سباق الأقلام لسرد حياة الشهيد والقائد يؤيدهم
الشهيد صدرزادة.. نحيفٌ ذكيٌ نموذجٌ لشباب اليوم والغد
الوفاق/ الشهيد والشهادة.. عناوين خالدة إلى أبد الدهر، كأن بعض البشر ليسوا بشر بل ملائكة! ولا يستطيعون البقاء في الحياة الدنيا.. فروحهم العظيمة تصعد إلى السماء وهي مشتاقة للتضحية والشهادة.. وما أجمل الشهادة للدفاع عن المراقد المقدسة!
من هؤلاء الشهداء الشهيد "مصطفى صدرزادة" الذي استشهد في سوريا وأصبح نجماً لامعاً في السماء لكي يضيء الطريق للآخرين، فأصبحت حياته طريقا للآخرين، وقام الكتّاب بتأليف الكتب عن حياته وقام المنتجون بإنتاج أفلام عنه، مثل فيلم "آقا مصطفى" الوثائقي الذي تدور قصته عن الجهاد الثقافي للشهيد الذي دافع عن مقام مصطفى صدر زادة، ويروي لعالم الشباب الذين اجتذبهم إلى قاعدة البسيج(التعبئة) بأساليب غير تقليدية، و "عابدان کهنز" و "صدر عشق".
وبما أن سرد قصص حياة الأشخاص الذين يبدو أنهم غير مهمين يشبه تصفح السجاد القديم المنسوج يدوياً في منزل الجدة. كل ما يلفت النظر يكشف عن جمال خاص يجلب لحظة من الصمت والدهشة، صمت مذهل، تجربة مميزة وممتعة، وهناك كتب أيضاً تطرقت إلى حياته، كتب مميزة، حيث تم تقريظ قائد الثورة عليها، مثل كتابي "جندي اليوم التاسع" و "اسمك مصطفى"، وكذلك كتاب "في مدرسة مصطفى" من تأليف جمال يزداني ودار نشر "راهيار" والذي تم ترجمته إلى العربية.
أقيمت المراسم الخامسة عشرة لتكريم أدب الجهاد والمقاومة، صباح الإثنين 21/8/2023، في مسجد جمكران في مدينة قم المقدّسة، بالتزامن مع اليوم العالمي للمسجد ضمن إطار المهرجان الوطنيّ الأوّل لتكريم الناشطين في مساجد البلاد الذي حمل عنوان "مثل مصطفى"، وترافقت هذه المراسم مع نشر تقريظ الإمام الخامنئي على كتابي "جندي اليوم التاسع" و "اسمكَ مصطفى".
الشهيد مصطفى صدر زادة
مَن هو هذا الشهيد الذي يلمع كالنجم في السماء ويحبّه الجميع ويتم تأليف الكتب وإنتاج الأفلام عن حياته؟
ینشر موقع KHAMENEI.IR الإعلامي مقالاً يُلقي الضوء على جوانب من حياة الشهيد المدافع عن المراقد المقدسةمصطفى صدر زادة ويتضمّن مقتطفات من كلام الإمام الخامنئي حول هذا الشّهيد.
"كان شاباً محبوباً. يستمتع المرء بالنظر إلى وجهه، لقد أحببته حقاً ".
هذا ما قاله الشهيد قاسم سليماني، الحاج قاسم الذي كان بطلاً ولديه خبرة ثماني سنوات من الدفاع المقدس والصداقة مع النجوم الشهداء الذين عايشوا تلك الأيام. عندما يكون لديه مثل هذا التعبير عن شخص ما، فمن المؤكد أن ذلك الشخص يستحق أن نعرفه بعمق أكبر.
الشاب الذي أحبه الحاج قاسم هو مصطفى صدر زادة. من مواليد عام 1987 في خوزستان، وقد أتت يد القدر به وعائلته أولاً إلى مدينة بابل في محافظة مازندران ثم إلى منطقة كهنز شهريار في محافظة طهران.
