الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • مقالات و المقابلات
  • الریاضه و السیاحه
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف ومائتان وخمسة وتسعون - ٣٠ يوليو ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف ومائتان وخمسة وتسعون - ٣٠ يوليو ٢٠٢٣ - الصفحة ٦

لبيك ياقرآن، لبيك ياحسين، لبيك يامهدي

شعارات حققت اهدافها للوقوف امام الظلم

الوفاق/ خاص
احمد علي بزي
تحتاج كلُّ حركةٍ إلى شعارٍ يُلخّصُ فِكرها، كي يحمله الناس ويهتفوا به، ويرفعوه لافتاتٍ في القلوب والبيوت والشوارع، حتى يصبح هذا الشعار مُلهماً لكل من يؤمن به، ويؤثر في لاوعي من لا يؤمن به. ولطالما حضرت الشعارات في حياة البشر والشعوب كمحرّك فكري وحماسي في ثوراتهم وحروبهم على امتداد التاريخ.
في أواخر القرن الثامن عشر قامت ثورة في فرنسا، اعتبر شعارها من أكثر الشعارات السياسية والاجتماعية رواجاً في العالم: «المساواة، الحرية، والإخاء». كان الناس يمشون في الطرقات، ويقفون على الشرفات، ويهتفون بهذه المفردات، ويموتون من أجلها .
شعارات ماتت مع موت مُطلقيها
ومن الشعارات العالمية الرائجة: الخبز والورود (مطالب عمالية معنوية)، شعارات هتلر النازية، شعارات موسيليني الدكتاتورية، شعارات السوفيات، شعارات ضد الشيوعية (مثل: الموت أفضل من الأحمر - أي اللون المعتمد للشيوعية)...
لكن لو تأملنا جيداً في التاريخ لوجدنا أن هذه الشعارات ماتت مع موت مُطلقيها، وفشلت لأنها لم ترتبط بمقدّس، بل كانت دكتاتورية أنانية، ولم تصنع نموذجاً بشرياً تتبناه المجتمعات الأخرى.
وعلى شاكلة هذه المفردات انبثقت في عصرنا الحالي شعارات ما يسمى بثورات «الربيع العربي» - الملونة: الخبز، الحرية، العدالة الاجتماعية. وبدورها لم تحقق هذه الشعارات أهدافها التامة لأنها لم تنبثق من منشأ ومنبع صافٍ.
شعارات حققت عزة وكرامة الشعوب
لكنّ شعاراتٍ من نوع آخر، ولها آداب أخرى انتشرت في هذا العالم يعود جذرها في التاريخ إلى بدرٍ وكربلاء.
في فلسطين الحبيبة كل ما يحتاجه الشبان هو أن يُسدل الليل ستاره ليغطوا وجوههم بالكوفية البيضاء ويحولوا الجدران إلى لوحات مليئة بالشعارات. ومن أبرز ما يخطون:
١- دم الشهدا بنادي، حب الوطن عبادة.
٢- ومن أكثرها رواجاً: القدس عاصمة فلسطين.
ويستنفر جيش الاحتلال دورياً لإزالة هذه الشعارات، لأنها تصيبه في عرشه، وتحيي الروح في أبناء الأرض.
وبعد أكثر من خمسين عاماً ما زالت تثمر هذه الشعارات حشداً وتعبئة وثباتاً. وقد رأينا على مواقع التواصل الاجتماعي أثر الشعارات في الضفة الغربية والقدس، خصوصاً ما حصل بشأن حي الشيخ جراح، وحركة الشبان ميدانيا وعلى مواقع التواصل والشعارات التي أطلقوها: لن نرحل، أهلا بكم في حي الشيخ جراح الصامد، وغيرها من الشعارات التي صنعت جداريات الصمود.
وفي الجمهورية الإسلامية في إيران، يعي الشعب الإيراني أن ما حققه من عزة وكرامة وتقدم هو من كربلاء ومن عاشوراء، ولطالما ردد قائد الثورة الإسلامية الإمام الخميني (قدس) على مسامع العالم أجمع شعاره الصادق الذي يعبر عن عقيدة الثورة: «إن كل ما لدينا هو من عاشوراء».
فكانت عاشوراء هي أغزر محطة عنده لإطلاق الشعارات، مستخرجاً اياها من كلمات ومواقف الإمام الحسين عليه السلام وأهل بيته وأصحابه.
شعار «هيهات منا الذلة»
إن شعار «هيهات منا الذلة» كان الموقف الحاسم الذي يُعبر عن رفض جميع التسويات المُذلة التي كان يراد من خلالها إسقاط الثورة وخنقها في شوارع طهران.‏ وعبارة علي الأكبر التي قالها لأبيه سيد الشهداء (ع): «يا أبا لا يهم أوقعنا على الموت أم وقع الموت علينا» حركت آلاف الشباب الإيرانيين الذين هم في سن علي الأكبر ليندفعوا إلى شوارع طهران، فكان يخاطبهم الإمام الخميني(قدس): «إني كلما نظرت إلى تضحياتكم خجلت من نفسي».‏
أما الشّعار المركزي والأقوى لثورة العصر والذي ترجم كل مفردات الثورة الحسينية هو شعار «كل يوم عاشوراء كل أرض كربلاء».
لم يكن الإمام الخميني (قدس) وحده من أخذ شعارات عاشوراء الحاسمة بل كثير من حركات المستضعفين في العالم أخذوها، لكن معرفة الإمام بها وتوظيفه الأكمل لها محا كل نقاط الضعف في الاستخدامات من كل الثورات التي سبقت الثورة الإسلامية في إيران.
وبهذه الروح الثورية، وبهذه الشعارات انطلقت في لبنان حركة إيمانية جهادية استلهمت شعاراتها من شعارات سيد الشهداء، ومن شعارات فلسطين، ومن فكر وعقيدة ونهج الإمام الخميني (قدس) والإمام الخامنئي دام ظله الشریف، وها هو القائد يتصدى للشعارات أيما تصدٍّ، فتراه يطلق كل ليلة عاشر من محرم شعاراً بصيراً بالمرحلة التي نعيش.
ففي قضايا فلسطين يحيي شعارات فلسطين: شهداء بالملايين عالقدس رايحين.
الشعار المقدس يرتبط بالمقدس
وفي قضايا الأمة يحيى شعارات النبي الأعظم محمد(ص): والله يا عم لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري...
وكما فعل الإمام الخميني (قدس)، وكما ثبّت الإمام الخامنئي ها هو سماحة السيد منذ سنوات يقدم جرعة من الشعارات التي تتطور مع تطور القوة واليقين بالانتصارات وتعمق الثقة بالأمة التي يقودها ويحبها ليقدم شعار ماتركتك ياحسين حينما أفردنا العالم وحدنا، ويقدم شعار  أنبقى بعدك حينما حوصرنا وحدنا، ويقدم ثلاثية الشعار أو الشعار المثلث في زمن يجب فيه الدفاع عن الثقلين (القرآن وأهل البيت)، ويرجى من هذا الشعار أملاً كبيراً بالطلعة الغراء، ولأن كربلاء طريقنا إلى المهدي، ولأن الحسين شريك القرآن، ولأن المهدي قرآن القرآن، كان الشعار في مسيرة العاشر:
لبيك ياقرآن، لبيك ياحسين، لبيك يامهدي.
إنه الشعار المقدس الذي يرتبط بالمقدس هكذا يحيا ويُخلّد، وما أحلى التلبية!

 

 

البحث
الأرشيف التاريخي