عبداللهيان يزور طوكيو بالتزامن مع ذكرى قصف هيروشيما وناغازاكي:
سبب الحرب الأوكرانية هو الناتو.. العلاقات مع دول آسيا أولوية ايران
الوفاق- أجرى وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان، يوم أمس، زيارة الى اليابان تلبیة لدعوة رسمية من نظيره الياباني، وتزامنت مع ذكرى القصف الذري على هيروشيما وناغازاكي عام 1945 من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، والذي أدى إلى كارثة إنسانية هائلة في هاتين المدينتين، والتقى اميرعبداللهيان خلال هذه الزيارة كلاً من رئيس الوزراء الياباني "فوميدا كيشيدا" في طوطيو. وقبل هذا الاجتماع، التقى امير عبداللهيان مع نظيره الياباني "يوشيماسا هاياشي" ووزير الصحة والعمل والرعاية الإجتماعية في اليابان "كاتسونوبو كاتو".
ورغم أن زيارة السيد عبداللهيان جاءت بالتزامن مع ذكرى أكبر مجزرة إرتكبتها أمريكا في التاريخ البشري بحق الشعب الياباني المتمثّلة بقصف هيروشيما وناغازاكي بالقنابل الذرية عام 1945، إلاّ أن بحث ملف الأموال الإيرانية المجمّدة في اليابان بسبب العقوبات الأمريكية الجائرة كانت على رأس أجندة زيارته، حيث كان قد أكد في وقت سابق رئيس الجمهورية آية الله السيد ابراهيم رئيسي، لدى لقائه وزير الخارجية الياباني توشيميتسو موتيجي، إنه من "غير المبرر" منع إيران من الوصول إلى ملايين الدولارات من الأموال المجمدة من قبل طوكيو بسبب العقوبات الأميركية.
في هذا السياق، أعلن وزير الخارجية إن المحادثات التي أجريت بجهود ووساطة الاتحاد الأوروبي ومنسق السياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي جوزيب بوريل تدعو جميع الأطراف إلى التزاماتهم الكاملة بخطة العمل المشترك الشاملة. وقال في مؤتمر صحفي في اليابان يوم أمس، عن المحادثات غير المباشرة مع الولايات المتحدة: "تبادل السجناء قضية إنسانية، وقد أجرينا محادثات غير مباشرة مع الولايات المتحدة منذ العام الماضي".
تطوير العلاقات مع اليابان
وبشأن زیارته إلى طوكيو والعلاقات بين إيران واليابان، قال: إن آسيا تعتبر من أهم أولويات السياسة الخارجية للبلاد في استراتيجية الرئيس الإيراني آیة الله السید ابراهیم رئيسي ومن هذا المنطلق إن تطوير العلاقات مع بلدنا الصديق، اليابان، هو محط إهتمامنا. وأضاف: لدينا ثروة كبيرة بما في ذلك أكثر من ألف عام من العلاقات الشعبية والثقافية وأكثر من 9 عقود من العلاقات الدبلوماسية الرسمية ونعتبر هذه العلاقات التاريخية سندا قويا للعلاقات والتعاون بين البلدين. وقال: إن ايفاد السفیر الإيراني الى اليابان "بيمان سعادت" باعتباره أحد الدبلوماسيين وكبار المديرين في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، أتی في إطار هذه العلاقات القوية بين البلدين. وصرح: إن المحادثات التي أجريت بجهود ووساطة الاتحاد الأوروبي ومنسق السياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي جوزيب بوريل تدعو جميع الأطراف إلى التزاماتهم الكاملة بخطة العمل المشترك الشاملة.
وفيما يتعلق بأوكرانيا، قال: إن الجمهورية الإسلامية الإیرانیة لطالما أكدت على موقفها الثابت والمبدئي بأن الحرب ليست الحل. وأضاف أميرعبد اللهيان: نحن نعتبر الناتو (منظمة معاهدة شمال الأطلسي) واستفزازات هذه المنظمة من الاسباب الرئيسية للحرب والأزمات ونواصل جهودنا لوقف الحرب والحل السّياسي.