كما يتضح من حديث أصدقائه وأفراد أسرته، كان مصطفى مليئاً بالشغف والطاقة والرغبة في التحرك وهو فتى. لا يهدأ كالإسفند (الحرمل) على النار، مليء بالأفكار الجديدة ومترصد لفرص تنفيذها. في كهنز شهريار احتضن "مسجد أمير المؤمنين" هذه الشعلة المتقدة مع العديد من الفتيان الآخرين، ومدّه بالوعي وجعله نفس ذلك الشاب المحبوب الذي يستمتع الحاج قاسم برؤيته. إذا بحثنا عن مصطفى في الأعمال المنشورة، سنجده شاباً نحيفاً ونحيلاً يتمتع بصوت جهوري رائع، كانت حيويته وخفة حركته وروح الدعابة من سماته المميزة.
كان مهتماً جداً بقراءة كتب سير الشهداء، كان ينظر نظرة خاصة إلى الشهيد إبراهيم هادي.
في كثير من الأحيان كان يشتري كتاب "سلام بر إبراهيم" بكميات ويكتب عليه: "وقف لمطالعة الجميع" ويعطيه لمن حوله.
في سن الحادي والعشرين تزوج من السيدة سامية إبراهيم بور التي كانت أيضا قائدة «مركز بسيج الغدير» للأخوات. ذكريات السيدة إبراهيم بور عن حياتهما المشتركة موجودة في كتاب "اسمك مصطفى".
قال عنه الحاج قاسم سليماني: "لأننا لم نسمح لهذا الشاب الذهاب إلى الجبهة، فقد سجل نفسه كعنصر من "الفاطميون" باسمه الأفغاني، هذا من يجب أن يسمى ذكيا (فهلوياً) ، ليس الذكي من يسعى لجمع الأموال وخداع الناس. الذكي والفطن هو من يحصل على هذه الفرص بهذه الطريقة، فهو يحصل على أكبر فائدة منها. هذا من يسمى بالشخص الذكي."
كانت والدته قد نذرته لأبي الفضل العباس(ع)، عندما كان في الثالثة من عمره، وقع له حادث يوم تاسوعاء، وطلبت والدته من العباس(ع) أن يجعله جندياً له إذا نجا ابنها الصغير من هذا الحادث. في صباح يوم تاسوعاء عام 2015، تم الوفاء بنذر الأم واستشهد مصطفى البالغ من العمر 29 عاماً بإطلاق نار أثناء عملية تحرير حلب.
كتاب "جندي اليوم التاسع"
كتاب "جندي اليوم التاسع" قام بتجميعه نويد نوروزي ومجموعة من الكتّاب الآخرين. هذا الكتاب عبارة عن سرد لحياة المدافع عن المراقد المقدسة الشهيد "مصطفى صدر زادة" والأيام التي كان في قوات التعبئة (البسيج).
جاء في تقريظ قائد الثورة الإسلامية الإمام الخامنئي لكتاب "جندي اليوم التاسع": "باسمه تعالى، قبل ذلك قرأت كتاباً آخر عن سيرة الشهيد صدر زاده، لكن أبعاد الشخصية المحبوبة والمتعددة الجوانب لهذا الشهيد العزيز قد جرى تبيينها أكثر في هذا الكتاب. إن هذه الشخصية البارزة هي - بلا شك - أنموذج لشباب اليوم والغد.
الإرادة القوية، والفهم الصحيح، وروح الإيثار، والشجاعة، والمثابرة، والأدب، والقلب المفعم بالمحبة والصفاء، وكثير من الخصائص البارزة الأخرى، هي أجزاء من شخصية هذا الشاب المضحّي والثوري من الجيلين الثاني والثالث للثورة الإسلامية. قراءة هذا الكتاب تبعث بالنسبة إليّ على الغبطة. أيّ مقامات وصلت إليها هذه الورود النضرة، وكيف بقيت وأمثالي عالقين في الوحل على هذا الطريق! سلامالله وصلواته على الشهيد مصطفى صدرزادة وزوجته الصبورة وأبيه وأمه المضحّييْن".
