الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • مقالات و المقابلات
  • الریاضه و السیاحه
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وستة - ١٤ أغسطس ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وستة - ١٤ أغسطس ٢٠٢٣ - الصفحة ٥

«سلام بدرالدين» والدة الشهيد «أحمد مشلب» للوفاق:

إبني الشهيد تخلّى عن متاع الدنيا وتمسّك بواجبه الجهادي

موناسادات خواسته
المقاومة.. الشهيد.. الشهادة.. كلمات محفورة على القلوب بأحرف من النور إلى أبد الدهر ولا ينفد الكلام عن الشهداء وعوائلهم، لاسيما أمهات الأبطال الذين لقنوا العدو درساً لا يُنسى في جبهات النضال والدفاع عن المراقد المقدسة والأرض والعِرض، الأبطال الذين ترعرعوا في حضن أمّهات زينبيات، اللواتي أخذن من السيدة زينب(س) قدوة وربّوا أبناءهم على حب أهل البيت عليهم السلام، وهكذا عندما قامت جماعة داعش التكفيرية بالهجوم على مرقدها في سوريا، فأنشد أبطال جبهات النضال: "كلّنا عباسك يا زينب(س)" وقدّموا دمائهم للدفاع عن مرقدها المقدس. يصادف اليوم الإثنين 14 أغسطس/آب الذي سُمي يوم المقاومة الإسلامية، ويصادف في الرابع عشر من آب عام الفين وستة اندحار جيش الاحتلال الصهيوني في الحرب التي عرفت بحرب الـ 33 يوماً بعد هزيمته على يد المقاومة التي سطرت أروع صور الصمود والتحدي، ومن جهة أخرى قبل أيام كان يوم تكريم الشهداء المدافعون عن المراقد المقدسة، فأجرينا حواراً مع أم الشهيد اللبناني "أحمد مشلب" الذي استشهد في "إدلب" بسوريا، ولقد سمعنا كثيراً عنه وعن سيارته "بي إم دبليو" وكل الرفاه الذي كان عنده تركه وذهب للدفاع عن مرقد السيدة زينب (س)، وتم إصدار كتاب عن سيرته في إيران تحت عنوان "اللقاء في الملكوت"، ففي هذه الأجواء وفي شهر استشهاد سيد الشهداء (ع) أحببنا أن نتعرّف على الأم التي تربّى الشهيد بأحضانها، فتحدثت لنا السيدة "سلام بدر الدين" عن الشهيد وميزاته الأخلاقية، وفيما يلي نص الحوار:

