تعزيز روح العطاء والشعور بالمسؤولية
الوفاق / حرص الإسلام على تعزيز روح البذل والعطاء لدى الإنسان المسلم حتى الإيثار، لذا حمّل كلَّ فرد في المجتمع المسؤوليّة في مدِّه يد العون إلى من يحتاج إليه، ولم ير ذلك خياراً بل واجباً، فقد ورد في الحديث عن الإمام الصادق (ع): " إنَّ الله لم ينعم على عبد نعمة إلا وقد ألزمه فيها الحجة من الله، فمن منَّ الله عليه فجعله قوياً، فحجّته عليه القيام بما كلَّفه، واحتمال من هو دونه ممن هو أضعف منه، ومن منَّ الله عليه فجعله موسعاً عليه، فحجّته عليه ماله، ثم تعاهده الفقراء بعد بنوافله، ومن منَّ الله عليه فجعله شريفاً في بيته، جميلاً في صورته، فحجّته عليه أن يحمد الله تعالى على ذلك، وأن لا يتطاول على غيره، فيمنع حقوق الضعفاء لحال شرفه
وجماله "
التعاون داخل المجتمع
إننا أحوج ما نكون إلى تعزيز روح العطاء والشعور بالمسؤولية تجاه من يعانون، وتعزيز التعاون داخل المجتمع، بعد أن تفاقم الوضع الاقتصادي والمعيشي، حيث يزداد الفقراء فقراً والأغنياء غنى، ما يستوجب تكاملاً وتعاوناً من أجل القيام بهذه المسؤوليّة.
ونحن مع حرصنا على إبقاء المبادرات الفردية، وهي ضرورية، ولكن يبقى الأساس هو تعزيز المبادرات الجماعية، عبر إنشاء جمعيات أو لجان، سواء أكانت لجان أحياء أو داخل قرية، أو لجان مساجد، للقيام بحلّ هذه المشكلات، أو بمدّ يد العون للجمعيات والمؤسّسات التي تحمل هذا العبء، والتي باتت تنوء بحمل هذه المسؤوليّات، والتي من مسؤولية المجتمع كلّه أن يقف معها، وأن يسندها بالدعم والنصح والتسديد والنقد، لكنّه النقد البنّاء لا الهدّام، كما يجري في الهواء الطلق.
فلا يكفي انعدام القدرة المادية أو الجهد الفرديّ كعذرٍ أمام الله لعدم القيام بالمسؤوليّات تجاه هؤلاء وخدمتهم، بل حتى يكون الإعذار، لا بدّ من أن نضم جهودنا إلى جهود الآخرين ونعمل معهم.
تلبيةُ حاجةِ المقترِض
يُعد الحاجة إلى القرض من الحوائج التي لا بدّ من المبادرة إلى قضائها، وأن لا يقف أمامها أيّ عائق. فالكثيرون عندما يحتاجون المال، لا يريدون من يتفضَّل عليهم بصدقاتهم أو بالخمس أو الزكاة أو أيّ من الواجبات المالية، بل إلى من يقرضهم، لأنهم قادرون على ردّ المال في الوقت المحدَّد.. هؤلاء ممن دعا الله (سبحانه وتعالى)، كما الأحاديث الشريفة، إلى سدّ حاجتهم، وعدم تركهم يعانون عندما يحتاجون إلى القرض لتأمين غذاء أو دواء، أو ما يساعدهم في تأمين معيشتهم أو أيّ حاجة من الحاجات، حتى لا يقعوا في قبضة من يستغلون حاجتهم من المرابين، أو من يبذلون ماء وجوههم أمامهم لأجل الحصول عليها، فالذين يقرِضون، يكونون في موقع تقدير الله سبحانه، لأنهم عندما يفعلون ذلك، فإنهم يقرضون الله سبحانه وتعالى.