وأحرفها إبني حسين (ع).. صحيح قطّعوك؟.. صحيح سلّبوك؟.."، وللحاج ميثم مطيعي برامج كثيرة في البلدان العربية وفي مختلف المناسبات، كما أنه في ذكرى استشهاد الشهيد جهاد مغنية، حضر في لبنان وقام بقراءة أبيات مراثي وردد الحضور معه "لبيك ياسيدي يا ثارالله..".
زينب زينب (ع)
أما الرادود "سيد مجيد بني فاطمة" قرأ أبيات شعرية ومراثي تحت عنوان "زينب زينب"، من كلمات "نور آملي" ووصف فيها مناقب عقيلة بني هاشم الحوراء زينب(س) وصبرها في واقعة الطف الأليمة، فقالوا: "يا زينب.. روح العزاء زينب.. سرّ البكاء زينب.. زينب زينب.. عين السماء زينب.. بيت الدعاء زينب.. فخر المعالي.. ستر الجلال.. تسبيحة الإيمان.. تكبيرة العطشان.. زينب.. زينب.. روح العزاء زينب..".
فقط حسين (ع)
المقطع الآخر الذي تم قراءته وإجراؤه في هذه البرامج جاء تحت عنوان "فقط حسين (ع)"، للرادودين السيد مجيد بني فاطمة و حسين عجمي ومن كلمات نور آملي، فقرأ الرادودان بالتناوب وأنشدوا للإمام الحسين(ع) بهذه الكلمات: "يا عبرة كل عين.. حزناً في العالمين.. يا أهل الأرض والسماء.. نوحوا على الحسين(ع).. في أول المقام.. هدم الذنوب العظام.. والمسك في الختام.. القتل دون الإمام.. بعقيدتنا هذا معنى.. فقط حسين.. عند وضوئك تنسى الدنيا.. فقط حسين.. معنى رصاصك فوق الساتر.. فقط حسين.. معنى كل سنينك عاشر.. فقط حسين.. نوحوا للذبيح.. مسلوباً طريح.. وعلى أطايب آل محمد.. تكليف صريح.. في المأتم المروع.. لا تُسأل الدموع.. دون تكلّف.. طوبى له الجزوع.. دع قلبك يحترق ليبصر.. فقط حسين..".
يا حبيب من لا حبيب له
بعد ذلك جاء دور الرادود "حسين خيرالدين" الذي قرأ أبيات ومراث يردد فيها "يا حبيب من لا حبيب له" ويقصد بها سيد الشهداء(ع)، حيث يقول: "يا حبيب من لا حبيب له.. يا طبيب من لا طبيب له.. يا مجيب من لا مجيب له.. يا حسين.. أنا الذي على وليّه اجترا.. وماء وجهه سواه ما اشترى.. سألت عنك في السماء وفي الثرى.. أجابني الفؤاد ها هنا الحسين.. يا حبيب من لا حبيب له.. يا حسين.. أنا الذي نهيتني وما انتهيت.. أنا الذي عصيتك وما استحيت.. وكنت لي عشيرة وكنت بيت.. حماني من شرور نفسي الحسين.. يا مجيب من لا مجيب له.. يا حسين..".
يا عمة المهدي(عج)
المراسم لم تختص بالرواديد الإيرنيين بل كان تلاحما وتعاونا مع الرواديد اللبنانيين ومنهم الرادود اللبناني "حسن عميص" الذي قام بقراءة مراثي تحت عنوان "يا عمة المهدي" والتي كانت من كلمات نور آملي، حيث يخاطب فيها السيدة زينب(س)، ويقول: "يا من تعطي الكثير بالقليل.. قلبي على أعتابكم دخيل.. يا بنت من صاموا ثلاثاً في الكتاب.. حاشى أن تردي أبناء السّبيل.. من المهد إلى اللحد.. على عهدي.. يا عمّة المهدي.. لك العُتبى لكي ترضي.. على الجندي.. يا عمّة المهدي.. الحمدلله أسأل منك القبول يا الله.. الحمدلله.. وهنا أزور أباعبدالله.. يا من إحسانها حُبّا للحسين.. للحسين..".
تلاحم ايراني عربي
هذا وقد نسمع ونرى كثير من هذه المجالس التي تُقام بالتعاون وعمل مشترك إيراني عربي وهي إحدى ميزات التلاحم الإيراني العربي، وكما جئنا بأمثلة كثيرة سابقاً في مجال المسرح والسينما وغيرها، اليوم نرى أن الرواديد أيضاً لم يتركوا الساحة، وكل يوم نشهد أن الوحدة يوماً أكثر من قبلها، حيث يحضر كل منهم في البلد الآخر، ويستضيف كل منهم محبّي أبي عبدالله الحسين(ع)، فالمراثي العاشورائية تُنشد التلاحم الإيراني العربي والمهم هو وحدة القلوب والطريق الواحد إلى كعبة الأحرار مرقد الإمام الحسين(ع).