مؤكداً بأن من ضيّع الحقيقة في انفجار المرفأ هو من سيّس هذه القضية
السيد نصر الله: يجب صبّ الغضب على أميركا
أكد الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله، أن أميركا تقف وراء كل المآسي التي يعاني منها الشعب اللبناني والسوري والعراقي واليمني، موضحًا أن الإدارة الأميركية هي التي تمنع الكهرباء عن لبنان وتمنع العراق من دفع ثمن الغاز للحكومة الإيرانية، وتمنع السلطات السورية من الوصول إلى حقول النفط والغاز في شرق الفرات وتقوم بنهبها، وهي العائق الأساسي أمام انتهاء الحرب في اليمن، داعيًا لصب الغضب على أميركا.
وفي كلمة ألقاها خلال الحفل التأبيني الذي نظمه حزب الله، في مجمع المجتبى (ع)، الضاحية الجنوبية لبيروت، شدّد السيد نصر الله على أنّ من ضيّع الحقيقة في مسألة انفجار المرفأ هو من سيّس هذه القضية، وربطها بالتطورات الإقليمية. ووصف الاتهامات التي وجهها بعض الأفرقاء لحزب الله بالوقوف وراء الاشتباكات في مخيم عين الحلوة بـ"التافهة"، مجددًا دعوة ومناشدة الأطراف المعنيين وقف الاقتتال المؤسف في المخيم.
أميركا منعت الحكومة اللبنانية من قبول الهبة الإيرانية
واستهل السيد نصر الله كلمته بقراءة الفاتحة لروح العلامة الراحل الشيخ عفيف النابلسي، منوِّهًا بمزاياه، ومؤكدًا "نحن أبناء الشيخ عفيف النابلسي وشركاء في المصاب".
وقال سماحته: "نعترف للشيخ عفيف النابلسي، بكونه العالم، الفقيه، المجاهد، الحاضر، الشاعر، الأديب، المربي، الأستاذ في الحوزة، والمحقق، والكاتب في شتى العلوم الإنسانية، وأحد كبار المؤسسين في هذه المسيرة الجهادية المباركة".
إلى ذلك، ألْفت السيد نصر الله إلى أنّ اليوم يصادف "الذكرى السنوية الثانية للوعد الأميركي بالكهرباء للبنان، لكن حتى الآن الكهرباء لم تصل، بسبب المنع الأميركي للغاز المصري والكهرباء الأردنية"، مؤكدًا أن الأميركيين هم الذين يمنعون الكهرباء عن لبنان بحجة "قانون قيصر". وذكّر السيد نصر الله بأنّ حزب الله جاء بالهبة الإيرانية المجانية إلى لبنان، لكن أميركا منعت الحكومة اللبنانية من قبول هذه الهبة، موضحًا أنّ "كل المعاناة التي يعاني منها الشعب السوري، هي أيضًا بسبب العقوبات الأميركية وما يسمى بـ"قانون قيصر"، مشيرًا في هذا السياق أيضًا إلى أن "الاحتلال الأميركي هو الذي يمنع الحكومة السورية من الوصول إلى حقول النفط والغاز شرق الفرات وينهبها".
وأعاد سماحته التذكير، بضرورة "صب الغضب على الشيطان الأكبر - أميركا - الذي يستبد ويمنع حتى الكهرباء عن الشعب اللبناني"، موضحًا أنّه "في مقابل التدخل الأميركي الفاضح والفج في كل شيء، نواجه ثقافة وسياسة خضوع للإرادة الأميركية".
العائق الأساسي أمام انتهاء الحرب في اليمن
وأشار إلى "مصادر كثيرة يُمكن أن تدرّ مالًا وفيرًا على الخزينة اللبنانية، وعندما نسأل لماذا لا تقومون بها يأتي الجواب بأنّ السفارة الأميركية تمنع ذلك ولا تقبل به وأنه ممنوع"، مضيفًا "نحن نفتخر عندما يقال عنّا إننا من محور الممانعة، لأن ذلك يعني أننا لسنا عبيدًا أو أدوات عند السفارة الأميركية بل شرفاء وسادة"، متابعًا "إذا أردنا الحل في لبنان يجب أن نخرج من هذا الخضوع للأميركي والتسلط والتذلل للسفارة الأميركية والأميركيين".
وفي السياق، أوضح سماحة السيد نصر الله أنّ "الولايات المتحدة الأميركية تمنع العراق من دفع ثمن الغاز للحكومة الإيرانية كي تقوم إيران بقطع الكهرباء عن العراق، ويقال بالتالي إن الإيرانيين يقطعون الكهرباء عن العراقيين".
