في ذكرى استشهاده الأليم

الإمام زين العابدين(ع).. سيد الساجدين ومفخرة العالمين

يصادف اليوم الأحد 12 محرم ذكرى استشهاد الإمام زين العابدين(ع) برواية، ففي سنة 9 للهجرة استُشهد الإمام السجاد زين العابدين علي بن الحسين (ع) عن عمر ناهز الـ 57 سنة بسُمٍ دسّه له الحاكم الأموي الوليد بن عبد الملك. وكانت شهادته بعد 35 سنة مضت على فاجعة كربلاء المقدسة، التي شاهد فيها مصارع أبيه الامام الحسين (ع) وإخوته وأعمامه وأبنائهم وأصحابهم وسبي العائلة الهاشمية.
 كان للإمام علي السجاد (ع) محبة واحترام كبيران من قبل المسلمين، وتجلى ذلك في موقف الحجيج الأعظم حينما حظر الموسم الطاغية "هشام" ابن الطاغية "عبد الملك بن مروان الأموي" ولم يقدر على استلام الحجر الأسود من الزحام، فنصب له منبر فجلس عليه ينتظر، ثم أقبل الإمام زين العابدين (ع) وأخذ يطوف فكان إذا بلغ موضع الحجر انفرج الحجيج له حتى يستلمه لعظيم معرفتهم بقدره وحبهم له على اختلاف بلدانهم وانتساباتهم، وعندما تنكّر "هشام" عن معرفة الإمام (ع)، قد سجل الفرزدق هذا الموقف في قصيدة رائعة مشهورة، مطلعها:
يَا سَائِلِي‌ أَيْنَ حَلَّ الجُودُ وَالكَرَمُ
عِنْدِي‌ بَيَانٌ إذَا طُلاَّبُهُ قَدِمُوا
هَذَا الذي‌ تَعْرِفُ البَطْحَاءُ وَطْأَتَهُ
وَالبَيْتُ يَعْرِفُهُ وَالحِلُّ وَالحَرَمُ
هَذَا ابْنُ خَيْرِ عِبَادِ اللَهِ كُلِّهِمُ
هَذَا التَّقِي‌ُّ النَّقِي‌ُّ الطَّاهِرُ العَلَمُ
سيد الساجدين وزين العابدين
كان عليه السلام كثير الصلاة والسجود والتضرع إلى الله، فلقب بسيد الساجدين وزين العابدين وكان له خريطة فيها تربة الحسين (ع) إذا قام في الصلاة تغير لونه فإذا سجد لم يرفع رأسه حتى تجري دموعه عليها.
وكان في السنة مرتان أو ثلاث مرات يقرض الثفنات التي كانت على مواضع سجوده فعرف بذي الثفنات. وصفته جاريته في كلمات وجيزة، فقالت: ما أتيته بطعام نهاراً، ولا فرشت له فراشاً ليلاً قط، فأي زهد وعبادة بعد هذا.
عُدّ من البكائين الخمسة الذين اقرحت الدموع جفونهم وغيّرت ملامح وجوههم، فقد رأى مصارع إخوانه وأعمامه وأبيه سيد الشهداء (ع)، وقد فُصِلَ بين أجسادِهم ورؤوسهم، غُسلُهم الدماء وأكفانهم الرمال.
اتخذ الدعاء سلاحاً لتنوير القلوب وإرشاد العقول في ظرف ملأها التقية. فخلف صحيفة مشتملة على 54 دعاءً عرفت بالصحيفة السجادية. ومن اقوال الإمام زين العابدين (ع): مجالسة الصالحين داعية إلى الصلاح وأدب العلماء زيادة في العقل.
رثائية
وقد أنشد الدكتور عبد الهادي الحكيم، قصيدة في ذكرى استشهاد الإمام السجاد (ع)، جاء فيها:
 رَحَلْتَ فَضَجَّ النَّاسُ حُزْناً وَلَوْعةً
عَلَيكَ وَسَالَ الدَّمْعُ وَانْذَهَلَ الفِكْرُ
وَأَجْهَشَ"مِحْرابُ النَّبي" و"قبرُه"
فأَنَّ بِجَنْبِ "القَبْر" مُنْتَحِبَاً "قَبْرُ".
وَنَاحَ بِشَجْوٍ في "الغَرِيَيْنِ" نَائِحٌ
فَرَدَّدَ شَجْوَ النَّوْحِ مِنْ "كَرْبَلا نَحْرُ"
 يُسائِلُ"بَيْتُ الله" عَنْكَ "مَقَامَه"
وَيَسْألُ مُشْتَاقاً لَكَ "الحَجَرَ" "الحِجْرُ

 

البحث
الأرشيف التاريخي