الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • مقالات و المقابلات
  • الریاضه و السیاحه
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وواحد - ٠٨ أغسطس ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وواحد - ٠٨ أغسطس ٢٠٢٣ - الصفحة ٦

السائح والاعلامي العراقي محمود الربيعي للوفاق:

ايران وجهة سياحية رائعة يقصدها السياح من كل ارجاء العالم


تعد ايران من اهم وجهات السياحة العالمية وذلك لاتساع رقعتها الجغرافية واحتوائها على اهم المواقع الاثرية في العالم اضافة الى غناها بالاماكن الطبيعية الساحرة.
وهنالك العديد من الأسباب التي تجعل من إيران دولة يتوافد إليها الزوار من جميع أنحاء العالم، فهي تتمع بالعديد من المناظر الخلابة، وفيها العديد من المواقع التاريخية التي تعتبر من المواقع الاستثنائية، كما انها تتمتع بمناخات تتيح للزائر بالتمتع بالفصول الاربعة في وقت واحد، بالإضافة إلى الحضارة والثقافة المميزة لها، كما أن طبيعة السكان في تعاملهم مع السياح ودية، فكل ذلك جعلها وجهة سياحية يقصدها الزوار من مختلف أنحاء العالم، كما تعتبر إيران من البلدان المنفتحة، وتعتبر نقطة جذب للسياح أيضاً، وفي هذا الصدد يروي لنا السائح والاعلامي العراقي محمود الربيعي سياحته في ايران:
رحلة هادئة بددت كل ما ينتاب المسافرين
لم تكن (سبعة أيام) تلك التي مضت، بل لم تكن سبع ساعات حتى، ولا سبع دقائق، بل كانت سلسة جميلة من اللحظات السريعة مرت بين جمعتين غادرنا في صباحها الأول مطار بغداد الدولي لنحط رحالنا في مطار الإمام الخميني (رض)، في رحلة هادئة وبعد ساعة وعشر دقائق، دخلنا قاعة المطار اللامعة الجميلة التي تمثل وجه البلد المضياف، واخذنا حقائبنا، وكنت أول الخارجين لشمس طهران الباسمة وانا أشعل سيجارتي منتظرا وصول اعضاء الوفد الذي ضم معي 24 كاتبا ومثقفا من الخبراء الستراتيجيين والمحللين السياسيين واساتذة الجامعات.
زيارة مرقد قائد الثورة الاسلامية الامام الخميني(رض)
توجهنا بالباص الكبير ونحن نجتاز طريقا زاد عن الاربعين كيلومترا من الزهور الجميلة والاشجار الباسقة والشوارع الاسفلتية المغتسلة بالندى، مررنا خلالها بجوار مرقد مفجر الثورة الاسلامية الامام الخميني(رض) وقلوبنا تهفو لزيارته، معبرين عن رغبتنا بإداء الصلاة التي حان وقتها فيه، لكن الجدول المنظم من قبل الأخوة الاعزاء الذين كانوا في استقبالنا لم يكن يتيح هذه الفرصة الطيبة، فكل شيء كان معداً بدقة ومخططاً له بعناية، وصلنا محل إقامتنا في الفندق الكبير الذي كان مهيئا لاستقبالنا بكرم
وضيافة لانظير لها.
صعدنا كل الى غرفته، وكنت في الطابق السابع عشر فتحت ستائر النوافذ على مشهد آخاذ للشوارع والبنايات والجبال القريبة العالية التي اكتست بلون الشمس لترسم صورة رائعة لمدينة تتنفس الجمال في كل تفاصيلها.
استرحنا قليلاً وبعهدا خرجنا في ليلتنا الاولى لزيارة واحد من اجمل واعلى الابراج في العالم «يحتل المرتبة السادسة من حيث الارتفاع»، وصلنا الى باحته العلوية لنطل على قطعة من النور المتناثر من مصابيح المدينة، وبين تماثيل الشمع التي تبدأ بالشهيد القائد الحاج قاسم سليماني وصولا الى العالم الاسلامي الكبير ابن سينا مرورا بنخبة منتقاة من كبار رجال ونساء الحضارة الاسلامية الايرانية التي اثبتت قدرة الانسان على الابداع المتجسد في «برج الميلاد» الذي يعد تحفة معمارية فريدة تؤكد قدرة الاسلام المحمدي الحاكم على الاعمار والبناء.
