حق كبار السن
الوفاق / وكالات يشهد العالم في السنوات الأخيرة اهتمامًا ملحوظًا بالمسنين، وقد شهد المجتمع الدولي أكثر من فعالية دولية، من مؤتمرات وندوات عالمية، لتناول قضايا المسنين، وشهد عام 1982 أول إشارة من العالم المتحضر لرعاية المسنين، إذ أعلنت الأمم المتحدة، أن العقد التاسع من القرن العشرين عقد المسنين، ورفعت منظمة الصحة العالمية عام 1983 شعار “فلنضف الحياة إلى سنين العمر”، وقد تبنى مؤتمر الأمم المتحدة الذي انعقد في مدريد عام 2002 خطة عمل لمعالجة مشاكل المسنين في مختلف بلدان العالم.. والحق أن هذه المؤتمرات كانت شبيهة بالملتقيات الفكرية النظرية، فلم يطبق لها قرارًا، ولم تُفعل لها خطة! وكان الأولى لهذه الفعاليات والمؤتمرات أن تقرأ المنهج الإسلامي في رعاية المسنين.
ينطلق هذا المنهج من منطلق إنساني سامق، يُعد أساسه توقير الكبير وتبجيله من الأخلاق الإسلامية الجميلة، ومن القيم الإنسانية النبيلة التي تنمي منظومة القيم والأخلاق والآداب في حياة المجتمعات البشرية، وتعزز من ثقافة الاحترام والإكرام بين الناس. إن لكبير السن أو الشأن منزلة ومكانة متميزة في المجتمع المسلم، وينبغي التعامل معه بكل أدب وتوقير واحترام وإجلال.
توقير ذي الشيبة المسلم
لقد دعانا الإسلام لاحترام ذوي الشيبة من المؤمنين وكبار السن عامة، بل عُد من يجهل حقهم منافقاً ففي الحديث عن الإمام الصادق (ع) قال: "ثلاثة لا يجهل حقهم إلا منافق معروف بالنفاق: ذو الشيبة في الإسلام، وحامل القران، والإمام العادل".
ولهذه الدعوة فائدتان أساسيتان:الأولى: أن في احترام كبار السن إشعاراً لهم بمكانتهم وأنهم مهما كبروا فن مكانتهم بين أفراد المجتمع محفوظة لأنهم أصحاب التجارب الطويلة والخبرة العميقة بتفاصيل الحياة.
والثانية: أن احترام الكبار فضلاً عن كونه من الأخلاق النبيلة، فإنه مما وعد عليه الله تعالى الثواب الكبير وهذا ما تدل عليه الروايات الكثيرة منها، ما روي عن رسول الله الأكرم(ص): من وقر ذا شيبة في الإسلام امنه الله عز وجل من فزع يوم القيامة".وقد عدت بعض الروايات إجلال كبار السن إجلالاً لله تعالى ففي الحديث عن الإمام الصادق (ع): "إن من إجلال الله عز وجل إجلال
الشيخ الكبير".
وكما حثت الروايات الشريفة على احترام الكبار فإنها نهت عن الاستخفاف فيهم، قال الإمام الحسين (ع) : "من إجلال الله عز وجل إجلال المؤمن ذي الشيبة ومن أكرم مؤمناً فبكرامة الله بدأ ومن استخف بمؤمن ذي شيبة أرسل الله إليه من يستخف به
قبل موته".
هذا بعض ما أشارت له الشريعة الإسلامية الغراء التي أرسل الله تعالى بها نبيه الأكرم(ص) بها، وكذا دعانا أهل البيت (ع) على الاستنان بهذه السنن، فإنها تصبّ أولاً وأخيراً في صلاحنا وسعادتنا سواء في الدنيا أم الأخرة .