الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • مقالات و المقابلات
  • الریاضه و السیاحه
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وسبعة عشر - ٢٧ أغسطس ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وسبعة عشر - ٢٧ أغسطس ٢٠٢٣ - الصفحة ٥

توديع زوّار الأربعين في ساحة آزادي

سفينة النجاة.. القلوب والأقدام تسير باتجاه كعبة الأحرار

حُبّ الحسين(ع) يجمعنا.. حياتنا الحسين(ع).. وجودنا الحسين(ع).. لبيك يا حسين(ع).. هذه الكلمات نسمعها في هذه الأيام أكثر من قبل، وهي محفورة في قلوب جميع أحرار العالم.. ولكن مَن هو الحسين(ع) الذي جَنّن العالم؟!.. مَن هو الذي يعشقه العالم بأجمعه بمختلف دياناتهم وأطيافهم؟ مَن الذي يستطيع كالحسين(ع) يجمع الجميع عنده حتى ينبذوا خلافاتهم؟
الإمام الحسين (ع) هو محور الوحدة، نبراس الأمة، مصباح الهدى وسفينة النجاة.. سفينة النجاة التي يلجأ إليه الجميع في كل أنحاء العالم.. ومنذ أيام بدأ السير على الأقدام باتجاه مرقده المقدس.. عندما ننظر إلى الأمواج البشرية التي تسير إلى كربلاء المقدسة، نشعر بجميع جوارحنا أن العالم بحر والإمام الحسين(ع) سفينة النجاة..
مجسّم سفينة النجاة وخوذة أبالفضل (ع)
ساحة آزادي في طهران لها تاريخ عريق وشهدت أحداث عظيمة، ومازالت هي محل اجتماع الشعب الإيراني في مختلف المناسبات العظيمة، ولكن خلال الأيام الأخيرة شهدنا أن هذه الساحة إحتضنت مجسّم كبير وجميل جداً وهو سفينة النجاة التي يُقصد بها أباعبدالله الحسين (ع)، فالمجسّم بأعلامه الحمراء التي عليها أسماء شهداء واقعة الطف الأليمة و الائمة الاطهار(ع) مكتوبة، لها منظر جميل وكل شخص يريد يصعد على متنها وكأنه يرتمي في أحضان الإمام الحسين(ع).
شهدنا اداء مراسم عزاء الإمام الحسين(ع) على ظهر هذه السفينة التي هي بطول 500 متر خلال الأيام الماضية، وعندما ننظر إلى الوجوه التي تأخذ صور تذكارية مع هذه السفينة، نشاهد الدمعة التي تترقرق في أحداقهم وكأنهم في ضميرهم يتحدثون مع أبي عبدالله الحسين(ع) ويطلبون شفاعته، ويودون زيارته.
تم تصميم وتركيب "سفينة النجاة الحسيني (ع)" الكبيرة والتي تبلغ مساحتها 500 متر مربع في ساحة آزادي، ويمكن للمشاركين الصعود على متنها ومشاهدة البرامج المعدة بداخلها.
قبل أذان المغرب، تؤدي مجموعات من الشباب برامج مختلفة على متن هذه السفينة و منها انشاد النشيد.
وفي مقابل مجسّم سفينة النجاة نرى خوذة حرب بمقياس كبير، وهي كالسقف وتحتها يتم إجراء البرامج التلفزيونية وإقامة مراسم "محرم شهر" ويقول زيبائي نجاد عنها: تم عرض ديكور برنامج "از سرگذشت" التلفزيوني وهو رمز لخوذة حرب أبي الفضل العباس (ع)، لمشاهدة الجمهور. كما اعتبر عمدة طهران السيد زاكاني هذه الساحة هامة وقال: "محرم شهر" حوّل ساحة آزادي إلى ساحة الطقوس الدينية يمكن استخدامها في المناسبات الدينية المختلفة.
"محرم شهر" في طهران
"محرم شهر" أي " محرم المدينة" هو برنامج أقيم خلال أيام شهر محرم الحرام في ساحة آزادي (الحرية) بطهران، أي في أجواء شهر محرم الحرام، وتقام فعالياته بعرض برامج عزاء الإمام الحسين(ع)، وتشتمل على برامج ثقافية مختلفة ويحضرها عشرات الآلاف من مواطني طهران كل ليلة، إضافة إلى كثير من الزوار الأجانب.
