رئيس الجمهورية، خلال مراسم تدشين المرحلة 11 من حقل بارس الجنوبي الغازي:
لا مكان في وزارة النفط للمستشارين الأجانب
الوفاق/ وكالات
بدأ يوم الإثنين إنتاج الغاز من المرحلة 11 لحقل بارس الجنوبي في منطقة عسلوية في الخليج الفارسي برعاية رئيس الجمهورية آية الله ابراهيم رئيسي.
وكانت ايران قد وقعت في عام 2000 عقداً مع شركة توتال الفرنسية لإنشاء معمل لإنتاج الغاز المسال بطاقة 10 ملايين طن في المرحلة 11 لحقل بارس الجنوبي، ثم انضمت شركة بتروناس الماليزية الى هذا المشروع؛ لكن الشركة الفرنسية تقاعست فيما بعد عن إلتزاماتها وطلبت 10 مليارات دولار ولم يوافق الجانب الايراني على ذلك.
وفي عام 2009، تقدمت سي.إن.بي.سي الصينية لإكمال المشروع بتكلفة 4 مليارات دولار؛ لكنها أيضاً انسحبت من المشروع فيما بعد.
وفي عام 2016، تقدمت شركة توتال الفرنسية مرة أخرى لإكمال المشروع ووقعت عقداً بقيمة 4/8 مليار دولار بمشاركة شركتين صينية وايرانية؛ لكن في عام 2018 أعلنت توتال أنها وبسبب الحظر الأحادي الأميركي وعدم حصولها على إعفاءات ستخرج من المشروع.
وفي عام 2019، انسحبت الشركة الصينية أيضاً من المشروع، وفيما بعد توقف تنفيذ المشروع.
خطوة نادرة
ومع مجيء الحكومة الثالثة عشرة (الحالية) وضع المشروع مرة أخرى قيد التنفيذ، وكان من الضروري تصميم وصنع منصة تنقيب يستغرق 3 أعوام؛ لكن الايرانيين قرروا هذه المرة نقل منصة حفر من حقل آخر الى هذا الحقل في خطوة نادرة تحدث عالمياً، وفي عملية تخللتها مجازفة كبيرة حملت تلك المنصة من موقع آخر بواسطة عوامات ضخمة الى موقع المرحلة 11 من حقل بارس الجنوبي.
وأخيراً، نجح الايرانيون في إنجاز مشروع انتظروه 20 عاماً، في 20 شهراً فقط، وستنتج المرحلة 11 من حقل بارس الجنوبي 56 مليون مترمكعب من الغاز يومياً و50 ألف برميل من المكثفات الغازية و750 طناً من الكبريت، ما يساعد على تغطية الاستهلاك الداخلي والمساعدة على التصدير.
ورغم تأخر ايران عن قطر لمدة 10 سنوات في إستخراج النفط والغاز من حقل بارس الجنوبي؛ ورغم أن 30 بالمئة فقط من هذا الحقل يقع ضمن المياه الايرانية، ووجود شركات عملاقة عالمية في الجانب القطري من الحقل لاستخراج النفط والغاز والمنافسة مع ايران؛ لكن ايران الآن تنتج أكثر من قطر من هذا الحقل المشترك.
رئيس الجمهورية: إنجاز كبير
وخلال حفل التدشين، قال رئیس الجمهوریة: إن إنشاء المرحلة 11 من حقل بارس الجنوبي، الذي يعتبر إنجازاً كبيراً، تم على أيدي الخبراء الإيرانيين، ما يؤشر على اعتماد البلاد على قوة خبرائها المحليين في مجال صناعة النفط.
وأضاف آية الله رئیسي: تم توقيع العقد مع شركة توتال الفرنسية لتنفيذ المرحلة 11 من حقل بارس الجنوبي؛ لكن هذه الشركة لم تف بالعقد وتخلت عنه. وتابع: بعد فرض الحظر أرادوا إذلال الإيرانيين؛ لکن بفضل العمل الجاد والإرادة التي أبداها الشباب والمتخصصون الإيرانيون، تم تشغيل هذه المرحلة بكل فخر من قبل خبرائنا.