أكاذيب الاعلام المعادي لا أثر لها على الاطلاق
كنت اعرف وانا اتصفح وجوه الناس في هذا المكان السياحي الجميل أن أكاذيب الاعلام المعادي الذي يكرر اسطوانات البؤس والقمع لا أثر لها، فالايرانيون شعب يحب الحياة ويحترم القانون ويؤمن بالنظام الإسلامي ويعتز بقيادته ويفتخر بوطنه، وهو يعيش نوعاً من الحرية المسؤولة لم تألفه شعوب البلدان التي يعادي حكامها ايران لأسباب معلومة.
كانت الايام الاولى السبت والأحد والإثنين والثلاثاء بلاساعات ولادقائق فبين الجلسات الهامة والنقاشات المستفيضة مع كبار قادة البلد المضيف وخيرة مثقفيها وخبرائها وبين ساعات النزهة والاستجمام الجميلة كانت لقاءاتنا تبحث عن طريقة مناسبة لتقليل الوقت الذي قد يضيع بساعة من النوم الزائد عن الحاجة.
أمضينا صباحاً مفعماً بالدهشة ونحن نتجول في صفحات التاريخ لنطالع أروع صور الابداع في الحدائق الغناء التي توسطتها القبة الكبيرة التي ضمن عجائب متحف الدفاع المقدس الذي تجول بنا من ركام الحرب التي خاضها صدام المقبور بأوامر من أسياده الصهاينة ودعم من حلفائه من حكام العرب الخونة في ثمانينيات القرن الماضي حتى بلغنا تخوم صعدة مرورا بآيات النصر في حلب ودمشق وسامراء وآمرلي وتكريت وجنوب لبنان، وكانت لنا في تجريش جولة بين مزارها المقدس واسواقها وشوارعها المؤنسة أوقاتا طيبة، كما كان لنا في اكبر مكتبات العالم في (حديقة الكتاب بطهران) جولة  رائعة كم تمنيت ان لانتنهي، رغم اننا قد ختمناها بجولة على جسر الطبيعة والمناظر الآخاذة التي تخلب الألباب،  وكان في صباح الأربعاء موعد زيارتنا لموقع الاقتدار الشيعي في ساعات لايمكن وصفها، مكثنا بعدها في سويعة بهجة مونقة عند ضريح السيد الامام روح الله الخميني (رض) لنتزود منه بعبق الايمان والولاية والانتصار، توجهنا بعدها لزيارة السيدة فاطمة المعصومة بنت الامام موسى بن جعفر(عليهم السلام) فوجدتها بعد فراق لسنين قد ارتدت حلة قشيبة فقد اتسعت شوارعها وازدانت ميادينها وتلألأت انوار عتباتها المقدسة بالمزيد من الضوء الذي انار دروب قم المقدسة وافشل مخططات الحصار عليها.
في رحاب الاماكن المقدسة والمكتبات والاسواق القريبة
وفي صباح يوم الخميس كان موعد رحلتنا صوب أنيس النفوس وشمس الشموس لنمضي في رحابه المقدسة والمكتبات والاسواق القريبة من مرقد الامام الرضا(ع) الطاهر ما تبقى من سويعات اليوم الأخير للرحلة الرائعة التي مضت سريعاً.
في كل مرة كنت اتحدث فيها مع احد الاخوة من اعضاء الوفد عن اي موضوع كان يخالجني شعور المتوجهين سوية لزيارة العتبات المقدسة، لم نكن 25 شخصاً بأمزجة مختلفة ووجهات نظر متعددة، بل كان كل ما حولنا يحيلنا الى قلب واحد يمتلأ بالمحبة والإعتزاز والشعور بالفخر والإمتنان لهذا العمق الراسخ للايمان والجمال والانتصار فلم يكن بوسعنا الا ان نقول: شكرا ايران، جعلنا الله واياكم من المنتظرين والممهدين لمقدم صاحب الزمان (ارواحنا فداه).

 

البحث
الأرشيف التاريخي