قائد الثورة يشيد بمهمة المجموعة البحرية 86:
إنجاز لم يكن أقل قيمة من العمل العسكري
الوفاق- وصف قائد الثورة الإسلامية آية الله العظمى الإمام السيد "علي الخامنئي"، مهمة المجموعة البحرية في قطع مسافة تقدر بـ 65 ألف كم خلال 8 أشهر، بأنها عمل کبیر وشرف عظیم، وذلك خلال استقباله قائد وکوادر وعائلات هذه المجموعة، في حسینیة الامام الخمیني (رض) بالعاصمة طهران.
وأوضح سماحته: إن عدد القوات البحرية الشهيرة في العالم الذين قاموا بهذا العمل ويمكنهم القيام به قليل، لكنكم أنجزتم هذه المهمة وعبرتم ثلاثة محيطات وعدتم إلى البلاد بفخر وشموخ. وقال الإمام الخامنئي: أعتقد أنه من الضروري أن نتذكر أسر الشهداء الأعزاء وأن ننحني إجلالا أمامهم.
تضحيات الشهداء
وخاطب عائلات مجموعة 86 البحرية، وقال: إن أحباءكم عادوا ورأيتموهم وعانقتموهم لكن الشهداء يبقى مكانهم فارغا لأسرهم، ملفتا كل ما نمتلكه اليوم يعود الى تضحيات الشهداء وكلنا مدينون لهم. وشكر هذه المجموعة البحرية التي قامت بمهمة كبيرة وأعرب عن تقديره لعائلاتهم، وقال: أعزائي! إن ما قام به أسلافكم خلال الأحداث المهمة للثورة الاسلامية حتى اليوم، هو أساس نجاحكم اليوم وعلينا أن نكون ممتنين لهم. وقدم الحرس الثوري والجيش الكثير من التضحيات في البحر وهذه التضحيات آتت ثمارها. وأشار سماحة قائد الثورة الاسلامية إلى محاولة الأعداء وراء منع المشاركة الواسعة للشعب الايراني في مراسم العزاء الحسيني لهذا العام، وقال: عكس ما أراد الأعداء حدث. وشهدنا إقامة هذه المراسم أكثر حماسة وحيوية ونشاطا مقارنة مع السنوات السابقة.
وأضاف: لقد أثبتم أن المیاه الحرة ملك للجميع ووصف ادعاء بعض الدول بعدم السماح لسفن معينة بالمرور عبر مضايق معينة بأنه أمر خاطئ للغاية.
وأضاف: إن المیاه الحرة ملك للجميع. یجب ضمان أمن الشحن والنقل البحري لجميع الدول، واليوم يعتدي الأمريكيون ناقلات النفط، ويساعدون عصابات التهريب البحري ، وهذا انتهاكهم الكبير الذي يحدث في منطقتنا وفي أماكن أخرى، وهذه الأعمال هي انتهاك للقانون الإنساني الدولي و لا يمكن تجاهله.
خطوة في مسار إرساء الأمن
وخاطب كوادر المجموعة البحرية 86 قائلا: إن هذه الخطوة التي اتخذتموها کانت بمثابة خطوة في مسار إرساء الأمن وأضاف: إن تواجدکم في المناطق النائية، وفي أقاصي المحيط الهادئ والمحيط الأطلسي لقد ساهم في ضمان أمن البلاد، ولقد أثبتتم أن البحر ملك للجميع والمیاه الحرة ليست لأحد وإذا تمکنت هذه القوى العظمی من تسجیل المحيطات باسمها ستقوم بذلك حتى لا تتمكن الدول الأخرى من استخدامها. وتابع قائلا : لقد أخرجت الثورة الإسلامية البحر والملاحة البحرية في إيران من حالة الركود ومنحتكم الثقة بالنفس للقیام بهذه الجولة البحرية.
وصرح: إن عملکم حسّن السمعة الدولية لإيران، ملفتا الى ان القيمة السياسية لعملكم لم تكن أقل قيمة من العمل العسكري، ولقد تمكنتم من تنفيذ مثل هذه الخطوة العظيمة في البحر.
