الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • مقالات و المقابلات
  • الریاضه و السیاحه
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وواحد - ٠٨ أغسطس ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وواحد - ٠٨ أغسطس ٢٠٢٣ - الصفحة ٤

كعادتهم في استهداف الأصوات التي تفضح جرائمهم

حملة صهيونية ضد جمعية الطلاب الإسلامية في بريطانيا

الوفاق- تأسست جمعية الطلاب الإسلامية في بريطانيا في عام 1992، بهدف نشر الفكر الإسلامي والتضامن مع القضايا العادلة في العالم، وخاصة القضية الفلسطينية. تحتوي هذه المنظمة أو الجمعية على فروع في عدة جامعات بريطانية ومقر في لندن. وهي تنتمي أيضًا إلى اتحاد الجمعيات الطلابية المسلمة في أوروبا، وهو اتحاد إقليمي يضم أكثر من 40 جمعية طلابية إسلامية في 17 دولة أوروبية. ومع ذلك، تواجه هذه المنظمة حملة شرسة من الصهاينة وحلفائهم في بريطانيا، الذين يحاولون إغلاقها ومنع أنشطتها، بذريعة أنها تروج للتطرف والإرهاب وترتبط بالحرس الثوري الإيراني.
حملة ممنهجة
استخدمت الحملة أدلة ملفقة ومحرفة لاتهام المنظمة باستضافة كبار المسؤولين وقادة حرس الثورة الإيراني، مثل سعيد قاسمي وحسين يكتا وعلي رضا فضل الله، لإلقاء خطابات ومحاضرات في مقر المنظمة في لندن، على الرغم من وجود بعضهم في قائمة العقوبات البريطانية بذريعة انتهاكات حقوق الإنسان. كما اتهموا المنظمة بتكريم الشهداء قاسم سليماني وعماد مغنية، وإنكار المحرقة اليهودية أو الإبادة الجماعية لليهود في بعض الخطابات، و نشرت صحيفة "ذا جيوش تشرونيكل" ذات التوجه الصهيوني تقريرًا بعنوان "عصر اليهود سينتهي قريبًا" فصلت فيه التهم للجمعية. كما أجرت المجلة مقابلات مع بعض الشخصيات السياسية البريطانية، مثل "ریتشارد دیرلاو" الرئیس السابق جهاز المخابرات MI6، "آلیشیا کرنز" رئیسة لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان، و آنتوني كلیز خبیر الأمن والمخابرات في جامعة باکینجهام، الذین ادعوا قلقهم من أنشطة المنظمة.
وأثارت هذه الأخبار موجة إعلامية ضد اتحاد الجمعيات الطلابية المسلمة في أوروبا، و اللافت في الأمر هو قيام أشهر الوسائل الإعلامية بنقل هذا التقرير و المساهمة بنشره مثل  The Independent، The Times، The Jerusalem Post، و غيرها  من الوسائل الإعلامية، مما يوحي بأن هناك حملة ممنهجة ضد هذه الجمعية، و يبدو أن هذه الحملة جزء من خطة أكبر من الصهاينة لإضعاف وتكميم الأصوات التي تدعم فلسطين وتعارض الكيان الصهيوني في بريطانيا و خاصة في الحرم الجامعي.
سياسة كم أفواه المعارضين
 ما يقوم به الصهاينة الأن ضد جمعية الطلاب الإسلامية في بريطانيا ليس جديدا في سياساتهم المتبعة ضد أي صوت يفضح جرائمهم، فقد حاول الصهاينة سابقًا إغلاق مؤتمر علمي في جامعة ساوثهامبتون في عام 2015، لأنه تناول قانونية الكيان الصهيوني، كما يستخدمون منظمات مثل اتحاد الطلاب اليهود المنتمي إلى منظمة صهيون العالمية لاستقطاب وتدريب ناشطين مؤيدين للكيان في الجامعات وتجهيزهم للعمل في "السفارة الإسرائيلية" في لندن.
 و لايقتصر الأمر على بريطانيا، فمن بين الأمثلة البارزة على محاولات الصهيونية لإسكات الأصوات التي تنتقدهم في أوروبا، هو حملة التشهير والترهيب ضد الناشطين والمؤسسات المؤيدة لحركة المقاطعة والعقوبات (BDS)، التي تهدف إلى ممارسة الضغط السلمي على الكيان الصهيوني لإنهاء احتلاله للأراضي الفلسطينية وانتهاكاته لحقوق الإنسان. وقد اتخذت بعض الدول الأوروبية، مثل ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، قوانين وقرارات تجرم أو تحظر هذه الحركة، بدعم من الجماعات الصهيونية والإسرائيلية، كذلك قاموا بحملات تضليل و تشويه ضد المؤرخين والأكاديميين والصحفيين الذين يكشفون جوانب من تاريخ الكيان الصهيوني المظلم، مثل التطهير العرقي والتهجير القسري والمجازر التي ارتكبت بحق الفلسطينيين في عام 1948. وقد تعرض بعض هؤلاء، مثل إيلان بابيه وشلومو ساند وديفيد شير، للتهديد والتشويه والتهمة بأنهم "أعداء إسرائيل" أو "معادون للسامية".
محاولات محكومة بالفشل
ولكن على الرغم من هذه المحاولات، فإن جمعية الطلاب الإسلامية في بريطانيا ما زالت تواصل أنشطتها وبرامجها بشجاعة وثبات، معتمدة على دعم وتأييد الطلاب المسلمين وغيرهم ممن يتعاطفون مع قضاياهم. أظهرت هذه المنظمة تاريخًا غنيًا من الإنجازات والأنشطة التعليمية والثقافية والخيرية والإغاثية التي تبرز دورها الاجتماعي والإنساني و كذلك دورها في نشر الإسلام الحقيقي ومواجهة الإسلاموفوبيا والصهيونية . كما تحافظ على علاقات جيدة مع المجتمعات المسلمة في أوروبا والشرق الأوسط، خاصة في إيران، و لكنها لا تتبع لأحد بل تحترم هذه المنظمة القوانين البريطانية وتسعى للاندماج في المجتمع البريطاني دون التخلي عن هويتها الإسلامية. كما تتمتع بالاستقلالية والحرية في اتخاذ قراراتها وتحديد أولوياتها دون التأثر بالأجندات الخارجية، و قد نفت هذه المنظمة مرارًا وتكرارًا اتهامات الصهاينة بالترويج للتطرف أو الإرهاب، وأكدت أنها تؤمن بالحوار والسلام والعدل.
وفي ضوء ما سبق، يمكن القول إن جمعية الطلاب الإسلامية في بريطانيا هي نموذج مثالي لحركة الطلاب المسلمين في أوروبا، التي تسعى إلى تحقيق رؤية إسلامية شاملة وحضارية. وأن محاولات الصهاينة لإغلاقها تشكل دليلًا على خوفهم من تأثيرها وشعبيتها. لذلك، فإن محاولات الصهاينة لإغلاق جمعية الطلاب الإسلامية في بريطانيا محكوم عليها بالفشل لأنها مبنية على أكاذيب وافتراءات.

البحث
الأرشيف التاريخي