في ظل تنامي العلاقات بينهما
اقبال كبير في دول الخليج الفارسي على تعلم اللغة الصينية
في ظل العلاقات الاقتصادية والثقافية المتنامية بين الصين ودول الخليج الفارسي، تزداد شعبية تعلم اللغة الصينية في هذه الدول، حيث توفر العديد من المؤسسات التعليمية برامج ودورات لتعلم هذه اللغة. وفقاً لدراسة أجرتها جامعة هارفارد، في أبريل/نيسان 2023، بلغ عدد الطلاب المسجلين في برامج تعليم اللغة الصينية في دول الخليج الفارسي حوالي 100 ألف طالب، بزيادة قدرها 20% عن العام 2022. ويرى خبراء أن تعلم هذه اللغة يفتح آفاقاً جديدة للتواصل والتبادل بين دول الخليج الفارسي والصين، التي تعتبر قوة اقتصادية عالمية وشريك تجاري مهم لهذه الدول.
الإمارات و السعودية
وتتصدر الإمارات قائمة دول الخليج الفارسي التي تضم أكبر عدد من متعلمي الصينية، حيث يبلغ عددهم حوالي 54 ألف طالب، يشملون 158 مدرسة عامة تدرس هذه اللغة، وهو رقم يتوقع أن يصل إلى 200 مدرسة في المستقبل. وتشير التقارير إلى أن هذه المدارس تستخدم مناهج متطورة ومحاكية لبيئة التعلم في الصين، كما تستضيف معلمين صينيين مؤهلين لتعزيز جودة التعليم. وفي السعودية، أعلنت وزارة التعليم استعدادها لتطبيق برنامج اللغة الصينية لطلبة المرحلة الثانوية في جميع المدارس، بالإضافة إلى اعتماد مواد تدريس “Smart Chinese” لتدريسها بالتعاون مع مدرسي الصينية في المنطقة. كما كشفت قناة “الإخبارية” عن إقبال كبير من طلاب الجامعات على دراسة تخصص اللغة الصينية.
قطر و البحرين
وفي قطر أيضاً، أطلق قطاع التعليم معسكراً لتدريس اللغة الصينية في جامعة (Beijing Foreign Studies)، شارك فيه 20 طالباً قطرياً. كما أسس معهد دراسات الترجمة بجامعة “حمد بن خليفة” برنامجاً لتعليم هذه اللغة للاستجابة للاهتمام المتزايد من قبل المجتمع. وقال مدير المعهد د. عبد الرحيم عبد الله، إن تعليم الصينية يحقق رؤية قطر 2030 في تحويل البلاد إلى مجتمع متعلم ومبدع. وفي البحرين، افتتح معهد “كونفوشيوس” لتعليم الصينية في جامعة البحرين، وأكثر من 5 آلاف طالب استفاد من دوراته. وأشاد رئيس الجامعة د. رياض حمزة، بالشراكة مع جامعة “شانغهاي” الصينية في تقديم هذا المعهد، مؤكداً أن تعليم الصينية يفتح آفاقاً جديدة للتبادل الأكاديمي والثقافي بين البحرين والصين. وفي الكويت، أعلن سفير الصين افتتاح أول مركز ثقافي صيني يضم تعليم هذه اللغة خلال 2023. كما أجرى وفد صيني زيارة إلى جامعة الكويت لإنشاء حجرة ذكية لتعليم اللغة الصينية.
وفي حديثه عن أسباب الإقبال على تعلم اللغة الصينية عالمياً وعربياً أوضح د. جيفري جيل من جامعة “فليندرز” الأسترالية، في كتابه “صعود اللغة الصينية” في العام 2021، أن بعض الدول تقبل على تعليم اللغة الصينية بهدف تعزيز العلاقات الاقتصادية مع بكين والتواصل بشكل أفضل مع رجال الأعمال هناك.