إن كتاب "جندي اليوم التاسع" هو ثمرة حياة دؤوبة ومجتهدة لإنسان يستطيع بلا شك أن يكون نموذجاً قابلاً للتحقيق في العصر الحالي. وفتح قدميه على سوريا بعشرات الحيل منذ عام 2013 م، وأصبح خلال عامين من أكثر الشخصيات شعبية وفعالية بين المدافعين عن المراقد المقدسة، لدرجة أنه دعا إلى مدحه الفريق الشهيد سليماني. في هذا الكتاب أن يظهر الشهيد وحياته بالشكل الذي يمكن أن يكون قدوة في مجال الحياة الاجتماعية للشعب، وليس مجرد رسم سرد متعالي وروحي وعاطفي للشهيد.
ولعل نظرة على سير ومذكرات الشهداء كما تم نشرها بحيث تدعو تصوره بشكل ملموس وحقيقي، وليس بعيد المنال!.
ما يجعل الشهداء قدوة هو حياتهم كلها. حاول المؤلفون في هذا الكتاب إظهار المجتمع كما هو؛ مع كل ما فيه من خير وشر، ولهذا السبب، في هذا الكتاب نقرأ حياة مصطفى صدر زادة بأكملها؛ نقترب من جواره، وكيف يتعامل مع جذوره وزمنه.
يحكي هذا الكتاب الطبقات الخفية من المشاكل، فإن حياة مصطفى وعصره يحملان القدرة على القول إن العمل الثقافي الوقفي ممكن وأكثر استقرارا من النفط والأعمال الحكومية. إن حياته لديها القدرة على عدم انتظار تعليمات جافة وبلا روح.
كما يعتبر استخدام أصوات الشهيد المتعددة المسجلة في مواقف مختلفة من مميزات هذا الكتاب؛ من خطاب شهيد قبل العمليات إلى الوقت الذي كان يستذكر فيه أصدقاءه. كما أن المقابلة مع بعض القادة الإيرانيين في جبهة المقاومة، والتي قد تكون المرة الأولى والأخيرة التي تتاح فيها فرصة التحدث معهم، هي أيضاً من محتويات هذا الكتاب المميزة.
في أجزاء مختلفة من هذا الكتاب، بالإضافة إلى استخدام الصور الأرشيفية حول الأنشطة المختلفة للشهيد مصطفى صدر زاده، تم أيضاً إدراج بعض الأفلام المتوفرة على شكل رموز QR.
كتاب "اسمكَ مصطفى"
في كتاب "اسمك مصطفى"، نقرأ السيرة الروائية للشهيد مصطفى صدرزادة، روتها زوجته سامية إبراهيم بور، بقلم راضية تجار.
وجاء في تقريظ قائد الثورة الإسلامية الإمام الخامنئي لكتاب "اسمك مصطفى": "باسمه تعالى، الصفاء، والإخلاص، والصدق، والإيثار، وترجيح رضى حضرة الحق على كل شيء، وعلى أنواع الحب والمحبوبين كافة، والإرادة والعزم الراسخ في سبيل الله، ومحبة أهل البيت (ع) "صفات" تعرض جزءاً من الشخصية المتميزة للشهيد العزيز مصطفى صدر زاده. سلام الله عليه وعلى زوجته الصابرة وسائر أفراد عائلته. ما كتبته السيدة تجار عذب وبليغ وإبداعي".
بقلمها البليغ والجميل كتبت راضية تجار قصة حياة هذه الشهيدة النبيلة من كلمات زوجها. منذ أن التقى مصطفى وسامية، أحدهما مولود في الشمال والآخر مولود في الجنوب، في طهران وتعاهدا على الحب، حتى كبرت روح أحدهما لدرجة أنها لم تعد تناسب جلدها ونفسها، حتى استشهد.