الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • مقالات و المقابلات
  • الریاضه و السیاحه
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف ومائتان وسبعة وتسعون - ٠١ أغسطس ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف ومائتان وسبعة وتسعون - ٠١ أغسطس ٢٠٢٣ - الصفحة ٤

أزمة الإنقلاب في قلب افريقيا

النيجر.. لعبة الشطرنج بين فرنسا و روسيا

تشهد النيجر، الحليف الوحيد لفرنسا في منطقة الساحل، أزمة سياسية جراء الانقلاب العسكري الذي وقع مؤخرًا، حيث قامت قوات الحرس الرئاسي في النيجر بحصار مقر إقامة الرئيس محمد بازوم، الذي كان داعمًا للمصالح الغربية في المنطقة، وأعلنوا عن تشكيل المجلس العسكري بقيادة الجنرال عبد الرحمن تشياني، وأغلقوا حدود البلاد وعلّقوا عمل مؤسسات الدولة وفرضوا حظر التجول، وقال تشياني إن الانقلاب يهدف إلى إعادة الأمن والاستقرار في البلاد، و سارعت الدول الغربية و على رأسها فرنسا لإدانة الإنقلاب و المطالبة بإعادة الرئيس بازوم، حيث تجد فرنسا نفسها في موقف غير جيد و هناك تهديد لمصالحها السياسية و الإقتصادية في النيجر.
قلق فرنسي
فرنسا تعتبر النيجر شريكًا استراتيجيًا لها في المنطقة الساحلية، وتمتلك مصالح اقتصادية حيوية في هذا البلد.
 تستخرج فرنسا اليورانيوم من مناجم شمال النيجر، وهو أمر ضروري لتشغيل شبكتها الواسعة من محطات الطاقة النووية. وتحتل فرنسا مكانة بارزة في القطاع الاقتصادي للنيجر وهي واحدة من أهم شركاءه التجاريين. علاوة على ذلك، تُعَدُّ النيجر أخر معقل للقوات الفرنسية على الساحل بعد أن اضطرت للانسحاب من مالي بسبب تدهور العلاقات بين باريس والمجلس العسكري، حيث توجهت القوات الفرنسية إلى النيجر، و رحب بازوم بحوالي 1500 جندي فرنسي في النيجر.
و على خلفية هذه المصالح السياسية والاقتصادية، أعربت فرنسا عن قلقها البالغ حيال الوضع السياسي في النيجر وتداعيات الانقلاب العسكري فصرحت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا بأن فرنسا تراقب الوضع في النيجر عن كثب، و أكدت أن استقرار النيجر وتحقيق الأمن فيه يعتبران أمرين حيويين لفرنسا ولمصالحها الاقتصادية والاستراتيجية في المنطقة، و بدوره قال رئيس حزب "رينيسانس" المقرب من ماكرون، "سيلفان مايلار"، في إذاعة "فرانس إنفو" إن فرنسا تراقب الوضع في النيجر عن كثب، ليس فقط بسبب تعرض السكان للخطر، ولكن أيضًا بسبب تأثيرها على المصالح الاقتصادية الفرنسية حيث قال: "كما تعلمون جيدًا، اليورانيوم جزء من المعادلة، لذلك نراقب ما يحدث بعناية."
دخول قوات فاغنر على الخط
و مع تصاعد التوترات في النيجر، تتزايد المخاوف من تدخل قوات فاغنر العسكرية الروسية ، و التي وقد تُشكل تهديدًا إضافيًا للمصالح الفرنسية و الغربية هناك، و من الممكن أن تستغل فاغنر الوضع الحاصل لتحقيق أهدافها السياسية والاقتصادية، لاسيما بعد قيام مجموعة فاغنر العسكرية الروسية بالتعبير عن دعمها للانقلاب العسكري في النيجر واستعدادها لتقديم الدعم العسكري اللازم، حيث صرح رئيس مجموعة فاغنر "إيغور بريغوجين" بأنهم يرحبون بالانقلاب ويعتبرونه خطوة ضرورية لإعادة النظام وتأمين حماية السكان المدنيين في النيجر والمناطق المجاورة، وأكد بريغوجين أن مجموعة فاغنر ستستجيب للحاجة الماسة للحفاظ على أمن واستقرار النيجر ومكافحة التهديدات الإرهابية.
و تجدر الإشارة إلى أن قوات فاغنر متواجدة في مالي و لديها ما يقارب 1000 مقاتل، جاؤوا بعد طلب السلطات هناك بنشر قوات من مجموعة فاغنر الروسية لتدريب جيشها ومحاولة تعزيز الأمن، لمواجهة عدم الاستقرار في البلاد.
و تزامن هذا الحضور الروسي مع الخروج الفرنسي من مالي بسبب تزايد الانتقادات والاحتجاجات من جانب الشعب المالي والمجتمع المدني والأحزاب السياسية للوجود الفرنسي، الذي يعتبرونه استعمارًا جديدًا، ولا يروا أثرًا إيجابيًا له في مكافحة الإرهاب أو تحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية.
تحيا روسيا... تسقط فرنسا
تظاهر آلاف النيجريين يوم أمس أمام السفارة الفرنسية في نيامي العاصمة النيجيرية للتعبير عن دعمهم للانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس "محمد بازوم"، وللاحتجاج على التدخل الفرنسي في شؤون بلادهم، وقام بعض المتظاهرون بإشعال النار في بوابة السفارة، واستبدال لوحة تحمل اسمها بعلم روسيا، مرددين شعارات مؤيدة لروسيا والجيش النيجري والانقلابيين و مناهضة لفرنسا " تحيا روسيا و لتسقط فرنسا".
كما ندد المتظاهرون بعملية برخان العسكرية في منطقة الساحل. فيما تصدت قوات الأمن للمتظاهرين بالغاز المسيل للدموع، وأعلنت حالة الطوارئ.
و أثار هذا الهجوم ردود فعل غاضبة من جانب فرنسا، التي نددت بأي عنف ضد مصالحها، وطالبت الحكومة النيجرية بضمان أمن سفارتها وقواتها، وأكدت أنها لن تتسامح مع أي هجوم ضد فرنسا وسترد فورا وبشدة،و مستمرة في تعليق مساعداتها للنيجر، ودعمها لكل المبادرات الإقليمية لإعادة الشرعية الدستورية والرئيس المخلوع على
حد وصفها.
يبدو واضحا أن الأوضاع في النيجر تتجه نحو التصعيد في الفترة القادمة ، لاسيما مع القمة الطارئة التي تم عقدها في نيجيريا لقادة "ايكواس" الجماعة الإقتصادية لدول غرب افريقيا و القرارات التي نتجت عنها، حيث أمهلت المجموعة القادة الإنقلابيين أسبوع واحد للإفراج عن الرئيس بازوما و "العودة إلى النظام الدستوري" و إلا فإن كل الخيارات مطروحة بما فيها استخدام القوة، و في ظل هذه التهديدات و تصريحات قائد قوات فاغنر و عرضه لمساعدة القادة الإنقلابيين، فإن جميع السيناريوهات تبقى مفتوحة.

البحث
الأرشيف التاريخي