الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • مقالات و المقابلات
  • الریاضه و السیاحه
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وخمسة عشر - ٢٤ أغسطس ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وخمسة عشر - ٢٤ أغسطس ٢٠٢٣ - الصفحة ۸

لا تزال السعودية تخطئ التقدير بشأن اليمن

 

إيهاب شوقي
موقع العهد الاخباري
الممارسات السعودية التي تتقارب دبلوماسيا مع ايران وتوحي بالتقارب مع سوريا دون إجراءات ملموسة تتعلق بفك التناقضات العملية مع محور المقاومة، وتعيين سفير لدى السلطة الفلسطينية مع تصعيد وتيرة التنسيق مع الإدارة الأمريكية بخصوص التطبيع مع العدو الإسرائيلي، ووصول التنسيق لمستويات متقدمة وبلورة صفقة متكاملة تتعلق بتطبيع كامل مقابل حزمة مطالب سعودية تتعلق بالتسليح ومشروع نووي سعودي والاعتراف بشرعية بن سلمان ودعمه، هي ممارسات لا تشي بالتفاتة استراتيجية أو تحول نوعي، وإنما هي رهانات على الوقت وعلى تطورات الصراع دون تورط. فإنه يبدو كما يلي: لا يمكن توقع نشوب حرب كبرى بين محور المقاومة والعدو الإسرائيلي من عدمه، ولهذا فإن الحكمة تقتضي أن تعيش وفقا لنشوب هذه المعركة وتتواصل مع جميع الأطراف، فإذا اندلعت المعركة فهي ليست طرفا فيها، وإذا لم تندلع فهي على تواصل وعلاقات دبلوماسية ومستويات من التنسيق والتعاون وفقا
للمصلحة السعودية.
والفارق بين التحوط بين القوى الكبرى مثل امريكا وروسيا والصين وبين الرهان الإقليمي، هو أن النظام العالمي في طور التحول لنظام متعدد الأقطاب وهو ما يسمح بهذا الهامش من تعدد العلاقات، بينما الحرب الإقليمية، هي حرب وجودية وفقًا لحقيقة الصراع الوجودي بين "اسرائيل" وشعوب المنطقة، وبالتالي فإن هامش تعدد العلاقات يمكن أن يتواجد في حالة الهدنة والتي لا ينطبق عليها مفهوم السلم، بينما الحرب عندما تندلع، فهي لا تقبل القسمة ولا تسمح
طبيعتها بالتحوط.
ويمكن فهم الخطوة السعودية بتعيين سفير لدى السلطة على أنه دعم للسلطة في مواجهة المقاومة، وهو مشروع أمريكي - إسرائيلي لا يجد بديلًا للتعامل الإجباري مع الفلسطينيين إلا عبر السلطة باعتبارها الطرف الوحيد الذي يمكن التنسيق معه، وبالتالي لا تتناقض السعودية مع أمريكا وفي ذات الوقت توحي بأنها تدعم القضية كمقدمة لإعلان التطبيع، بحيث يصعب الإعلان عنه وهناك قطيعة دبلوماسية مع كل الأطراف الفلسطينية، وبالتالي اختارت السعودية السلطة.
ولكن ما لا يمكن فهمه هو اتباع السعودية سياسة "صفر مشاكل" دون حل لقضية اليمن ووجودها كقنبلة موقوتة يمكن انفجارها وإفشال سياسة السعودية التي تريد مناخًا مستقرًا يخدم مشروعاتها الاستثمارية المنضوية تحت رؤية 2030 والتي تشترط سلامًا لجذب الاستثمار. ويبدو أن السعودية لا تزال تخطئ التقدير بشأن اليمن، حيث تعتبر "انصار الله" تابعة لايران، وبالتالي فإن التهدئة مع إيران تكفل استمرار الهدنة والهدوء في اليمن، وهو رهان خاطئ لأن ايران لا تفرض حربًا ولا تهدئة على أصدقائها، واليمنيون لهم قرارهم المستقل وصبرهم على الحصار والتلاعب والخداع لن يطول.

 

البحث
الأرشيف التاريخي