الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • مقالات و المقابلات
  • الریاضه و السیاحه
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وأربعة - ١٢ أغسطس ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وأربعة - ١٢ أغسطس ٢٠٢٣ - الصفحة ۷

أدب العطاء في مدرسة أهل البيت (ع)

 

الوفاق/انطلاقاً من المسؤولية الاجتماعية التي حث عليها الإسلام وأن المجتمع هو شراكة بين أفراده يجب أن يساهم الجميع في بنائه والمحافظة عليه فقد اعتبر الإسلام البذل والعطاء أحد أهم مظاهر التكافل الاجتماعي
الرئيسية.
 وعندما نتحدث عن العطاء فنحن لانخص الجانب المادي منه وإن كان هذا الجانب يُعتبر على رأس القائمة – وإنما أردنا العطاء وهو الوقوف إلى جانب الآخرين وتحسس حاجاتهم المختلفة ومد يد العون والمساعدة وتقديم جميع صور الرعاية لهم سواء على المستوى النفسي أو الاجتماعي أو الاقتصادي بهدف خلق مجتمع سوي متضامن خال من العاهات والتشوهات التي يخلقها تخلي الأفراد عن مسؤولياتهم اتجاه مجتمعهم وتغليب مصلحة الذات والأنا على المصلحة
العامة.
العطاء أمان المجتمع
يعتبر العطاء أمثل تعبير عن إنسانيَّة الإنسان، فالإنسان لا يمكن أن يكون إنساناً وهو أناني، يتحكّم به الاستئثار والجشع والبخل.
وهو ضمانٌ لسلام المجتمع وأمنه، فلا يمكن لمجتمع أن ينعم بالطّمأنينة والسّلام، أو أن يحظى بالاستقرار، إلّا عندما يشعر أفراده بروح التّعاطف والتراحم، ويمدّ كلّ واحد يده إلى الآخر، فالفقر هو مشروع تنازع وفتنة، هو سبب لخراب المجتمع، ودخول شياطين الجنِّ والإنس إليه.
وقد قال عليّ(ع) لابنه الحسن(ع): "لا تلم إنساناً يطلب قوته، فمن عدم قوته كثرت خطاياه". ولكن طبعاً، لا يفهم من هذا الحديث أنَّ الفقر يبرِّر التعدّي على أملاك النّاس، أو الأملاك العامّة، ولكنّ المراد منه التّنبيه إلى مخاطر تفشّي الفقر والفاقة، ومن هنا، كان الحثّ على العطاء.
والعطاء هو أقرب الطّرق إلى الجنة، ولذا، عندما جاء رجل إلى رسول الله(ص) وقال له: أيّ الناس أفضلهم إيماناً؟ قال(ص): "أبسطهم كفّاً"، وقال: "أحبّ النّاس إلى الله عزَّ وجلَّ،
أسخاهم كفّاً".
على درب الأئمَّة الاطهار(ع)
بروح العطاء، نعبّر عن ولائنا وحبِّنا للإمام الحسن(ع)، ولكلّ أئمّة أهل البيت(ع)، فلا تنال ولايتهم إلا بالحبّ، بالحبّ لله الذي يتحوّل إلى حبّ للناس، والذي عبّر عنه الله: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً* إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً
وَلَا شُكُوراً}.
ومتى عشنا هذه القيمة، فسنكون نحن الصّورة التي تحدَّث عنها رسول الله(ص): "مَثَلُ المؤمنين في تَوَادِّهم وتراحُمهم وتعاطُفهم: مثلُ الجسد، إِذا اشتكى منه عضو: تَدَاعَى له سائرُ الجسد بالسَّهَرِ والحُمَّى"، "المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص، يشدّ بعضه بعضاً، ولا يخذل بعضه بعضاً"، وقوله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ
وَالْعُدْوَانِ}.

البحث
الأرشيف التاريخي