بعد عامين على فرار القوات الأميركية
حركة طالبان تحتفل بذكرى توليها السلطة في أفغانستان
أصدرت حكومة طالبان بيانا بمناسبة مرور سنتين على انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان وعودة طالبان إلى السلطة في هذا البلد ودخولها إلى العاصمة كابل. وسخر البيان من فرار المسؤولين في الحكومة التي شكلتها الولايات المتحدة من أفغانستان، قائلا: "فتح كابل أثبت مرة أخرى أنه لا يمكن لأحد أن يخضع شعب أفغانستان الشريف والمجاهد بقوة الأجانب، وأن يضمن بقاء نظامه".
وأضاف البيان: "كما أوضح هذا اليوم أن جميع محاولات المحتلين مصيرها الفشل في هذه الأرض، وأنه لا يمكن لقوة معتدية أن تكسر إرادة شعب أفغانستان المجاهد بالسلاح والمؤامرة، وأن تفرض عليه نظامها".، وأكد البيان أن المجلس الحاكم المؤقت يسعى لإعادة الإعمار والاستقرار في البلاد، وأنه لن يسمح لأي دولة بتهديد استقلال وحرية أفغانستان.
وكانت طالبان قد سيطرت على مدينة كابل، عاصمة أفغانستان، في 24 آب/أغسطس من عام 2020. وذلك في ظل خروج مذل للقوات الأميركية من البلاد بعد 20 عاما من الحرب فيها. وكان انهيار الحكومة الأفغانية مفاجئا وسريعا، مما صدم كثيرين في العالم، وفي مساء يوم 15 آب/أغسطس، دخلت قوات طالبان إلى كابل دون مقاومة أو قتال مع قوات الأمن التابعة للحكومة السابقة، وقبل ذلك فر اشرف غني، رئيس الجمهورية آنذاك، والعديد من المسؤولين من البلاد.
فشل أميركي
و الجدير بالذكر أن انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان في آب/أغسطس 2021 كان نهاية مأساوية لحرب استمرت لمدة 20 عاما، والتي بدأت بعد هجمات 11 سبتمبر 2001 على الولايات المتحدة. حيث ادعت الولايات المتحدة أن هدفها من غزو أفغانستان كان إزالة حكم طالبان والقضاء على تنظيم القاعدة، الذي استخدم البلاد كملاذ آمن، ولكن خلال فترة احتلالها للبلاد، تسببت الولايات المتحدة بالكثير من الخسائر و الضرر للشعب الأفغاني فقد تسببت في مقتل وجرح مئات الآلاف من المدنيين جراء العمليات العسكرية والغارات الجوية والهجمات الانتحارية، و دعمت حكومة فاسدة وضعيفة، لم تستطع توفير الأمن والخدمات للشعب، كما ساهمت في تفاقم مشكلة إنتاج وتهريب المخدرات، التي أثرت سلبا على صحة واقتصاد وأمن المجتمع الأفغاني ، و في النهاية تركت أفغانستان في حالة من الفوضى والأزمة الإنسانية، و يظهر انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان فشل سياساتها في هذا البلد، و دورها في تفاقم معاناة الشعب الأفغاني.