الشهيد سعيدي جعل المسجد موقعاً للمجاهدين
الولادة والدراسة
الوفاق/ ولد آية الله السيد محمد رضا سعيدي في الحادي والعشرين من نيسان عام 1929م في منطقة يقال لها "نوغان" من مشهد، في أسرة علمية يرجع نسبها إلى الرسول الأكرم (ص). تلقّى دروسه الأولية على يد والده الكريم (السيد أحمد)، وتزيّا بلباس علماء الدين وهو فتىً يافع. قصد آية الله سعيدي مدينة مشهد المقدسة ليواصل دراسته فيها؛ فدرس هناك المنطق والأصول على يد علماء بارزين كالأديب النيسابوري، والشيخ هاشم، والشيخ مجتبى القزويني.
وبعد أن انتهى من دراسة مرحلة السطوح على يد أبرع أساتذة العلوم الدينية في مشهد المقدسة، رحل إلى مدينة قم ليواصل دراسته في مراحل أعلى وينهل العلوم من أكابر الفقهاء والمراجع. وفي هذه الأثناء بلغ سمعه وجود مجتهد كبير يسمى "روح الله"، فأخذ يحضر درسه، وهكذا وجد آية الله سعيدي ضالّته في هذا الأستاذ ودرسه؛ فمن بين مئات الطلبة الذين كانوا يحضرون درس الإمام، أصبح آية الله سعيدي بالتدريج أحد أبرز طلاب الإمام الخميني(قدس)، ليبدأ من حينها نضاله في عالم السياسة.
مسجد موسى بن جعفر (ع) معقل الجهاد
كان الشهيد يلقي خطباً في المسجد في ليالي الجمعة وينتقد فيها ــ بلا تحفظ ــ الممارسات اللاإسلامية لحكومة الشاه؛ هذا إلى جانب سعيه الحثيث إلى نشر أفكار الإمام الخميني(قدس). فجعل من المسجد موقعاً لمجاهدين من قبيل آية الله إمامي كاشاني وحجة الإسلام والمسلمين هاشمي رفسنجاني.
أمريكا وإسرائيل العدو الرئيس
لقد كانت نظرة آية الله سعيدي إلى القضايا السياسية في إيران والعالم من تلك الزاوية التي ينظر منها الإمام الخميني (قدس) ؛ كان يعتقد بأن أمريكا وإسرائيل هما العدوان الرئيسان للإسلام ولإيران، وأن الحل الأساس يكمن في اقتطاع جذور هذين العدوّين من المنطقة وإيران؛ ففي تاريخ 21/7/1966م، ارتقى سعيدي المنبر، ومسجد الإمام موسى بن جعفر (ع) يموج بأهله، فحمل في خطاب عارم على أمريكا وإسرائيل: "أمريكا المستعمرة يديرها اليهود، وجونسون هو نفسه يهودي. انظروا كيف يبيدون الأحرار في فيتنام بحجة إقرار السلام! كيف يرتكبون المجازر بحق الناس. يجب أن نعرف أعداء البشرية هؤلاء… يجب أن تكون لنا تنظيمات لأجل الجهاد، وأن نتعلم دروس النضال والدفاع عن البلاد والدين والعلماء والمراجع…".
المعراج الملكوتي
يقول مؤلف كتاب "نهضة الإمام الخميني(قدس)" حول سبب وكيفية كتابة وصية الشهيد سعيدي: "طبقاً لما يقوله بعض السجناء السياسيين في سجن (قزل قلعة)، ممّن كان إلى جانب زنزانة الشهيد سعيدي: في الساعة الثالثة بعد الظهر من يوم 9/6/1970م، قبل ساعات من قتله بتلك الصورة الفظيعة، استدعوا سعيدي للتحقيق، ولم يلبث طويلاً حتى عاد. ويبدو أنهم دفعوه أثناء التحقيق إلى كتابة وصيته للتظاهر بأنه كتبها لأنه ينوي الانتحار! وربّما فهم الشهيد عبر طريقة تعاملهم أنهم ينوون قتله، فبادر هو بنفسه إلى كتابة وصيته.