مع تصاعد تحريض السلطات اليمينية
اللاجئون في ألمانيا ضحايا العنصرية و العنف
تحدثت منظمتان تعنيان بشؤون اللاجئين وحقوق الإنسان في ألمانيا عن ارتفاع عدد الاعتداءات "المناهضة للأجانب" التي تستهدف اللاجئين وأماكن إقامتهم في ولاية بافاريا، والتي تعد من أكثر الولايات الألمانية شهرة بهذه الاعتداءات. وفي هذا الإطار، انتقدت المنظمتان سلطات الولاية وسياساتها التي تصور ظاهرة الهجرة على أنها خطر ، و أفاد مجلس اللاجئين في بافاريا ومركز تقديم المشورة لضحايا العنف من قبل الجماعات اليمينية بأن عدد الاعتداءات "المناهضة للأجانب" على اللاجئين وأماكن إقامتهم ازداد، حيث شهدت الولاية 105 اعتداء على اللاجئين و14 اعتداء على أماكن إقامتهم في النصف الأول من هذا العام، وبذلك تصبح ولاية بافاريا "في رأس قائمة الولايات الألمانية التي يتعرض فيها اللاجئون لاعتداءات ذات دوافع "مناهضة للأجانب" خلال هذا العام،و ذلك حسب المنظمتين، اللتين انتقدتا سلطات الولاية وسياساتها التي تعامل حركة الهجرة كخطر وأزمة لإيواء اللاجئين معضلة غير قابلة للحل.
جرائم ذات توجه سياسي
وليست زيادة عدد الاعتداءات على اللاجئين وأماكن إقامتهم مقتصرة على ولاية بافاريا فحسب، بل تشمل معظم الولايات تقريبًا. إذ ارتفع عدد الجرائم ذات التوجهات السياسية على مساكن اللاجئين في ألمانيا بشكل مستمر منذ بداية العام الماضي، جاء ذلك في رد الحكومة الألمانية على استفسار من كتلة حزب اليسار في مجلس الشورى. وذكر الحكومة في ردها أن مجموع هذه المسائل التي كان فيها مساكن اللاجئين إما مشهدًا للجريمة أو هدفًا مباشرًا لها، بلغ حتى منتصف تموز/يوليو الماضي 80 هجومًا، منها 74 هجومًا يُعْتَقَد أن منفذيه من التيار اليميني، وهجومان تم تصنيفهما ضمن جرائم حدثت لتنفيذ أجندات خارجية وهجوم تم تصنيفه ضمن جرائم "الأيديولوجية الدينية".
وكان عدد الجرائم ذات التوجهات السياسية على مساكن اللاجئين في ألمانيا بلغ في النصف الأول من العام الماضي 52 هجومًا، وبلغ عدد هذه الهجمات في النصف الثاني من ذلك العام 71 هجومًا. وأشارت الحكومة إلى أن الهجمات التي حدثت في النصف الأول من 2023 على طالبي لجوء ولاجئين ومساكن لاجئين أسفرت عن إصابة ما مجموعه 39 شخصًا بينهم أربعة أطفال.
الأحزاب الحاكمة هي المحرض
من ناحيتها، قالت كلارا بورغر المتحدثة باسم كتلة اليسار لشؤون سياسة اللجوء: "إنه أمر مؤسف أن يتعرض الأشخاص الذين يطلبون الحماية هنا لحالات عداء وعنف وإقصاء بهذه المقدار. واتهمت أحزاب "البديل" والديمقراطي المسيحي وشقيقه الأصغر المسيحي الاجتماعي البافاري بأنها سهلت الطريق لـ "التحريض المعادي للأجانب" ضد اللاجئين من خلال "انتقاداتها الشديدة لحق اللجوء، وأضافت بورغر أنه لا يجب أن نغفل أيضًا على أن "حزب المستشار أولاف شولتس الديمقراطي الاشتراكي وحزب الخضر بالموافقة على تغير نظام اللجوء في أوروبا، و هذا يعني إلغاء حق اللجوء في دول اتحاد أوروبـا.
اليمين المتطرف
و تجدر الإشارة إلى أن حزب "البديل" يعد رأس حربة في الهجوم على المهاجرين و المسلمين أيضا في ألمانيا و البديل هو حزب سياسي يميني متطرف يعارض الهجرة والإسلام والاتحاد الأوروبي. يتهم الحزب المهاجرين بشكل عام والمهاجرين المسلمين بشكل خاص بإضعاف الثقافة والحياة الألمانية. كما يروج الحزب لصورة نمطية سلبية عن المسلمين ويربطهم بالإرهاب والعنف ، و في العام 2023، تصاعدت إساءات الحزب البديل للاجئين في ألمانيا، وخاصة اللاجئين من أوكرانيا وسوريا وأفريقيا، حيث شهدت ألمانيا زيادة في عدد الجرائم المعادية للإسلام واللاجئين، التي نفذها أعضاء وأنصار الحزب. تضمنت هذه الجرائم إرسال رسائل مسيئة وتهديدات، وكتابة شعارات على جدران المساجد والمراكز الثقافية، والإضرار بالممتلكات والأشخاص، وحتى محاولات إشعال حرائق.
المسلمون هم الأكثر اضطهادا
و كانت قد اعترفت مؤخرا وزيرة الداخلية الألمانية في تصريح لها عقب صدور تقرير لجنة مستقلة في يونيو/حزيران الماضي بأن "المسلمين هم واحدة من أكثر الأقليات تعرضًا للضغط في البلاد". وأوضح التقرير أن المسلمين يواجهون زيادة في التمييز والصور النمطية في المجتمع الألماني، وأن نحو نصف الألمان يقبلون بالتصريحات المعادية للإسلام. وأشار التقرير إلى أن هذه التصريحات تؤثر سلبًا على المجتمع وتزيد من التوتر والانقسام. كما أشار التقرير إلى أن المسلمين، سواء كانوا من المولودين في ألمانيا أو من المهاجرين، يتعرضون للتصنيف على أنهم "أجانب"، ويواجهون صورة سلبية تجاه الإسلام وارتداء الحجاب. وأكد التقرير أن الثقافة الشعبية والأفلام تساهم في تعزيز هذه الصور النمطية وإقامة روابط غير دقيقة بين المسلمين والإرهاب والعنف.