وأشار رئیس الجمهوریة الى أن نقل منصة من مكان إلى آخر، أمر غير مسبوق في تاريخ إيران وقد تم ذلك بطريقة معقدة على يد خبراء إيرانيين، قائلاً: إن عظمة هذا المشروع هو نقل المنصة من نقطة في البحر إلى أخرى، وهو ما لم يحدث في تاريخ العالم وهو ذو قيمة كبيرة، وفي الحقيقة إنجاز عمل فني ومعقد للغاية لاستيفاء حق البلاد في الحقول المشتركة؛ ومن ناحية أخرى وفي ظل الظروف العادية، كان من المفترض أن يتم افتتاح المرحلة 11 في السنوات الثلاث أو الأربع المقبلة؛ لكن تم تقليص التكاليف كثيراً. وأضاف: إن إنتاج إيران من الغاز سيرتفع من 7 ملايين مترمكعب في هذه المرحلة إلى أكثر من 50 مليون مترمكعب، مؤكداً إن متابعة الإجراءات والمشاریع في مجال النفط والغاز والطاقة في البلاد ستتم بدافع أكبر بعد اليوم.
لا مكان للمستشارين الأجانب
وتابع آية الله رئيسي: تم ذلك على يد خبراء إيرانيين، ولا يوجد مكان في وزارة النفط للمستشارين الأجانب، وتم توفير 4 سنوات من الوقت لإنجاز المشروع، معتبراً إن ايران اليوم كدولة قوية يمكنها نقل وتصدير هذه التكنولوجيا والمعرفة إلى دول أخرى. ومضى قائلاً: قواتنا المسلحة هي التي صنعت اقتدار البلاد، والقوة الاقتصادية أيضاً هي التي صنعت القوة، ولا ينبغي لنا أن نتخلف في الحقول المشتركة، وعلينا استيفاء حقوق الشعب.
وأشار آية الله رئيسي الى وجود مشاعل الغاز في حقل بارس الجنوبي، وقال: إن غازات المشاعل ثروة وطنية، يتم حرقها في الغلاف الجوي وتتسبب بالتلوث الجوي وتحدث أضراراً للناس، مطالباً بالاستفادة من هذه الغازات وحقنها في الشبكة الوطنية بكل جدية وسرعة. وأكد: خلال زیارتي إلى جنوب أفريقيا، أبلغتني السلطات أن خمس مصافي في هذا البلد بحاجة إلى التحديث، وأعلنت رغبتها الاستفادة من القدرات الفنية والعلمية للخبراء الإيرانيين، ووعد وزير نفط جنوب أفريقيا بتقديم الخدمات الفنية والهندسية في هذا القطاع.
وأشار رئيس الجمهورية إلى نمو اقتصاد البلاد بنسبة 4 بالمئة، وأضاف: أنجزنا أشياء عظيمة بمساعدة الخبراء المحليين بدلاً من الاعتماد على الأجانب، مصرحاً: إن إيران قوية اليوم وهذه القوة تعود إلى الشعب والقوات المسلحة، ودماء الشهداء وجهود رجال الدولة، ونشاط المتخصصين في مختلف المجالات.
وتفقد رئيس الجمهورية جواً، صباح الإثنين، منصات المرحلة 11 من حقل بارس الجنوبي الغازي، واطلع على أنشطة هذا المجمع النفطي الضخم.
ووصل رئيس الجمهورية، صباح الإثنين، إلى مدينة عسلويه بمحافظة بوشهر (جنوب البلاد) لتدشين عمليات إنتاج الغاز من حقل بارس الجنوبي واجتمع مع مدراء وخبراء صناعة النفط الايرانية.
توقف دام 20 عاماً
وفي تصريح للصحفيين صباح الإثنين، أعلن وزير النفط، جواد أوجي، بأن المرحلة 11 من حقل بارس الجنوبي اكتملت وأصبحت جاهزة للتشغيل خلال عامين بعد توقف دام 20 عاماً.
وقال أوجي في إشارة إلى عملية إستكمال المرحلة 11 من حقل بارس الجنوبي الغازي: إن عقد بناء الهيكل البالغ وزنه 1400 طن للمرحلة 11 من حقل بارس الجنوبي الغازي تم إبرامه في حينه مع شركتي شل (البريطانية) وتوتال (الفرنسية)، إلا أنهما تركتاها غير مكتملة. وأضاف: بعد انقطاع دام 20 عاماً، تم إكمال هذا المشروع وأصبح جاهزاً للتشغيل من قبل خبراء ومهندسين إيرانيين خلال عامين.