وشدد على أنّ "العائق الأساسي أمام انتهاء الحرب في اليمن هو الجانب الأميركي"، لافتًا إلى أنّ "إمكانية حلّ الدولتين في فلسطين يتلاشى، ومن ينتظر الأميركي في السياسة والاقتصاد والقيم سينتظر هذه القيم الشاذة".
وتطرق سماحته لذكرى انفجار مرفأ بيروت، حيث قال "نعبّر عن مواساتنا لكل الذين أصيبوا في انفجار مرفأ بيروت في الرابع من آب"، لافتًا إلى أنه "في اللحظة الأولى لانفجار المرفأ خرجت بعض القنوات الخبيثة لتقول، إن حزب الله هو من فجّر المرفأ، وكانت الناس لمَّا تعلمْ بعد ما حصل"، مؤكدًا أنّ "من ضيّع الحقيقة في مسألة انفجار المرفأ هو من سيّس هذه القضية".
وأكد السيد نصر الله أن "السبب الحقيقي لضياع الحقيقة في تفجير مرفأ بيروت هو لجوء البعض إلى ربط القضية بالأحداث الإقليمية"، مضيفًا أنّ "الأميركيين سيأخذوننا إلى واقع مؤلم وكارثي في ظل التدخل الكبير والهيمنة الاميركية في لبنان".
وتطرق سماحته إلى الأحداث المؤسفة في مخيّم عين الحلوة، فلفت إلى أنّ هناك من يقول ــ ومن بينهم التلفزيون ذاته الذي اتهم حزب الله بانفجار المرفأ – بأن ما يحصل في مخيم عين الحلوة سببه حزب الله، واصفًا هذه الاتهامات بـ"التافهة"، وقال: "نحن لسنا مسؤولين عن معركة عين الحلوة لا من قريب ولا من بعيد.. نحن ضد هذا الاقتتال ونعمل على حلّه"، مناشدًا جميع الأطراف المعنيين وقف الاقتتال في مخيم عين الحلوة.
هدوء حذر يسود مخيّم "عين الحلوة"
في سياق آخر ساد هدوء حذر، في مخيّم "عين الحلوة" نتيجة الضغط الذي مارسته "هيئة العمل الوطني الفلسطيني" وفاعليّات مدينة صيدا على المتقاتلين للالتزام بقرار وقف إطلاق النار. وواصل الجيش الّلبناني تسيير دورياته، في محيط المخيّم وعلى الطرقات الرئيسة لمدينة صيدا، وخصوصًا في مداخلها الجنوبيّة.
وقد تجاوز المخيّم عملية مقتل الفلسطيني "علي مصطفى" برصاص القنص، بعدما أجرت القيادات الفلسطينيّة اتصالات سريعة.
وكان مصطفى قد قُتل، برصاصة قنص في منطقة الطوارئ في "تعمير- عين الحلوة"، ولم يعقب ذلك أي إطلاق نار، خصوصًا بعد أن صدر بيان عن عائلته بأنّهم لن يقوموا بأي ردّ فعل تعود بالضرر على أهالي المخيّم، راجين أن يقف هذا النزيف وحمام الدّم، وأن يعمّ الأمن والأمان والاستقرار عموم المخيّم. هذا، وقد أسفرت الاشتباكات عن سقوط 12 قتيلًا وأكثر من 65 جريحًا منذ اندلاعها يوم السبت الماضي.
وعلى الرغم من الهدوء السّائد حاليًا، ما يزال النازحون يمكثون في المدارس والمساجد في مدينة صيدا وجوارها، بعدما هجّرتهم ضراوة الاشتباكات والأسلحة الثقيلة التي استخدمت فيها من منازلهم. وأكّد النازحون أنّهم لن يعودوا إلّا بعد أن يطمأنوا لجهة عدم خرف الاتفاق؛ لأنّ تجربتهم مع اتفاقات وقف إطلاق النار كانت مريرة، خاصةً أنّ "فتحي أبو العردات" أمين سرّ فصائل "منظّمة التحرير الفلسطينيّة" وحركة "فتح"، رفض خلال المؤتمر الصّحافي بعد اجتماع هيئة العمل الفلسطيني المشترك في لبنان، الردّ على سؤال حول دعوة النازحين للعودة إلى منازلهم. لقد عكس الوضع الأمني الهادئ، في المخيّم، ارتياحًا على مدينة صيدا وأهلها، حيث بدأت الحياة تعود تدريجيًا إلى طبيعتها.