تربية إسلامية محمدية
بداية طلبنا من السيدة "بدرالدين" لكي تتحدث لنا نبذة عن نشاطات الشهيد "احمد مشلب" والبيئة التي تربى فيه، فقالت: الشهيد أحمد ربي في بيئة وعائلة ملتزمة أخذت على عاتقها أن تربي هذا الطفل تربية إسلامية صحيحة محمدية، و عندما كنت أفكّر ان هذا الشهيد ولدي ولا بد أنه يعطيني الأمومة حقها، وعلى عاتقي إنتاج نتاج صالح للمجتمع، وطبعاً أيّدنا كل تكليفنا ودورنا باتجاه تربيته تحمل من المبادئ والقيم الإنسانية ضمن التشريع والحلال والحرام والمستحب والمباح وطبعا أحمد كبر بهذه الأجواء، وتربي بمدرسة كربلاء التي هي فيها كثير من العبر والدروس، وهذا تكليف كل عائلة، يجب ان تأخذ على عاتقها أنها هي أمام مسؤولية كبيرة بإنتاج جيل صالح مؤمن ملتزم، وهذا تكليف كل عائلة إنتاج إنسان فعّال ومؤثر.
طبعا احمد تربى في بيئة ملتزمة وعائلة ملتزمة كان على عاتقها وهي أنها أمام تكليف وعليها أن تربي هذا الإنسان تربية صالحة وأن إخراجه الى المجتمع إنسان فعال ومؤثر، وطبعا ربي في بيئة ملتزمة كانت تعتني بالأمور الدينية والقضايا الإسلامية وقضايا الأمة والبلد التي هي كذلك جزء من عقيدتنا ومن مبادئنا، وطبعاً نحن كنّا ملتزمين ومؤيدين ومنتمين لخط المقاومة، ومن الطبيعي أنه كان على عاتقنا نعتني بهذه البذرة ونرويها ونجعلها صلبة، ونغذيها بتعاليم الدين الإسلامي حتى تُنتج إنساناً مؤمناً ملتزماً مجاهداً يعرف مسؤولياته ويعرف شؤونه في كل شيء.
كشّافة الإمام المهدي (عج) والشهيد
وتابعت السيدة "بدرالدين": انتمى احمد إلى كشّافة الإمام المهدي(عج)، وكان لها دور كبير بصقل شخصيته وكان له كم هائل من المعلومات الثقافية والدينية التي تجعله أن يكون إنساناً ملتزماً أكثر، وأن يكون عنده معرفة كثيرة، وطبيعي أنه من خلال الكشّافة كان يتعرف لأنه هو يدرّب ويمارس حياته بحسب فعل العمل الذي كان فيها وكان يتدرّب حتى يكون إنسانا يدافع عن عرضه ودينه وأمته. ومن الطبيعي لما يكون هذا الإنسان ملتزما وفي عائلة ملتزمة، الكشّافة تغنيه أكثر، فترعرع الشهيد في عائلة تُغذيه وتُشربه حب محمد وآل محمد(ص) ومن الطبيعي أن يترعرع على محبة النبي محمد(ص).
الشهيد أحمد كان يدرس وفي نفس الوقت يكون في الكشّافة ويمارس حياته مع عائلته، احمد كان يدرس "معلوماتية"، وكان في نفس الوقت قائد الكشّافة، وكان مجاهدا.
الميزات الأخلاقية
وحول الميزات الأخلاقية التي تميّز بها الشهيد، قالت السيدة "بدرالدين": حقيقة احمد كان متميّزاً من ناحية الأخلاق وكان ملتزما بالقيم وعنده أخلاق رفيعة وكان انساناً متديناً ومعتقداً ومهتماً بالصلاة في أول الوقت وبالأمور العسكرية ويساعد الآخرين، حنون، لائق بتصرفاته، وكان يراعي الصغير ويساعد الفقير، ويحاول أن يكون إنسانا معطاء يخفف عن الآخرين ويحمل همومهم ولا يفتح المشاكل ومهذب.
نهج التربية
وعندما سألنا من السيدة "بدرالدين" عن نهج تربية الشهيد، قالت: طبيعي منذ  ما يصير عندك ولد، وأنتِ تعلمين ماذا تريدين له، فترجعين إلى منهج محمد وآل محمد(ص) حتى يكون صورة من كمالات محمد وآل محمد(ص) على الأرض، وتربيه حتى يكون زينة لأمة محمد وآل محمد(ص)، تربيه حتى يقوم بكل ما يأمر به الله سبحانه وتعالى ومحمد وآل محمد(ص)، فكل شخص يريد أن يربي ولد يتخذ منهج محمد وآل محمد(ص) الذي هو المنهج الأساسي لتربيته، بما أن لهذا المنهج من أهمية كبرى وغنى كثير في المبادئ والقيم العالية والسامية التي تجعلك تُنشأ إنساناً قدوة وإنساناً مؤثراً ومِعطاء، شجاع وخلوق ومُحب عنده غيرة وحمية، وكل هذه الأشياء جعلت من أحمد قدوة مع أنه صغير بالعمر، ولكن لأنه يحمل من الصفات والكمالات الجميلة التي خلّت الآخرين يجتذبوا إليه، جعلته أن يكون قدوة ومؤثرا.
الشهيد ترك الزخارف الدنيوية
كما ذكرنا كانت للشهيد جميع الأشياء الرفاهية ومنها سيارته "بي إم دبليو"، فسألنا من أم الشهيد "أحمد مشلب" لماذا المظاهر الدنيوية لم تؤثر فيه ولايهتم بالزخارف الدنيوية، فقالت: لما الإنسان يتربى على منهج محمد وآل محمد(ص) ومن الطبيعي أن ما يريده الله سبحانه وتعالى هو الصراط المستقيم، فكان من الطبيعي أنه سقطت كل الإعتبارات الدنيوية والمظاهر والزخارف عند الشهيد، مع أنه أحمد كان يملك من الزخارف الدنيوية ما يتمناه كل شاب، من جمال الوجه وأناقة، وكذلك بيت جميل ومن سيارة راقية، وطبيعي أن هذه الأمور هي كلها أمور دنيوية وإذا الإنسان لم يحمل دين، تصبح هذه الأمور الدنيوية هي التي تأخذه لكي يكون في خدمتها، بينما بالنسبة للأحمد هذه الأمور كانت هي مجرّد وسيلة وترك كل الأمور والزخارف الدنيوية للقاء الله سبحانه وتعالى وقدّم بدمه على خط أباعبدالله(ع).