القدرة الدفاعية لإيران
وقال عن قدرات إيران الدفاعية: إن إيران لديها قدرة دفاعية قوية وتكنولوجيا عالية و تُستخدم قوتها الدفاعية لضمان أقصى درجات الأمن للبلد وأمن منطقتنا. وأشار إلى الإتهامات بشأن استخدام المسیّرات الإیرانیة في حرب أوكرانيا، وقال: إن أحد محاور العلاقات مع روسيا في السنوات الماضية كان في مجال التعاون الدفاعي، لكننا لم نقدم تسهيلات وإمکانیات لموسكو لاستخدام الطائرات بدون طيار أو الأسلحة الإيرانية في حرب أوكرانيا وأنتم تعلمون أن روسيا تعتبر واحدة من أكبر منتجي ومصدري الأسلحة في العالم. وأضاف: قرأت اليوم تقريرًا في اليابان يؤكد أن معظم الأسلحة المستخدمة في أوكرانيا أرسلت من أمريكا والدول الغربية.
أوكرانيا تملّصت من المفاوضات
وتابع قائلا: اتفقنا مع وزير خارجية أوكرانيا على اجتماع الوفود العسكرية للبلدين في عمان ولم تقدم أوكرانيا أي وثيقة مقبولة خلال الاجتماع العسكري بين البلدين، ولفت اميرعبداللهيان الى انه تم الإتفاق على أن يقوم الجانب الأوكراني بفحص وثائقه مرة أخرى لدراستها في اجتماع آخر مع الجانب الإيراني. ولقد طلبنا مرارًا عقد هذا الاجتماع، لكن الجانب الأوكراني لم يحضر في الجولة الجديدة من المحادثات.
العلاقات مع روسيا
وقال أمير عبد اللهيان عن العلاقات بين إيران وروسيا: إن روسيا جارة مهمة للجمهورية الإسلامية الإيرانية ونتبع شعار "لا للشرق ولا للغرب" في مجال الاستقلال السياسي. ولقد تفاعلنا مع الغرب والشرق وسنواصل القيام بذلك في إطار ضمان المصالح الإيرانیة. وتابع: الجيران من أولويات سياسة الحكومة الإيرانية فإن روسيا هي أيضًا جارتنا الشمالية.
وخلال مباحثاته مع وزير الصحة والعمل والرفاه الاجتماعي الياباني، كاتسونوبو كاتو، أكد وزير الخارجية على ضرورة رفع مستوى التعاون بين ايران واليابان في مختلف المجالات، وخاصة آلية مشاركة الشركات اليابانية في قطاع الادوية والمعدات الطبية في ايران. واعتبر حسين امير عبداللهيان العلاقات السياسية بين البلدين والاحترام الثقافي المتقابل بأنها أمر مهم، واصفا إهداء الحكومة اليابانية اللقاح الى ايران في فترة جائحة كورونا بأنه خطوة قيمة.
ووصف امير عبداللهيان الحظر الاميركي الأحادي بأنه غير قانوني، وأكد على ضرورة رفع مستوى التعاون بين طهران وطوكيو في مختلف المجالات، وخاصة آلية مشاركة الشركات اليابانية في قطاع الادوية والمعدات الطبية في ايران. كما شرح وزير الخارجية الايراني، التقدم الذي احرزته ايران في مجال التقنيات الحديثة وخاصة في المجال الطبي.
معارضة أسلحة الدمار الشامل
من جانبه، أشار وزير الصحة والعمل والرفاه الاجتماعي الياباني الى مشاركة وزير الخارجية الايراني في الذكرى السنوية الـ78 للقصف النووي لمدينتي هيروشيما وناكازاكي، مؤكدا على معارضة الشعب الياباني لأسلحة الدمار الشامل. تعليقاً على الزيارة قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني: سنتابع موضوع مطالباتنا المالية من مختلف الدول، وقد طرحت هذه القضية على مختلف المستويات، ونوقشت في الاجتماع بين رئيس الجمهوریة آیة الله ابراهیم رئيسي ورئيس الوزراء الياباني على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في العام الماضي. واضاف أن الحكومة اليابانية أعلنت مرارًا أنها مستعدة لدفع ديون إيران وتحاول تحقيق ذلك، لافتا الى ان الأموال الإيرانية المجمدة على جدول أعمال مباحثات وزير الخارجية مع المسؤولين اليابانيين.