القوة والقدرات العلمية
وقال قائد الثورة الاسلامية: إن ایران تمكنت من القيام بهذا العمل العظيم بفضل القوة والقدرات العلمية التي يمتلكها الشباب الايرانيون. وأکد أن هذه الجولة البحریة أوضحت قيمة وأهمية الثورة الإسلامية الإيرانية بالنسبة لنا ولكم ولأي شخص يعرف قصتكم. لماذا؟ لأن الثورة أعطتنا هذه المعرفة، والقدرة، والثقة بالنفس والهمة، وهذه الشجاعة للقيام بمثل هذا العمل العظيم. وأن ما يقوله الاعداء إننا لن نسمح لسفن دولة ما بالعبور من بعض المضائق إدعاء واهي كبير . وفي إشارة إلى بعض المعوقات الأمريكية في النقل البحري، قال سماحته: "إننا لا نسمح لمركبة كذا وكذا بالمرور عبر هذا المكان كذا وكذا خطأ كبير لأن المياه الحرّة ملك للجميع ويجب أن يكون البحر والجو حرّا أيضاً من أجل ذلك"، ويجب أن يكون الشحن والنقل البحري متاحا للجميع.
وأشار قائد الثورة: اليوم الأمريكيون يهاجمون ناقلات النفط ويساعدون عصابات التهريب البحري في منطقتنا ومناطق أخرى، وهو انتهاك كبير وخرق للقوانين الدولية والإنسانية.
وعادت المجموعة البحرية 86 إلى المياه الإقليمية الإيرانية، بعد مهمة توصف بـ "التاريخية" بالنسبة للأسطول الإيراني. واستغرقت مهمة المجموعة البحرية 8 أشهر، قطعت خلالها مسافة تقدر بـ 65 ألف كم.
وفي إشارة إلى أن 90٪ من التجارة العالمية تتم عبر النقل البحري، وسعة عدة آلاف من الكيلومترات من الحدود البحرية وربط البلاد بالبحر في شمال وجنوب البلاد، خاطب قائد الثورة الإسلامية المسؤولين بالقول: لا يوجد حتى الآن اهتمام جاد بالبحار، بالطبع بدأت حركة في هذا المجال لبعض الوقت، لكن يجب على السلطات أن تبدأ حركة أوسع، حيث يتعين على المسؤولين البدء بحركة أوسع لاستخدام البحر كفرصة وتوفير المصالح الوطنية من خلال التصميم والتخطيط. ووصف دور العائلات في نجاح مهمة هذه المجموعة بالمهم إلى جانب عوامل مثل المعرفة العسكرية والعزم والثقة والصبر.
قرار تأريخي
من جانبه اعتبر قائد سلاح البحر في جيش الجمهورية الاسلامية الايرانية الادميرال شهرام ايراني، في الكلمة التي ألقاها أمام قائد الثورة الاسلامية، يوم أمس مهمة الدورية البحرية 86 بأنها ثمرة إيمان شباننا بقدراتنا الوطنية والدبلوماسية الفاعلة والاستفادة من مختلف أنواع المنظومات والمعدات الداخلية المتطور. مُشدّداً على أن المهمة التي قامت بها هذه الدورية كانت قرارا تاريخيا، وأكد أنها تسببت في فشل المزاعم بأن الجمهورية الاسلامية الايرانية باتت معزولة وكذب ماقيل أنها تتأثر بالحظر، لتثبت بأنها قوة مستقلة وتسببت هذه المهمة بتعزيز البنك المعلوماتي البحري لدى ايران الاسلامية. كما قدم في هذا اللقاء الأدميرال "فرهاد فتاحي" قائد الدورية البحرية 86 تقريرا الى سماحة الامام الخامنئي بخصوص مهمة هذه الدورية حول الكرة الارضية، وأطلع سماحته على مجريات هذه المهمة.