الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • مقالات و المقابلات
  • الریاضه و السیاحه
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وخمسة عشر - ٢٤ أغسطس ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وخمسة عشر - ٢٤ أغسطس ٢٠٢٣ - الصفحة ۷

نحن والمجتمع

تربية طفل واثق بنفسه

الوفاق/ وكالات ترغب العديد من الأُسر في تربية طفل واثق بنفسه، وقد تُحبط في حال خجل طفلهم أو تردده وخوفه، والسؤال هنا: ما هي الثقة بالنفس؟ وهل يمكن غرس هذه السمة أم أنّها وراثية؟ وفي حال ضعفها.. هل يمكن تنميتها؟
تتكوَّن الشخصية الإنسانية من أقطاب متصلة من الصفات والسمات، وتتفاوت درجة وجود تلك الصفات في البشر؛ فالبعض في قطبي الانطواء والانفتاح نجده يميل نحو الانفتاح، والآخر نحو الانطواء، والغالبية تقع في المنتصف بين هذا وذاك، وهذا ينطبق على سمات الشخصية الأُخرى.
وعندما نشير إلى سمة الثقة بالنفس، فنحن بين قطب يمثّل قوّتها كالاستقلال والثقة باتّخاذ القرار والثقة بالنفس في المواقف الاجتماعية والتصميم والإرادة، وقطب آخر يمثّل ضعفها، كالتردّد والاعتمادية والانسحاب والخجل الاجتماعي. ولا شكّ في أنّ الثقة بالنفس سمة أساسية للنجاح في معظم ميادين الحياة العلمية والاجتماعية والمهنية، وكذلك هي اتجاه نحو الصحّة النفسية، بل هي مطلب أساس للتقدّم في عصرنا الحالي، عصر التقدّم والتنافسية.
تُعرف هذه السمة، وفق ما ورد في معجم أكسفورد، بأنّها إيمان الفرد واعتقاده بذاته وقدراته وقراراته وأحكامه. فالشخص الواثق بنفسه يحمل أفكاراً إيجابية عن نفسه وإمكاناته وقدراته على التصرُّف الفعّال في المواقف المختلفة، التي تنعكس إيجاباً على ردة فعله الواثقة بتلك المواقف.
هذه الأفكار تمثّل محركات أساسية لسلوكيات هذا الشخص، تبدأ تلك المُسلّمات الفكرية في التكون بمرحلة مبكرة من عمر الإنسان.
البداية من الطفولة
 لتربية طفل واثق بنفسه، لابدّ من الاهتمام بذلك في مرحلة مبكرة؛ فمعظم صفات الإنسان تتكوَّن في مرحلة الطفولة، وهذا ما اتّفق عليه معظم التحليليين وعلماء النمو وغيرهم.
وفي رحلة الحياة، يمر الإنسان بمراحل نمائية، متصلاً ببيئة اجتماعية يؤثّر بها ويتأثر، كما يحمل في داخله صفات جينية خاصّة ورثها من أسلافه.
مرحلة الطفولة هي أُولى مراحل تكوين الشخصية بشكل عامّ، والثقة بالنفس بشكلٍ خاصّ. تبدأ رحلة الحياة منذ ولادة الإنسان، فإذا كان الرضيع يشعر بالأمان نحو البيئة الملبية لحاجاته ومتطلباته الأُولى المتمثّلة بالرضاعة في الوقت المناسب من دون التأخر في ذلك، والنظافة، والوجود عند الألم، وإحاطة الطفل في سنواته الأُولى بالحبّ والأمن الأصيل غير المشروط، والتي تنعكس على شعور الطفل نحو البيئة المحيطة، فهي إذاً بيئة أمن وحبّ يستطيع إشباع حاجاته من خلالها، وينعكس هذا على ثقته بنفسه فيما بعد، بينما التأخر في تلبية الحاجة وسوء المعاملة والابتعاد عن الطفل ستُولد شكّاً وعدم ثقة بإمكان إشباع الحاجة. فعلاقة الطفل بوالديه أو بمانحي الرعاية لها تأثير على ثقة الطفل بنفسه فيما بعد، وهذا ما أشار إليه كلّ من إريك أريكسون وجون بولبي وكارن هورني وغيرهم.

البحث
الأرشيف التاريخي