ويقول مصطفى زيبائي نجاد، مدير عام الثقافة في بلدية طهران: تم تصميم برنامج محرم شهر الخاص منذ حوالي شهر في الدائرة الثقافية العامة بالبلدية، وكان هدفنا توفير مساحة ثقافية وفنية لجميع فئات الشعب لإقامة عزاء سيد الشهداء(ع) في العقد الثالث من محرم، وقد تم إعداد سلسلة من الأنشطة في محرم شهر وجمهورنا الرئيسي هو جميع الفئات العمرية من العوائل الحاضرة.
وتشتمل برامج "محرم شهر" على برامج مختلفة، وكانت البرنامج موجهة نحو الأسرة، فقد قام مسؤوليها بتصميم العديد من البرامج لمختلف أعمار الأسرة. من الساعة 18:00 كان يتم إجراء برامج "حسينية للأطفال"، من أجل إيصال المفاهيم الدينية المتعلقة بسيد الشهداء(ع) إلى الأطفال بلغتهم، ومن بين البرامج التي تم تنفيذها في هذه البرنامج كانت العروض المسرحية والقراءة الصامتة وورشة الرسم وغيرها، والتي تم خلالها بذل الجهود لإقامة علاقة روحية بين الأطفال والقيم الدينية.
معرض احتياجات سفر الأربعين
من جهة أخرى شهدنا إقامة معرض ملزمات الأربعين الأساسية تزامناً مع برنامج محرم شهر، حيث كان بإمكان الجمهور شراء احتياجات سفر الزيارة الأربعينية من خلال الحضور في هذا المعرض.
كما شهدنا حملة "مرهم الزوّار" التي كانت من النشاطات الإجتماعية في «محرم شهر»، وفي هذه الحملة كل مَن كان لديه دواء إضافي في المنزل قام بالتبرع به للهلال الأحمر ليتم تقديمه إلى الزوّار الذين يسيرون خلال مسيرة الأربعين، بالإضافة إلى برامج أخرى مثل المساعدة في إطلاق سراح السجناء، والزيارات المجانية للناس، وغيرها،  وفي المجموع شهدنا أن جميع المؤسسات جاءت للعمل بنية القرب إلى الإمام الحسين(ع) وكل قام بدوره حد استطاعته.
توديع زوّار الأربعين
قبل أسبوعين من الأربعين الحسيني وفي يوم  الجمعة الماضي، عُقد "اجتماع الأربعين" في ساحة آزادي بطهران. هذا البرنامج، الذي بدأ الإعداد له ضمن برامج "محرم شهر" تحوّل إلى أكبر تجمع لمحبي سيد الشهداء(ع) والزيارة الأربعينية العظيمة في ايران.
استضافت برامج "محرم شهر"، المعروفة بهيكل مجسّمها الكبير وسفينة النجاة والبرامج الدينية المتنوعة، المواطنين لمدة 16 ليلة، وحُسن ختامها كان الإجتماع الكبير للذين يذهبون إلى الزيارة الأربعينية بالسير على الأقدام.
في داخل ساحة آزادي وأطراف الساحة نشهد إقامة أجنحة وعلى كل واحدة منها إسم موكب ومنها موكب الشهيد "صدرزادة" الذي كتبنا عنه قبل أيام، فأجنحة المواكب تستضيف الحضور، وكلّما نقترب من أذان المغرب نشهد الجماهير الكثيرة التي تتجه نحو ساحة آزادي للمشاركة في هذا الإجتماع العظيم، خاصة حضور الأطفال والناشئين، من الجيل الجديد الذي أنشدوا نشيد "سلام فرمانده" الذي انتشر بالعالم، فهذا الجيل له قدرات عظيمة، وجاؤوا مع عوائلهم للمشاركة في هذا الإجتماع، وعندما الليل يسدل الستار على الساحة تبدأ برامج التوديع، ولقد تم ذلك بحضور الرواديد وشخصيات ثقافية، وقد تم عرض هذه البرنامج بتقديم "صابر خراساني"، وخطاب الشيخ مصطفى كرمي، ورواية الحاج حسين يكتا، وقراءة رثائيات من قبل الرواديد حيدر خمسة، محمد فصولي، عبد الرضا هلالي، محمد حسين بويانفر، وأمين قديم، ومحمد رضا نوشه ور، حيث قاموا بإنشاد مراثي ملحمية وكان الجميع ينشدون معهم، حيث خلقت مناظر جميلة وخالدة.
 مراسم توديع زوّار الأربعين كان حُسن ختام برامج "محرم شهر" الذي واجه إقبالاً كبيراً، ومن ساحة آزادي ودّعنا زوّار أبي عبدالله الحسين(ع) بالدموع.. القلوب والأقدام تسير باتجاه كعبة الأحرار.. فبلّغوا سلامنا إلى مولانا
أبي عبد الله الحسين (ع).

 

البحث
الأرشيف التاريخي