احمد كان يملك الأشياء ولكن لم تكن تملكه، الأشياء كلها كانت عنده إعتبارات أو وسيلة فقط ولا أكثر، كان يعتني بهم ولكن لم تكن هي الدرجة الأولى، بل كان ميله على تكليفه والجهاد وتأدية واجبه اتجاه دينه وأمته ووطنه وعرضه.
بالنسبة للأحمد كل هذه الأشياء التي كان يملكها كانت "والملك لله سبحانه وتعالى" وهي لا تساوي أي شيء أمام دين الإنسان، وأداء تكليفه وأداء واجبه الجهادي.
عاشوراء مدرسة عظيمة لنصرة المظلومين
وفيما يتعلق بتأثيره للذهاب إلى سوريا قالت: طبيعي أنه لمـّا الإنسان يتربى في مدرسة كربلاء وعلى خط أبي عبدالله(ع)، ومن الطبيعي والبديهي أن يكتسب من هذه المدرسة دروساً عظيمة لنصرة المظلومين ولا يعيش ذليلً، كلها عبارات ونداءات كان يقولها منذ كان صغيراً وما كانت فقط لقلقة على لسان، بل هو صار عن جد يُنفّذها وفعلا نفّذها، "هيهات من الذلّة"، "لبيك يا حسين(ع)"، "يا ليتنا كنّا معكم"، صحيح أن كلها كانت عبارات على لسان ولكن كانت تخرج من القلب، ولمـّا حان الوقت صارت حقيقة، يخرج المصاديق على أرض الواقع، وقال الشهيد يجب أن يدافع عن الدين، وأمّته وينصر المظلوم ويرفع الظلم، ويرفع راية الإٍسلام، ويحمي العرض وقدّم دمه في نصرة هذا الدين وهذا الخط.
"احمد" شهد حرب تموز وكان عمره 18 سنة، وكان هو بمسيرة عاشوراء ومن خلال المسيرة كان يدوس على علم إسرائيل، وكان يعتبره العدو وكان يجهز نفسه لكي يكون جنودي لصاحب العصر والزمان(عج)، وجندي يدفع العدوان عن أمته ووطنه، وطبعاً لمـّا صارت حرب سوريا، أحمد رأى العنف واعتبر قضية الحرب مع التكفيريين مهمة، الحرب التي  كانت حقيقة حرب وجود أو لا وجود وهو ذهب لكي يقدّم دمه فداء للأمة وفداء للدين وفي سبيل الله ولنصرة الحق وأمته.
الدفاع عن المراقد المقدسة
وحول الدفاع عن المراقد المقدسة والذي على عاتقنا وكيف تكون السيدة زينب(س) قدوة لعوائل الشهداء، قالت السيدة "بدرالدين": من الطبيعي الدفاع عن المراقد المقدسة هو واجبنا وتكليفنا وحمايتهم وتقديم كل ما لدينا للدفاع عن هذه المراقد المقدسة لأنه سبحان وتعالى أراد أن يكون ذكره عالي وكذلك علينا أن نساهم فيه لكي لا تكون في هذه المراقد الآفات ولا يكون فيه أضرار وتكون هي رمز صامد لرموز دين محمد وآل محمد(ص).         
 السيدة زينب(س) هي قدوة لكل عوائل الشهداء، نساء ورجالاً لمواقفها وقدرتها على إكمال المسيرة، لأنه لو لا السيدة زينب(ع) ودورها الإعلامي لتُنسى كربلاء في كربلاء، هذا الدور العظيم وهذه الصلابة والصبر هو كله قدوة، لكي نقتدي فيها ونكون على نهجها ونصبر بصبرها، ونأخذ عزيمة من عزمها والإصرار من إصرارها، علّمتنا السيدة زينب(س)، انه كيف تكون المواقف وأن لنا بعد إستشهاد أبنائنا دوراً عظيماً وهو نشر هذه الثقافة، ثقافة الشهداء وأخلاق الشهداء ونهج الشهداء، وكما كان لها دور عظيم ونحن أيضاً عندنا دور بالتأكيد، مع أننا قدّمنا أبناءنا ولكن عندنا دور لنشر هذه الثقافة لكي تظل هي نور يسعى لهداية البشر.
توصية أم الشهيد
وكأم للشهيد طلبنا منها توصية للجميع وسألناها كيف يمكن للمرأة المسلمة أن تربي جيلا مقاوماً؟ فقالت أم الشهيد "احمد مشلب": كأم شهيد عندي توصية للجميع وهي التمسك بنهج محمد وآل محمد(ص) وأن نكون حقيقة زيناً لهم ولا نكون شيناً عليهم، ونكون حقيقة من الذين يدخلون السرور إلى قلب صاحب العصر والزمان(عج) ومن الممهدين الحقيقيين العاملين لظهور صاحب العصر والزمان(عج).
الذي قدمناه شيئاً قليلاً جداً مقابل هذا الشيء العظيم وهو ظهور الإمام (عج) ونشر دولة العدل الإلهي، وطبعا توصيتي للشباب والشابات، هي أن يكون عندهم الوعي وهي مسؤولية كبيرة، ويكونوا مهتمين بقضايا كبرى ليكونوا حقيقة جاهزين لمواجهة الحرب الدائمية والحرب النفسية والحرب الناعمة والحرب عسكرية، نحن أمام تحديات كثيرة ويجب أن يكون عندنا معرفة كبيرة بمقدار ما نواجه
هذه الحروب.
وأخيراً قالت السيدة "بدرالدين": المرأة هي التي تربي، المرأة مدرسة إذا أعددتها، أعددت شعباً طيب الأعراق، وكما قال الإمام الخميني (رض) المرأة كالقرآن كلاهما يصنعان الرجال ولا أحد يصنع الرجال إلا المرأة، وحقيقة لها دور كبير، بصناعة إنسان مقاوم مؤمن مجاهد، هي التي تغذيه وتربيه، وهي التي تدفعه إلى الجهاد وهي التي تشد فيه العزيمة، وهي التي تكفيه وتعلّمه، هي التي تكون حقيقة أول نور تضيء له هذا الطريق وهو طريق الجهاد والمقاومة.

 

 

البحث
الأرشيف التاريخي